شريف رياض
شريف رياض


فوق الشوك

عندما يجتمع الحزن والفرح

شريف رياض

الأربعاء، 11 أغسطس 2021 - 07:24 م

عشت خلال الأيام الماضية حالتى الحزن والفرح فى آن واحد.. وربما بصورة غير مسبوقة بالنسبة لى.. حزنت أشد الحزن للرحيل المفاجئ لأخى وصديقى محمد أبو ذكرى مدير تحرير «الأخبار» الذى وافته المنية وحيداً فى شقته ووفاة ضحية جديدة للكورونا هى الفنانة القديرة دلال عبد العزيز لتلحق بزوجها الفنان القدير سمير غانم بعد ثلاثة أشهر من وفاته متأثراً بنفس الفيروس اللعين. وفرحت أشد الفرح بفوز أبطالنا المشاركين فى أوليمبياد طوكيو بـ 6 ميداليات وهو أعلى رقم تحققه مصر فى الدورات الأوليمبية منذ بدء مشاركتنا فيها عام ١٩١٢ منها ميدالية ذهبية بعد غياب ١٧ عاماً منذ أوليمبياد أثينا ٢٠٠٤ وميدالية فضية و٤ برونزيات.
حزنت لوفاة محمد أبو ذكرى لأننى لمست إلى أى مدى كان خلوقاً ومحترماً وصادقاً مع نفسه ومبادئه فى كتاباته ومواقفه ضد الفساد.. كتاباته وخاصة الفنية اتسمت بالتقييم الصادق للمذيعين والمذيعات ومقدمى البرامج من خلال اختصاصه فى متابعة الإذاعة والتليفزيون.. وقد لاحظت ذلك وعلقت عليه عبر الفيس بوك مؤكداً احترامى لتقييماته العادلة التى أكسبته احترام كل من تعامل معهم فى محيط الإذاعة والتليفزيون وكل من تابع مقالاته فى النقد الفنى.. لقد احترم قلمه فاحترمه القراء والمصادر.. رحم الله أبو ذكرى وأعان زوجته وابنته الوحيدة نور التى كانت - كل حياته - على الصبر. 
ورغم التوقعات بوفاة الفنانة القديرة دلال عبد العزيز بعد معاناة لأكثر من ثلاثة أشهر من فيروس كورونا لتلحق بزوجها ورفيق عمرها الفنان القدير سمير غانم الذى سبقها إلى دار الحق منذ ثلاثة أشهر فإن أكثر ما أحزننى أننا فقدنا بوفاتهما نموذجاً نادراً للحياة الزوجية والأسرة السعيدة فى الوسط الفنى.. ثلاثون عاماً عاشاها معا تحت سقف واحد.. أسرة سعيدة متحابة.. لا خلافات ولا مشاكل.. كان ارتباطهما ببعض يزداد كل يوم.. حتى آخر نفس كانت تسأل عن زوجها الذى أخفوا عنها خبر وفاته فقد عاشا معاً على الحلوة والمرة وأنجبا دنيا وإيمى.. غاية فى الرقة والأدب والكمال.. اختارتا أيضاً طريق الفن ونجحتا فيه وارتبطت دنيا بإعلامى متميز هو رامى رضوان وارتبطت إيمى بفنان واعد هو حسن الرداد.. لقد أحب كل من رامى وحسن حماته وحماه إلى أقصى حد حتى أن رامى كتب فى حسابه على الفيس بوك منذ أيام «أسعده الله من يناسب أسرة كهذه الأسرة». رحم الله دلال عبد العزيز وسمير غانم اللذين أمتعا الجمهور بأعمال فنية كبيرة لن تغيب أبداً عن الذاكرة وأعان ابنتيهما دنيا وإيمى على مواصلة مشوارهما الفنى.
فرحتى بما حققه أبطالنا فى أوليمبياد طوكيو تجاوزت حدود الفرحة الشخصية لأنها كانت فرحة شعب ارتفع نشيده وسلامه الوطنى فى سماء طوكيو.. وطن سعد بأبطاله.. صحيح أن الميداليات الست التى حصلنا عليها كلها فى ألعاب فردية وهذا ليس غريباً على مصر فى تاريخ الدورات الأوليمبية لكنها كانت الأكثر عدداً.. هذا الإنجاز لا يبخس حق أبطالنا فى الألعاب الجماعية خاصة فريقى اليد والقدم اللذين كانا قاب قوسين أو أدنى من الحصول على ميدالية أو ميداليتين أخريين.
المهم الآن الاستعداد الجيد والجاد لأوليمبياد باريس ٢٠٢٤ من خلال المشروع القومى للموهبة والبطل الأوليمبى الذى يستهدف صناعة بطل قومى رياضى يستطيع المنافسة على جميع المستويات الإقليمية والعالمية والذى بدأ تنفيذه فى ١١ لعبة. 
آخر كلام
إطلاق أسماء أبطالنا أصحاب الميداليات فى أوليمبياد طوكيو على عدد من المحاور المرورية الجديدة لفتة رائعة ومقدرة من الرئيس السيسى تكريما لهم وحتى نظل دائماً نذكر هؤلاء الأبطال ونحكى لأبنائنا عنهم.

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة