أشرف ونيس يكتب لغة العيون
أشرف ونيس يكتب لغة العيون


إبداعات القراء .. أشرف ونيس يكتب لغة العيون

بوابة أخبار اليوم

الثلاثاء، 10 أغسطس 2021 - 04:47 م

يقولون انه لا توجد لغة تعيش الى الابد ، فلابد لها ان تندثر مع مرور الوقت ، لابد ان تدخل مهما طال بها الزمن الى سجلات التاريخ و ما أكثرها وما اجزلها من سجلات.

الموت هو ناموس الوجود و قانون الكون الذى لا يسقط بالتقادم ولا يبطل بالمزامنة ، بل هو الخالد الى ابد الدهر ، يندثر و يموت الجميع بينما يبقى هو على قيد الحياة.. فلا توجد لغات حية متلاسنة بين البشر يمتد عنقها فى جسد الخلود ، بل ان التلاشى هو قانون بل دستور الكل . مهما تمددت اللغة فى رحب الزمن فلابد لها من الانحصار و من ثَم الزوال .

لكن ان كانت اللغة هى وليدة ألسنة البشر وما يصدر عنها من ضجيج ؛ فهناك لغة هى وليدة الصمت و نبتة أوج السكون، هى لغة العيون و ما أصدقها من لغة ، فحين تتحدث يبطل امامها ابلغ الكلام و حين تفصح تنحنى امامها اعتى الحروف.. فهل للاعين لغة ؟ نعم ؛ فهى لغة حية بل انها خالدة لا تعرف الموت ولا تعترف به ، تصدر عن عيون البشر لتقول و تفصح عن كثير و كثير مما تعجز عنه الألسنة .

تنبثق من رحم القلوب و تولد من احشاء المشاعر ، تخرج من باطن الانسان لتذهب اينما شاءت دون قيد او غلال .

تخرج من جوف فطرتنا دون حاجة إلى علم او استذكار ، أبجدياتها  عقل يفكر ، و نفس تشعر ، و قلب ينبض بالحياة .

تحوى كثيرا من الكلام دون التفوه ، و تروي العديد من الحروف دون التحدث ، كما انها تحكى المزيد من النصوص دون ان تنطق ببنت شفة .

لا حاجة لها الى قدر كبير من الزمن ، تأتى فتعبر فى برهات قليلة و فى عبورها تصل الى خفايا الأرواح فى عمقها ، و بواطن النفوس فى غورها ، كما انها تدرك  حس المشاعر فى قرارها .

لا تُكتب ، و لكنها تُقرأ ، لا تُنطق ولكنها تُفهم جيدا ، تنطلق من اعين صاحبها دون حاجة الى وسط للانتقال من خلاله ، و مع ذلك فهى فى قوتها و تأثيرها تفوق كل ضجيج البشر و صخبهم .

كانت و مازالت و ستظل المادة الخصبة لالهام الشعراء و كل مرهفى الحس على مر الأزمان و العصور ، فيها انشد العاشقين ، و بها تغنى المحبين ، و لها نادى كل ذى قلب يخفق بخفقات الحب و الحنين .

انها لغة العيون ؛ الحروف الغير مكتوبة ، و الرسائل الغير منطوقة ، و الحديث الغير مسموع ، كما انها الكلمات الغير ملفوظة . لغة العيون !!!
 

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة