كان يوم السادس من أغسطس يوما رائعا .. يوم من أجمل أيام مصر .. ليس فقط لأن مشروعا جديدا ظهر على خريطة مصر .. ولكن لأن روحا جديدة دبت فى قلوب كل المصريين .

صورة صورة صورة .. صورة للشعب الفرحان تحت الراية المنصورة . أن الأوان لهذا الشعب أن يفرح .. يفرح بجد .. لأنه يرى بشائر المستقبل الذى يحلم به تتحقق.. يرى المعجزة وهى تصبح حقيقة .. يرى الأمل وهو يصبح واقعا ملموسا . القائد مع شعبه كانوا هنا منذ عام , وصدر أمر القائد أن يتم المشروع فى عام واحد .. ونشرت الصحف والمواقع صورة الرئيس عبد الفتاح السيسى وهو يرفع أصبعا واحدا قائلا : " عاوز أجى هنا إن شاء الله بعد سنة وأفتتح المشروع ".


الكل كان واثقا من انجاز المشروع فى السنة التى حددها الرئيس .. لأنهم يثقون فى الرئيس ويثقون فى هذا الشعب الذى تعود على أن يبهر العالم .. وكما قال الشاعر العظيم كامل الشناوى عن شعب مصر : وصاح من الشعب صوت طليق .. قوى أبى عميق عريق .. يقول أنا الشعب والمعجزة .. أنا الشعب لا شىء قد أعجزه .. وكل الذى قاله أنجزه .

هذه اذن هى المعجزة .. فالمشروع فى حد ذاته مشروع هندسى ذو هدف اقتصادى وله أهداف أخرى سنتحدث عنها لاحقا .. ولكن المعجزة فى أنه بقرار مصرى كانت القيادات السابقة تعجز عن اتخاذه لشلل فى الفكر أو لضغوط دولية .. وبتمويل مصرى جمع له الشعب أكثر من ستين مليار جنيه فى أسبوع واحد .. وبتنفيذ مصرى شارك فيه ألاف من شباب مصر تحت قيادة من القوات المسلحة التى لولاها ما تم تنفيذ المشروع فى هذا الزمن القياسى .

وبالرغم من أن كل أبناء مصر يعرفون كل تفاصيل المشروع الا أننا يجب أن نعرف أنه قناة موازية للقناة الرئيسية تبدأ من الكيلو 60 وتصب في القناة الأساسية مجدداً عند الكيلو 95 لتشكل بذلك جزيرة بين القناتين يخطط أن تضم أيضاً مجموعة من المشروعات العمرانية والاستثمارية الجديدة التي تضيف فرص عمل جديدة . اذن يبلغ طول القناة الجديدة 35 كيلومترا من منطقة الدفرسوار الى منطقة البلاح . مدة حفر القناة 12 شهر شملت أعمال الحفر على الناشف و التكسية والتجريف وتوسيع وتعميق التفريعات الحالية لعمق 24 مترا .. تم تعميق الغاطس لمسافة 37 كم أخرى ليصبح اجمالي طول المشروع 72 كيلو مترا . حجم الرمال التي تم إزالتها من مجرى القناة الجديدة 262 مليون متر مكعب مشبعة بالمياه ..عدد الشركات العاملة في المشروع 82 شركة مقاولات .. عدد الكراكات العاملة بالمشروع 45 كراكة .. عدد السفن الحالية التي تمر بالقناة في المتوسط 49 سفينة يومياً ..وعدد السفن المتوقع أن تمر بالقناة 97 سفينة يومياً في المتوسط .. عمق الغاطس أصبح 66 قدما مما سيسمح بعبور السفن العملاقة بحمولاتها الكاملة .. دخل القناة الحالي 5.4 مليار دولار .. ومن المتوقع أن يزيد خلال الأعوام القادمة إلى 13.2 مليار دولار بزيادة قدرها 259 % .. زمن الانتظار حالياً من 8 إلى 11 ساعة سوف يصبح صفرا بعد افتتاح القناة الجديدة .

وبالطبع فان ليس هندسيا فقط .. ولكن له أبعاد اقتصادية وسياسية واستراتيجية واقليمية ودولية من بينها القضاء على فكرة الخط الحديدى الاسرائيلي الذى كانت إسرائيل تلاعبنا به وتهددنا بين الحين والأخر وهوخط أشدود- إيلات والذى طرح بديلا عن قناة موازية تربط بين خليج العقبة والبحر المتوسط .. وبالتالى استعادة أهمية القناة كخط ملاحي عالمي يربط الشرق بالغرب و زيادة حجم ايرادات القناة اعتباراً من إفتتاح القناة لتصبح في حدود 13.2 مليار دولار .. وفوق كل هذا فان المشروع الجديد سيفتح الباب لمشروعات عديدة قد لا تقل أهمية إن لم تزد وهى التى أعلن عنها الرئيس أمس وأهمها مشروع تنمية محور القناة ليكون أكبر منطقة جذب اقتصادى فى العالم خلال العقد القادم .

الحديث عن المشروع وأثاره الايجابية فى كل المجالات لا ينتهى .. ولكن الأهم بالطبع هو ما ينتج عن حفل الأفتتاح والاعلان عن تشغيل المشروع وبدء تنفيذ المشروعات الجديدة . العالم كله يقدر مصر ويعرف قدر وعزيمة المصريين .. وهو قد تلقى بالأمس هدية المصريين للعالم وينتظر هداياه الأخرى .. لذلك فهو لن يقف موقف المتفرج .. بالتأكيد سيكون فخورا بمشاركة مصر خططها التنموية وبمشاركة المصريين أمالهم وأحلامهم .
كان حفل الاحتفال رائعا ومبهرا .. حضور محترم من زعماء وملوك ورؤساء وأمراء ورموز العالم ، وتمثيل متناسق للشعب المصرى جاءوا ليحتفلوا بأجمل فرحة يعيشها المصريون .. فرحة غابت طويلا وكادت تغيب الى الأبد لولا هبة الشعب ونصرة جيشه له فى ٣٠ يونيو. كان الرئيس السيسى عريس الحفل بزيهالعسكري وببدلته المدنية ، كان فخورا بشعبه الذى اختاره ووضع فيه ثقته وكان قادة العالم يدركون ما بين الشعب وقائده.
الأن نقول ان العالم لا يعترف الا بالقوى المدرك لما يفعله والمصمم على تنفيذ ما يخطط له .. العالم لا يقف مع الضعيف المتخاذل الذى لا يعرف ماذا يريد .

الروح الجديدة التى تسرى الأن فى قلوب المصريين لابد أن تستمر .. و لابد أن يكون اليوم هو البداية لنهضة جديدة نبنى بها بلدنا . المهمة صعبة .. ولكنها ليست مستحيلة على المصريين .. فلا شىء مستحيل عليهم .