يوسف القعيد
يوسف القعيد


يحدث فى مصر الآن..

رحيل شاعر عراقى

يوسف القعيد

الخميس، 12 أغسطس 2021 - 06:31 م

رحل عن عالمنا مؤخراً الشاعر العراقى الكبير أمجد محمد سعيد "1947 - 2021"، رأيته فى العراق ورأيته بعد اغترابه فى القاهرة أكثر من مرة. كانت الهجرة الاضطرارية هى التجربة المريرة التى فُرِضت على عدد كبير من مثقفى العراق الشقيق فى أكثر من عاصمة عربية. ربما اختار أغلبهم القاهرة. لكن رحيل الإنسان بعيداً عن بلده مسألة توشك أن تكون مأساوية. والموت فى حد ذاته مَحزنة، أى بكائية.
وقد نعاه عدد من المثقفين العرب، وكتب الصديق الناقد والشاعر شعبان يوسف على حسابه على موقع التواصل الاجتماعى فيس بوك: الشاعر العراقى الحبيب أمجد محمد سعيد، يودعنا فجأة دون أى إنذار.
وأمجد محمد سعيد ذنون محمد العبيدى، ولد فى الموصل بالعراق، حاصل على ليسانس فى الآداب والتربية قسم اللغة العربية بجامعة بغداد، وقد تنوع عمله ما بين وزارات التربية والخارجية والثقافة والإعلام فى بلاده. كما كان له دور فى البعثات العراقية الدبلوماسية فى عمَّان والقاهرة والخرطوم. وكان عضواً باتحاد الأدباء العرب واتحاد أدباء العراق. كما كان عضواً بإتيليه القاهرة للفنانين والأدباء.
وكان له علاوة على قول الشعر مؤلفات منها: ما بين المرمر والدمع - صورة العربى فى الإعلام الغربى. كذلك نشر شعره ونثره فى الصحف والمجلات العراقية والعربية لمدة ثلاثين عاماً. وحصل من قبل على الجائزة الأولى لمسابقة الفاو الأدبية الكبرى فى مجال الملحمة الشعرية. ترجمت بعض قصائده إلى الإنجليزية والفرنسية والإسبانية والروسية. كما أنه كُتِبَتْ عنه العديد من الدراسات والمقالات النقدية.
ومن قصائده الأخيرة: فتنة التحرير، قال فيها:
شفقٌ من دم ودموع/ على شكل قلب نبى/ ها هو الآن يطلق ألوانه الغامضات على الرافدان/ الفرات/ ودجلة/ يسهر فى خيمة أرجوانية من خيام الشباب الفتى/ وسط بغداد/ فى ساحة كقلادة عشتار/ تلتف حول أمانيهم فى اعتناق المحبة/ يستلهمون حكايا جواد سليم/ وأبطاله الناظرين من النصب/ فى بلد ضج بالفقراء الذين نسوا كل شىء/ سوى وطن ضاع من يدهم/ فى زمان بغى.
وكان قد رثى أمه بقصيدة مؤثرة، نقرأ منها جزءاً:
أغلقى خلفك الباب/ وانبثقى/ من خلال السكون/ جناح/ أغلقى خلفك العمر/ قولى: هلا/ أى ليل يجيئ/ له حكمة/ وله خلف هذا/ الذهول/ صباح/ حطمى الخوف/ عرِّى جراحكِ/ شاسعة/ للذرى والرياح/ واشربى لبن النوم/ عذباً/ ودورى على الملأ الراحلين/ بلا وجلٍ/ ثم من طيبة/ وهدوء/ أديرى القداح/ إرحلى/ لم يكن زمناً/ مثلما تشتهين/ لم يكن زمناً/ يستفيق على شمس عينيك.
الموت مأساة، وفى الغربة يكتسب بُعداً آخر أكثر مأساوية. رحم الله الشاعر الراحل أمجد محمد سعيد رحمة واسعة.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة