كان زملائي في المدرسة الإعدادية يذهبون من شبرا إلي حديقة الحيوان في الجيزة، وهناك يختبئون خلف الأشجار لتدخين السجائر (لم أكن أدخن وقتها)، كانوا يحسبون ألف حساب لكل الناس الغريب قبل القريب، لأن المجتمع بالكامل كان رقيبا علي السلوكيات الضارة بأبنائه، وكان يحمي نفسه بنفسه، وما لا يرضاه لأهله وأبنائه لا يرضاه لغيره، منتهي العدالة والرحمة والتلاحم، أما الآن فنحن جميعا نرفع شعار «وانا مالي»، وبالأمس شاهدت تلاميذ إحدي المدارس الإعدادية يدخنون أمام باب المدرسة، فلم يكن مني إلا أن ابتلعت أحد أقراص «وانا مالي»، ومضيت في طريقي وكأن شيئا لم يكن، حاجة تكسف والله.