إبراهيم المنيسى
إبراهيم المنيسى


أما قبل

دروس ميسى

إبراهيم المنيسي

الأربعاء، 11 أغسطس 2021 - 06:35 م

لم تكد شعوب الكرة الأرضية تتنفس جميعها الصعداء بعد أن وضعت منافسات دورة طوكيو الأولمبية أوزارها وسلمت ميدالياتها وتوجت أبطالها ، حتى ارتجت أرجاء المعمورة على إثر إعلان نادى برشلونة الإسبانى انتهاء علاقته مع نجمه الأبرز تاريخياً ليونيل ميسى أحد أمهر من لمس الكرة على ظهر البسيطة ، خبر قنبلة .. البارسا بدون ميسى شىء لا يصدق .. الليجا من غير البرغوث أمر غير معقول !
وما بين دموع ميسى فى الكامب نو ورسائل العتاب والبكاء بين أبناء كتالونيا ، وحفاوة الاستقبال والفرحة الطاغية بحديقة الأمراء لجماهير ومسئولى باريس سان جيرمان بتحقيق الصفقة الأهم فى تاريخ النادى الفرنسى تبرز على السطح دروس كثيرة ومواقف تحتاج للتأمل والتعلم ، دروس ميسي لا تتوقف .
ضوابط اللعب المالى النظيف ومراقبة رابطة الليجا الإسبانية الدقيقة والصارمة لتعاقدات الأندية أعضاء الدورى ، كانت حاضرة وبقوة فى مشهد الخلاص بين ميسى وبرشلونة ، وحاول لابورتا رئيس النادى الكتالونى غسل يديه من الجريمة التاريخية أمام جماهير النادى بالتفريط فى الجوهرة الأرجنتينية بالتأكيد على أن النادى بذل كل ما يستطيع للحفاظ على بقاء ميسى الذى برأه لابورتا أيضاً من تهمة الجشع وقال إنه تنازل عن نحو نصف راتبه السنوى للبقاء مع البارسا لكن ضوابط الليجا وقواعدها المالية حالت دون تجديد التعاقد ..
هذا درس حقيقى ليس فقط للمسابقة المصرية التى تجافى تماماً أى قواعد للعب المالى النظيف وتفتح الباب على مصراعيه لاتهامات خطيرة وممارسات أخطر ، ولكن لكل مسابقة ينشد القائمون عليها التطور والنجاح .. فليس هناك أقوى ولا أشهر من ميسى ولا أهم من البارسا وقوة الليجا . فهل نتعلم ؟.. أشك !!
أما الدرس الإنسانى اللافت فى حياة ميسى فقد كان فى مقتبل شبابه حين ارتبط قلبه بأول فتاة أحبها فى بلاده لكن أسرتها الغنية رفضت استمرار صداقتها لهذا الشاب الفقير وأسرته التى تعانى ، ليتعلم ميسى الدرس وينطلق بموهبته الفذة ورعايته لقدراته ليكون الآن أغلى وأشهر وأمهر لاعب فى العالم ، وليعض بل يقطع أهل صديقته الأولى أصابع الندم !!
ليونيل هذا الطفل الذى جاءت به أمه طفلاً لبرشلونة لعلاجه من ضعف وقصور فى النمو ، تحول إلى أسطورة كبيرة فى عالم الكرة وسيظل يعطى الدرس !


الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة