أهم العبر التي نستلهمها من إنجازنا للقناة الجديدة اننا إن أردنا حققنا ما نحلم به، المصري يستطيع أن يفعل ما يرقي إلي مستوي المعجزة أو الأسطورة، دون التذرع بأعذار تتلاشي حين يصمم ويعقد العزم علي بلوغ هدف يريده.

حدث ذلك علي مدار التاريخ، بدحر الغزاة، فإن تأجلت هزيمتهم، فلا بأس من هضمهم.
في كل التجارب الكبري، لم يصادف النجاح حاكما إلا عندما ادرك أن المصريين يستطيعون الإنجاز، في أصعب الظروف.
عبر تاريخنا المعاصر، سمعنا ورأينا كيف أن المصري يستطيع؛ من معركة السد العالي وقبلها قرار تأميم القناة، إلي العبور العظيم في أكتوبر بعد أن مهدت حرب الاستنزاف للطمة علي وجه العدو المغرور، فأفاق من غفوة قصيرة علي الحقيقة الخالدة: المصري يستطيع.
يقيني أن المسألة لا ترتبط بفوران لحظة أو عملية شحن يبرع فيها زعيم أو قائد، لكن الأمر يتعلق بجوهر المصري الذي قد يتواري تحت الغبار حنياً، إلا أنه عندما يحلم، ويقرر، ويشرع في العمل، لا يترك ما بين يديه حتي يتم إنجازه علي أكمل وجه، لأنه ببساطة يستطيع.
والآن، وقد استطاع بعقله وسواعده وأمواله أن ينجز مشروعاً قوميا، ويكرر عبوره في الزمان والمكان، فإن مواصلة ذات النهج بات حتميا ليواصل صيحته الخالدة: نعم المصري يستطيع.
كل الملفات بانتظار أن تدوي نفس الصيحة، قبل أن تخمد الهمة، علي المصري في جميع المواقع أن يتصدي بارادته وعرقه وفكره لتأكيد أنه يستطيع غدا، كما استطاع أمس واليوم، ومن ينس عليه أن يعيد قراءة التاريخ القريب، أو يتطلع بوعي لعظمة الإنجاز علي شط القناة الجديدة.