مصطفى يونس
مصطفى يونس


بالبلدى

الشرطة والمزايدات الرخيصة

مصطفي يونس

الأربعاء، 11 أغسطس 2021 - 07:18 م

لا أجد مبرراً لهؤلاء الذين يظهرون لك حباً مزيفاً، وقولاً ليناً وهم فى الحقيقة ألد الخصام .. لا أعلم لماذا امتلأت قلوبهم سواداً وغلاً ، وقالوا فيك ما ليس فيك، وشهدوا زوراً وبهتاناً ، ونكروا جميلاً وقطعوا أرحاماً، وخانوا أمانة ، وظنوا أنهم بذلك الأذكى والأسرع فى نيل الرضا .. الحقيقة الثابتة فى كل الكتب السماوية والتاريخية والجغرافية وحكماء الأزمنة، أن أصحاب النوايا الحسنة والقلوب النقية والمواقف الثابتة، أكثر حباً وقرباً واحتراماً من الآخرين ، فبالتأكيد الباقيات الصالحات خير وأبقى .. اتعجب كثيراً عندما اتصفح مواقع التواصل الاجتماعى خاصة الفيس بوك،  فأجد هجوماً حاداً على شخصية لمجرد أنه لم يستطع حضور فرح فلان أو طهور ابن علان ،  أو لأنه لم يقم سريعاً من نومه عندما انفجرت ماسورة صرف صحى مثلاً ليقف عليها مثل الآخرين،  السوشيال ميديا أصبحت خطراً يهدد عائلات وشخصيات بدون وعى أو حتى مجرد التفكير فيما نكتب ، وبالعكس الأكثر عجباً عندما ترى من يطبل ويهلل لشخص ما وهو لا يعرفه ، أو حتى لا يعرف رقم هاتفه  .. فما لفت الانتباه فى الأيام الماضية ، كمية الأشخاص العادية والذين يعملون كثيرهم فى مهن مجهولة ، قاموا برفع بوستات ومنشورات لا حصر لها بتهنئة السيد اللواء والعميد والعقيد والمقدم والرائد والنقيب والملازم والسيد الأمين لترقيته وتعيينه فى كذا أو تجديد الثقة له.. فمقولة السيد الرئيس: بطلوا هرى، أراها تتجسد على هؤلاء.. يا صديقى العزيز وأنا لا أقول لك لا تهنئ عمك أو خالك أو صديقك فكلنا نفخر بذلك ونفرح لهم ، لكن لماذا الأفورة الزائدة وايحاء الآخرين أنك مسؤول سابق، واستغلال أسماء ضباط تحمل أرواحها على كفوفها فى نشر بياناتها والتشهير بها ، حتى وإن كان بلا قصد .. تحول الفيس إلى قهوة بلدى ، أصبح الجميع يعرف وينفرد ويفتى ويهرى ويهدد وكأنه البطل الخارق ، وقد تبحث عن أحدهم فتجده مجرد أكذوبة، « واحد نصاب وبيستغل هذه الشخصيات المحترمة « .. نحتاج إلى تقويم أنفسنا وتعليم أبنائنا وكيفية استغلال هذه التكنولوجيا الخطيرة فى الصالح العام،  كونوا أكثر جدية وحرفية وحنكة عند كتابتكم لمنشورعلى السوشيال ميديا،  واحترموا خصوصيات الآخرين ، والتمسوا الأعذار لبعضكم ، فلا يعلم أحدنا جُرح أخيه ، ربوا أولادكم على حسن الخلق ، فما بعث الله رسولنا الكريم إلا ليتمم مكارم الأخلاق . دمتم بخير.

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة