الشاعر الدكتور خلف كمال
الشاعر الدكتور خلف كمال


الجوائز المرصودة للأعمال الإبداعية قليلة وغير كافية

حوار| الشاعر خلف كمال: اللغة العربية تتطور وتتجدد ولا تجمد أبدا

عبد النبي النديم- صفوت ناصف

الأربعاء، 11 أغسطس 2021 - 12:34 م

جائزة الدولة للمبدع الصغير التى اطلقتها السيدة إنتصار السيسى فرصة ممتازة لتبني المواهب من الصغر 

الشاعر الدكتور كمال خلف.. أحد فرسان اللغة العربية, التى شرفها الله عزوجل بأن أنزل بها كتابه القرآن الكريم؛ واللغة القادرة على التعبير الدقيق عن خفايا النفس وخبايا الضمير؛ والقدرة التعبيرية للغة العربية تفوق غيرها من اللغات في الدقة والعمق, والأمم الحية تفخر بلغتها وتعتز بالانتماء إليها؛ وتسعى إلى نشر تراثها وثقافتها؛ لتضيفه إلى ضمير الإنسانية, فاللغة العربية كالشجرة المثمرة جذورها ضاربة في الأرض وفروعها في السماء..


التحق أثناء عمله بكلية الآداب, قسم اللغة العربية انتساب نظام المنازل، حصل على الليسانس ثم الماجستير من جامعة حلوان بتقدير امتياز, وحصل على الدكتوراة في اللغة العربية «النحو والصرف» بعد التقاعد وإحالته للمعاش من كلية الآداب جامعة المنيا، قسم اللغة العربية بتقدير امتياز مع مرتبة الشرف الأولى، وهو تتويج لحياة ملئية بالتحديات, والطموح إلى المزيد والتعمق فى أسرار اللغة العربية والشعر, حيث يعد الدكتور خلف من أنبل الرجال المخلصين للأدب والثقافة والعلوم، وأعطي كثيرا في مجاله بكل صدق وهو عضو اتحاد كتاب مصر وعضو مجلس إدارة جمعية مبدعي مصر, ورئيس نادي الأدب المركزي بمحافظة المنيا.


وحول اللغة العربية ومعاناتها والشعر وأصوله والمشهد الثقافي العام كان لـ«بوابة أخبار اليوم» حوارا حول الرؤية العامة للخطاب الثقافي المصري, وإبحاره في بحور الشعر.. 

 


- هل هناك ارتباط ملحوظ بين قوة المجتمع الفكرية وتطور اللغة, وما هى أسباب ضعف اللغة؟ 

في يقيني أن اللغة العربية لا تضعف، وإن ضعفت نذرا يسيرا فذلك يرجع إلى ما يطرأ على مجتمعاتنا من تغيير في نمط المؤلفات من قصة أو رواية أو شعر, فالقصة والرواية دائما ما تتضمن جملا ذات طابع عامي, لجذب القارئ، أما في الشعر, فهناك الشعر العامي الذي يتحدث بلغة الشارع، وإذا حدث خلل  في لغة الإذاعيين, فهذا يرجع إلى عدم تأهيلهم التأهيل الكافي الذي يغرس في داخلهم أنهم لسان حال المجتمع, وهذا لا ينحصر في المذيعين فقط, بل يمتد للمعلمين في مختلف المراحل التعليمية وخطباء المساجد، فتطور اللغة مرتبط بقوة المجتمع ونهضته الفكرية في شتى ميادين الحياة.

- هل اللغة العربية أصابها الجمود حاليا؟

اللغة العربية لغة أصيلة لا تجمد أبدا, بل تتطور وتتجدد بفضل رجالها المنتمين إليها, ولها في مصر الأزهر خصوصية عن غيرها من البلدان العربية, فالاحتلال الفرنسي أو الإنجليزي لم يستطع فرض لغته علينا بفضل تمسكنا واعتزازنا بعروبتنا ولغتنا عكس غيرنا من البلدان العربية، وهذا بسبب وجود الأزهر الشريف الذي حمى اللغة قرونا عديدة.

- هل التعليم سببا فى تراجع اللغة العربية، وما هي الخطوات التي يمكن اتخاذها لمعالجة علاقتنا باللغة العربية؟

 منظومة التعليم تحتاج إلى إعادة نظر في الأهداف المرجوة, والمناهج وخطط الدراسة وتأهيل المعلمين , فالمشهد الثقافي يحتاج إلى اهتمام أكبر بالمواهب على تنوع فنونها, وإلى الحيادية التامة ومراعاة تكافؤ الفرص بين المبدعين صغارا وكبارا. ومن الإيجابيات تجد جائزة الدولة للمبدع الصغير في الشعر والقصة والغناء والموسيقى والرسم هذه الجائزة  تتبناها السيدة انتصار السيسي قرينة رئيس الجمهورية. والتي قالت عنها وزيرة الثقافة أنها ستزيد الاهتمام بها وتنوع فروعها.. وهذه ستكون فرصة ممتازة لتبني المواهب من الصغر وتحفيز لهم على الاستمرار في الإبداع.


- ماذا يحتاج شباب المبدعين ليساهموا في إعادة الريادة لمصر؟

الأدباء يحتاجون إلى عرض مواهبهم وترك الحكم للجمهور عامة, والمسؤولين خاصة, لإضفاء المصداقية في الحكم  على هذه الأعمال المعروضة, وحلقة التواصل بين جيل الرواد والشباب ليست مفقودة بالمعنى الصحيح لكنها تحتاج إلى زيادة الحراك والتفاعل وهذه يقع كاهلها الثقافة ونوادي الأدب.
والسبيل الوحيد في طبع إبداعات الشباب هو النشر الإقليمي الذي يخضع لتقييم العمل من متخصصين دون مجاملة لأحد عكس ما يحدث في دور النشر فمعظم هذه الدور لها تاثير سلبي على الأدب من حيث عدم  انتقاء الأجود وتغليب أصحاب الإمكانيات المادية وربما أدى ذلك إلى انصراف المبدعين الحقيقين عنها لضيق ذات اليد..

 

- نود إلقاء الضوء على مسيرتكم الإبداعية, وهل تخصصكم في اللغة العربية ساعدك في مشوارك الإبداعي؟

تخصصي في اللغة العربية وقراءتي للتراث الأدبي في مراحله المختلفة شكل عندي دفعة قوية لكتابة ما يجول بخاطري من فنون شعر أو قصة أو مقال، وقد لاقت أعمالي الأدبية ترحيبا من الكثيرين سواء أدباء مشهود لهم أو مجلات وجرائد عربية ومصرية، وصدر لي ديوان شعري «في موكب الفجر» عام ٢٠٠٨ ومجموعة قصصية بعنوان «من تراتيل الكلام» عام ٢٠١٠ ولي ديوان شعري تحت الطبع بعنوان «عندما تغني القصيدة».

 

كيف ترى حركة النقد الأدبي في مصر؟

حركة النقد تتأثر بعملية الإبداع المتوالد المستمر، واعتقد أنها لاتتواكب مع عجلة التطور السريعة للمبدعين، فإذا ما قصرت حركة النقد, فتحت المجال للمبدعين أنفسهم وهم ليسوا مؤهلين للنقد؛ لأنهم لا يمتلكون أدواته وصناعته, فالحركة النقدية لا تتماشى مع كم الإبداع المعروض والمستمر، فهي تحتاج إلى المزيد من التواجد لإثراء الأعمال الأدبية, وكما تحدثنا عن النقد وعدم مجاراته للحركة الإبداعية المتجددة، نجد أيضا أن الجوائز المرصودة للأعمال الإبداعية قليلة وغير كافية فهي تحتاج إلى المزيد من الدعم المالي الموجه لهذا الغرض. فالأعمال الإبداعية المصرية مشرفة، نرى الكثير منها منشورا في مجلات عربية وأجنبية ويحظى الكثيرون من الأدباء المصريين على جوائز آخرها فوز دكتور علاء جانب بالمركز الأول في جائزة «كتارا» عن أمهات المؤمنين.

 

هل ترى أن الاهتمام الإعلامي بالأدب كافي؟

اعتقد أن هناك اهتماما إعلاميا في العديد من الصحف والمجلات، نرى جريدة أخبار الأدب، الثقافة الجديدة، وإبداع وعالم الكتاب بالإضافة إلى الصفحات الأدبية في الأخبار والجمهورية والقاهرة وغيرها من المجلات العربية.
لكنني أتمنى أن تهتم القنوات التلفزيونية أكثر بالبرامج الهادفة التي ترقى بالذائقة وتدعم هذه الفنون على اختلاف تنوعها
فالأدب قوة ناعمة وأداة متميزة للتنوير وزيادة الوعي وترسيخ الانتماء وحب الوطن ومحاربة الأفكار المتطرفة التي تحاول تمزيق الأمة وآضعافها تحت دعاوى مهترئة أكل عليها الزمان وشرب، فما أعظم الأدب الذي يرسخ حب الوطن والذود عنه ضد كل دخيل.
 


هل هناك قضايا لابد أن يتطرق إليها الأدب؟

بلا شك فلا يوجد مجتمع خال من قضايا داخلية أو خارجية، وهنا في مصر خاصة لابد للأدب أن يتصدى محاولا إيجاد حلول لها، على سبيل المثال تناول المشكلات الأسرية وخاصة مسألة الطلاق والتفكك الأسري، وهناك التعدي على أملاك الدولة والبناء على الأرض الزراعية، نشر ثقافة مواجهة الأمراض والأوبئة، غرس ثقافة الأخلاق والقيم والمواطنة الإيجابية، ثقافة التسامح والتعايش بين أبناء الإنسانيّة مع تعدد أجناسهم وعقائدهم وأطيافهم، ونشر قيم الحب والتسامح وهل تقوم الأوطان إلا على الحب؟ يقول الشاعر الصديق عرفة محمد حسن سوف أكون سعيدا جدا في عيد النيروز القادم، سوف أهنيء أصحابي، سوف أهنيء فيه صديقي جرجس وصديقي زكريا والأخت تريزا والجدة والجيران.. لن أسمع شيخا من داعش لم أعرفه ولم يعرفني حين يحرِّم تهنئة الآخر في الأعياد.. سوف نعمر أرض الله ونكسوها بالخضرة والعشق الطيب.


 

 

 

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة