د. هشام فريد
د. هشام فريد


«سد النهضة» .. ومعركة المصير

بوابة أخبار اليوم

الأربعاء، 11 أغسطس 2021 - 06:55 م

بقلم: د. هشام فريد

 

مرت مصر وشعبها الفترة الأخيرة بمواقف مصيرية صعبة وصراع من أجل البقاء والحفاظ على حقوقنا المشروعة، وكثرت الأحداث والأقاويل وانتهز أعداء الوطن الفرصة لترويج الإشاعات بين الحين والآخر من أجل إثاره البلبله بين صفوف المصريين ولتشكيكهم فى القياده السياسيه وحرصها على حمايه مقدرات الوطن الطبيعيه والمشروعة .

 

وهنا أود أن ألقى الضوء وألخص بعض الأحداث وتطوراتها كفرد من أفراد الشعب يثق ويساند قرارات القياده الحكيمه من أجل مصلحه الوطن.

 

من أهم الأحداث الأخيره هو أزمه سد النهضه التى تصدرت العناوين اليوميه فى العديد من الصحف والمواقع وصفحات التواصل الإجتماعى .

 

وعندما نستعرض أولا الموقف السياسى لبعض الدول الكبرى وموقفها تجاه الأزمه نجد دوله الصين قد أعلنت موقفا متضامنا فى حق أثيوبيا فى بناء سدود ولهم أسبابهم الخاصه فى تبنيهم لبعض السياسات خاصه وان الصين تتبع نفس منهج أثيوبيا فى عدم تشاورها مع جيرانها الهند وبنجلاديش فى تقاسم المياه وبناء السدود! 

 

وبالتالى لا يمكن ان يكون موقفها ضد أثيوبيا ! ولكن هذا لا يعنى ان الصين تأخذ موقفا معاديا من مصر على الإطلاق ولكنها منعطفات سياسيه وتستطيع مصر بقيادتها الحكيمه التعامل مع مثل هذه المواقف السياسيه خاصه وأن لمصر علاقات وطيده وكبيره مع الصين التى أيضا لها مصالح فى المنطقه ومصر هى أفضل شريك فى المنطقه ولأسباب سياسيه وتجاريه وعسكريه .

 

ونرى فرنسا فى بدايه الأمر عارضت فكره تدويل القضيه والذهاب لمجلس الأمن بحجه انه ليس مختص بالقضيه ولكنه الاتحاد الأفريقى ! وسرعان ما تغير الموقف الفرنسى وصرحوا بضروره حل الأزمه سياسيا والحل العسكرى سيؤدى الى زياده التوتر فى المنطقه.

 

أما بريطانيا ومواقفها تاريخيا معروفه من مصر دائما لا تصب فى الصالح المصرى وفى أزمه سد النهضه تحديدا  موقفها محايد لصالح أثيوبيا بأن يستمر التفاوض السلمى ويعود الملف الى الأتحاد الأفريقى المعنى بهذا الشأن ! وذلك يخلق عدم وجود موقف دولى تجاه الأزمه.

 

روسيا دوله عظمى صديقه لمصر على مر السنين منذ أيام الرئيس الراحل عبد الناصر وحتى قبل حرب اكتوبر ٧٣ وأمر الرئيس الشهيد السادات برحيل الخبراء العسكريين الروس وعودتهم لروسيا، وبعد تفكك الأتحاد السوفيتى حرصت مصر على إقامه علاقات سياسيه متوازنه مع الجمهوريات المنفصله مع الحفاظ على علاقه جيده مع دوله روسيا وخاصه منذ تولى الرئيس بوتين القياده منذ عده سنوات وعمله على إستعاده قوه روسيا كدوله عظمى ومن خلال تطوير منظوماتها العسكريه وسلاحها النووى .  

 

ومنذ تولى الرئيس السيسى القياده فى مصر شهدت العلاقات الروسيه المصريه تطورا ملحوظا والعديد من الزيارات المتبادله والأتفاقات العسكريه والتجاريه وهناك العديد من المصالح السياسيه والعسكريه المشتركه بين البلدين فى المنطقه ! ومصر تتفهم تماما المواقف السياسيه لبعض الدول مثل روسيا لأنها ترتبط بمصالح معينه وممارسه ضغوط للحصول على مكاسب خاصه! ولذلك كان الموقف الروسى فى مجلس الأمن بأن روسيا تتفهم حقوق أثيوبيا فى التنميه وأنها لا تؤيد أستخدام العنف كحل للأزمة وترى عوده ملف أزمه سد النهضه الى الأتحاد الأفريقى لأنه المنوط بهذه القضيه !

 

وليس معنى هذا انه اذا تطورت الأمور لا قدر الله واندلعت الحرب كحل أخير فى هذه الأزمه وهو ما لا تتمناه مصر !لأن عند اندلاع الحرب وتدخل قوى مختلفه فى الصراع سوف يكون الموقف الروسى مغاير تماما لأن المعايير والمصالح سوف تختلف وحسابات الحرب تختلف تماما !؟ 

 

وأرى أن أهم ما يميز هذه الفتره من حل أزمه سد النهضه هو ذكاء الرئيس السيسى فى تدويل القضيه لمكاشفة الدول الكبرى على مبدأ ان الأمر له عواقب على الجميع فأما السلام والرخاء أو الخراب للجميع !! 

 

مع إصرار الرئيس السيسى على تكرار موقف مصر السلمى وان مصر لا تعارض بناء السدود بل نساهم ونساعد فنيا فى بناءها فى مختلف الدول فى أفريقيا مع مراعاه مصالح الشعوب وهو ما يتوافق مع كل القوانين والأعراف الدوليه .

 

وكان توقيع مصر على إتفاقيه بروتوكول  ملىء السد بناء على أن بروتوكول ملى السد لم يحدد زمنيا ولكن فنيا ! وهذا يعنى أن الملىء سيكون على حسب فيضان أو إنخفاض النهر ! وهذا ما ترفضه أثيوبيا الأن بكل غطرسه وعدم تحمل مسؤليه تجاه حق الشعوب المجاوره فى الحياه !! 

 

وتصر مصر على مبدأ التفاوض السلمى على أسس ومبادىء الحفاظ على حقوق مصر الطبيعيه والمشروعة فى حصتها من نهر النيل والحفاظ على حق الشعب المصرى والسودانى فى الحياه .  

 

ومما سبق نجد ان النظام الأثيوبى الفيدرالى لا يستطيع تحقيق هذا الحكم تحت قياده رئيس الوزراء الحالى ! وتبين خداعه للشعب الأثيوبى وأنه مصدر خطر على أثيوبيا نفسها ولا يستطيع إداره السد إداره فنيه حكيمه !! وأيضا لتبنيه منهج تأجيج حروب عرقيه مما تسبب فى خساره الجيش الحكومى فى عده مواجهات  عسكريه فى أقليم تيجراى أمام قوات جبهه تحرير تيجراى! ولجوء رئيس الوزراء الى التغطيه على فشله بإدعاءات كاذبه بنجاح الملىء الثانى المزعوم للسد! 

 

والحقيقه انهم لم ينجحوا حتى الأن فى تخزين ٢ مليار متر مكعب ! كذلك ترويج الإعلام الأثيوبى وليس الروسى! للأتفاقيه الروسيه مع أثيوبيا على انها تعاون عسكرى وهذا غير صحيح تماما ولا تتعدى هذه الأتفاقيه عن كونها اتفاقيه لتنمية مهارات الجيش الأثيوبى ومتفق عليها منذ سنوات أيضا بين الطرفين ولا جديد فى ذلك! وليست اتفاقيه دفاع مشترك !؟

 

ومع كل ذلك لم تقف القياده السياسيه منذ البدايه مكتوفه الأيدى لعلمها بالنوايا والمخططات الدوليه المتواطئه ضد مصر وحقها المشروع فى التنميه والحياه الكريمه . 

 

ولذلك كان القرار المصرى بأخذ العديد من الإجراءات والأحتياطات لحمايه مصر وشعبها من أضرار قد تصيبها من أى تصرفات حمقاء حيث تم التوسع فى معالجه مياه الصرف وإنشاء محطات المعالجه وأيضا إنشاء محطات معالجه مياه البحر وإنشاء محطه المفاعل النووى فى الضبعه لتوفير الطاقه ومما ينتج عن ذلك من توفير كميات كبيره من المياه المعالجه نتيجه عمليه التبريد والتى سوف تكون صالحه للزراعه.

 

وتمتلك مصر منخفض توشكى الذى يستطيع ان يحتوى ملايين الأمتار المكعبه من مياه الفيضان، وتم إعاده تشغيل ترعه السلام وبناء قناطر أسيوط وقرب الأنتهاء من سحارات سرابيوم.

 

كذلك حفر أنفاق قناه السويس لنقل مياه النيل الى صحراء سيناء وإنشاء مجتمعات زراعيه وزياده الرقعه الزراعيه فى سيناء مما يعود بالتنمية والرخاء لأهل سيناء .

 

وكل هذه الإجراءات من شأنها حمايه نهر النيل من الفيضان المفاجىء وإمكانيه تخزينها وتحقيق الأستخدام الأمثل منها مما يعود على الشعب المصرى بالتنمية والرخاء بإذن الله.. حفظ الله مصر والمصريين ... وتحيا مصر فوق الجميع .
 

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة