د. خالد القاضى
د. خالد القاضى


يوميات الأخبار

جئت شرَّفت المدينة

خالد القاضي

الخميس، 12 أغسطس 2021 - 06:20 م

من أعظم  دروس الهجرة:  حب الوطن، فحب الوطن من الإيمان والدفاع عنه والتعلق به من صميم العقيدة
 

يرددها المسلمون كل عام فى مشارق الأرض ومغاربها.. تلك الأنشودة الخالدة «طلع البدر علينا».. فى ذكرى هجرة رسول الإنسانية – سيد خلق الله أجمعين.. محمد صلى الله عليه وسلم .. 


استقبله أهل «طيبة» – المدينة المنورة .. مرحبين مهللين: 


طَلَعَ البَدْرُ عَلَيْنَا .. مِنَ ثَنِيَّاتِ الوَدَاع


وَجَبَ الشُّكْرُ عَلَيْنَا .. مَا دَعَى لِلَّهِ دَاع


أَيُّهَا المَبْعُوثُ فِينَا .. جِئْتَ بِالأَمْرِ المُطَاع


جِئْتَ شَرَّفْتَ المَدِينَة .. مَرْحبََاً يَا خَيْرَ دَاع


وقد اختار المسلمون الهجرة النبوية مبدًأ لتاريخهم المجيد، إعلاءً لقيم عظمى، وأهداف كبرى، وهو «الحدث» الفارق فى التاريخ الإسلامى .. بعد ثلاثة عشر عامًا من المعاناة والإيذاء .. ومكابدة أقسى صنوف العذاب فى مكة ..  


ومن أعظم  دروس الهجرة: حب الوطن، فحب الوطن من الإيمان والدفاع عنه والتعلق به من صميم العقيدة، تجلى هذا فى هجرة الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ عندما ودّع مكة المكرمة بكلماته الحانية قائلا: «والله إنك لأحب بلاد الله إلى الله، وأحب بلاد الله إليّ .. ولولا أن أهلك أخرجونى منك ما خرجتُ».
وها هم أهل المدينة الكرام وقد خرجوا عن بكرة أبيهم لاستقبال الحبيب صلى الله عليه وسلم بفرحة غامرة، فامتلأت بهم الطرقات، حتى أسطح المنازل امتلأت بالنساء والأطفال والرجال، وهم يقولون: «الله أكبر جاء رسول الله .. الله أكبر جاء محمد .. الله أكبر جاء رسول الله». .. «جئت شرفت المدينة» .. مرحبًا يا خير داع «للتسامح وقبول الآخر».. 


وتتداعى لى مئات الذكريات والمواقف.. ونحن نستقبل عام 1443 الهجرى .. لعل من أهمها، أن تلقيتُ مؤخرًا مكالمة من الصديق الغالى السيد/ حاتم قاضى المسؤول سنويًا عن ندوة الحج الكبرى بوزارة الحج السعودية،  «وشاعر الرسول – صلى الله عليه وسلم، وقد طلب منى البحث عن قصيدة نظمها إمام الدعاة الشيخ الشعراوى – رضى الله عنه – عنوانها «موكب النور» .. وذلك لعلمه بعلاقتى به – رحمه الله – فوفقنى الله تعالى للعثور عليها .. وجاء بها: 
أريحيّ السماح والإيثار.. لك إرث يا طيبة الأنوار


وجلال الجمال فيك عريق .. لا حُرمنا ما فيه من أسرار


وحدثنى والدى – رحمه الله - كثيرًا عن أخلاق أجدادى الأنصار من أهل المدينة رضوان الله عليهم.. ومؤازرتهم لإخوانهم المهاجرين رضى الله عنهم، حتى استقر أمر الدعوة الإسلامية بمبادئها السمحة ومنهجها القويم، حتى فاضت روح الرسول الأكرم إلى بارئها بعد عشر سنوات فى المدينة المنورة .. وينتشر الدين الحنيف إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها. 


صلوات ربى وسلامه عليك حبيبى يا رسول الله .. وعلى أصحابك وأنصارك وآل بيتك الطيبين الطاهرين .. وكل من اتبعك  (بإحسان) إلى يوم الدين.  


دعوة مع فضيلة المفتى 


لبيتُ دعوة كريمة من فضيلة مفتى الديار المصرية العالم الجليل الأستاذ الدكتور شوقى علام، لتناول (ساندويتش فول) بمقر دار الإفتاء .. وكانت دعوتُه صريحة وواضحة لى منذ البداية.. ففرحتُ فرحًا شديدًا.. حقيقة.. وأحسستُ بفخر وسعادة أُحسد عليها.. فذهبتُ إليه مرتديًا (الجلابية) الصعيدي.. بالزى الرسمى المميز لنا (أهل فرشوط -  قنا) .. واستمتعتُ بقرابة ساعتين فى الحوار مع فضيلته .. مع ساندويتشات الفول والطعمية .. والجبنة القريش كمان .. يا لها من بساطة وعفوية .. تنبع من أولاد الأصول .. ذوى القيم والتقاليد الريفية المتجذرة .


لقد جمعتنا رحلة حج عام 2016، وعلى مدار 18 يومًا .. وبعدها وخلال خمس سنوات .. تعلمتُ من فضيلته الكثير .. وهو صاحب فكرة تأسيس الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء فى العالم منذ عام 2015 .. والتى عقدت مؤتمرها الدولى يومى 2 – 3 أغسطس الجاري. 


وها هو قد أكمل بالأمس عامه الستين (12 أغسطس) .. ليبدأ مرحلة جديدة من عطائه المتدفق .. يملأ الدنيا علمًا واعتدالا ووسطية .. يشهد بها القاصى والدانى ..     


(كل سنة وفضيلتك بخير أخى الحبيب). 


العظيم فرج الدرى 


معالى المستشار العظيم فرج الدرى واحد من أهم الرموز القانونية والقضائية والبرلمانية فى العصر الحديث .. عمل بهيئة قضايا الدولة ثم انتقل أمينًا عامًا لمجلس الشورى لخمسة وعشرين عمًا متصلة.. ومؤخرًا عينه فخامة الرئيس السيسى عضوًا بمجلس الشيوخ ليسجل سابقة برلمانية جديدة.. وخلال دور الانعقاد الأول للمجلس .. أرسل هذا العظيم عددا من الرسائل المهمة خلال كلماته ومداخلاته.. وهو يمتلك ناصية اللغة والفكر والعمق .. (والمبادرة) كذلك .. ولعل من أهم تلك الرسائل والمبادرات (عدم التصفيق) وهى سنة حسنة قد استنها المجلس، منذ عدة عقود، حتى أصبحت من سمات هذا المجلس، يتميز بها عما سواه.


لقد تشرفتُ بمعرفة معاليه منذ قرابة عشرين عامًا.. واقتربتُ منه أكثر خلال الفترة الانتقالية الأولى عام 2011 م وقت أن كان أمينًا عامًا لمجلس الشورى، وكنتُ رئيسًا للأمانة الفنية للشئون التشريعية بمجلس الوزراء (الذى آلت إليه اختصاصات مجلسى الشعب والشورى بعد تعطيل الدستور وحل المجلسين) .. ولم أجد منه سوى التعاون والتقدير والدعم الكامل.. وها هى علاقاتنا تتوطد يومًا بعد يوم فى ظل ثوابت الاحترام والمودة التى نتعلمها منه دوماً..  (حفظك الله أستاذنا العظيم). 


المطابع الأميرية وأشرف إمام 


التقيتُ المحاسب أشرف إمام رئيس مجلس إدارة المطابع الأميرية (صدفة) .. بمكتب معالى المستشار محمد عبد المحسن رئيس نادى قضاة مصر .. وما إن شاهدتَه .. حتى أفرغتُ كل ما جُعبتى من مفردات النقد والتقريظ .. لما آلت إليه هذه الهيئة الوطنية الأولى فى مصر والتى تحمل عمر (201 عام) منذ 1820م .. والتى أعانى شخصيًا من عدم جودة ورق وأغلفة  إصداراتها .. وهى التى تطبع الجريدة الرسمية والوقائع المصرية والمعنية بنشر الدستور وجميع التشريعات على اختلاف أنواعها.


وأعترف أن الرجل تحملنى تمامًا .. وأظهر ثباتًا انفعاليًا كاملا .. ثم شرح لى تطور الهيئة حالياً، واستحداثها لموقع إلكترونى ويتضمن الموقع كافة التشريعات المصرية من أصل الجريدة الرسمية مع كتابة كافة القوانين بصيغة ورد وجميع توابعها والقرارات الجمهورية ومجلس الوزراء والوزارات والمحافظات والهيئات والمديريات والمراسم منذ عام 1880 حتى الآن..  

كما يتضمن الموقع أحكام محكمة النقض منذ نشأتها عام 1931 وأحكام المحكمة الإدارية العليا وأحكام المحكمة الدستورية العليا وفتاوى الجمعية العمومية لقسمى الفتوى والتشريع منذ نشأتهم جميعًا وحتى العام الحالي، بالإضافة إلى نسخة للمحمول أبلكيشن تحتوى على كافة تلك الأحكام السابقة بنظام الأندرويد. 


فما كان منى سوى أن سددتُ على الفور اشتراك سنة لهذا الموقع  (الجامع المانع) .. واعتذرتُ منه عن فكرتى السابقة.


شكرا صديقى أشرف إمام على جهدك أنت و2400 موظف بالهيئة الموقرة.. ونأمل (الاستمرار) فى هذا التميز. 


مع العلامة أسامة العبد 


تشرفتُ مؤخرًا بلقاء فضيلة العارف بالله الأخ الأكبر العلامة الأستاذ الدكتور أسامة العبد - الأمين العام  لرابطة الجامعات الإسلامية .. التى تدخل تحت مظلتها 200 جامعة من جميع العالم .. والذى أعرفه منذ عام 2010 فى رحلة الحج .. وقت أن كان نائبًا لرئيس جامعة الأزهر المغفور له بإذن الله  الدكتور عبد الله الحسينى .. ثم ترأس فضيلته الجامعة العريقة سنوات عدة شهدت أحداثًا فارقة .. ثم انتخب عضوًا بمجلس النواب 2015 ورئيسًا للجنته الدينية .. وقد نال تكريم فخامة الرئيس السيسى  بمنحه وسام الجمهورية للعلوم والفنون من الطبقة الأولى.


وقد ابتلاه ربه فأحسن البلاء بوفاة قرة عينه ابنه المستشار بهيئة قضايا الدولة «أمير» رحمة الله عليه .. فصبر واحتسب.


وبعد تقديم واجبات الضيافة «فطور دمياطى أصيل» .. أهديتُ لفضيلته أحدث الإصدارات القانونية. 


حقًا .. فإن الدكتور أسامة العبد أنموذج فريد للعالم العابد المحتسب «متعه الله بالصحة والعطاء». 


 ولقاء فضيلة د. عباس شومان 


 استقبلتُ فضيلة الدكتور عباس شومان فى رحلة الحج عام 2017 أثناء قدومه لمكة المكرمة.. فاستقبلنى منذ أيام بمبنى هيئة كبار العلماء .. ولهذا المبنى هيبة خاصة .. ترجع لعبقرية (المكان) بجوار المشهد الحسينى .. و(الزمان) بعراقة بنائه كمقر سابق لمشيخة الأزهر الشريف .. وتبدو كسوة الكعبة المشرف فى قبالة الداخل بعد سلالم مرمرية من الطراز الإيطالى .. بعد تجديده – حسبما روى لى العاملون هناك - على نفقة المغفور له خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود رحمه الله . 


ويتولى فضيلته الإشراف على اللجنة الرئيسية للفتوى بالجامع الأزهر، ومركز الأزهر العالمى للفتوى الإلكترونية ، واللجان النوعية للفتوى بالمحافظات.
وقد أهدانى نسخة مميزة من القرآن الكريم طباعة الأزهر الشريف (أدام الله عطاءه الدينى والوطني). 


قاض مصرى

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة