صورة تعبيرية
صورة تعبيرية


كم عدد المحيطات؟.. سؤال فضح أصحاب النفوذ بـ«التعليم» خلال الستينيات

نسمة علاء

الجمعة، 13 أغسطس 2021 - 09:58 ص

برامج التعليم في مدارس الأطفال كانت تمر في أوائل الستينات بمحنة قاسية، محنة سببها عدم الاستقرار.

 

فحسب ما نشر في مجلة آخر ساعة في يناير 1963 بقلم الكاتب الصحفي الكبير محمد التابعي فإن كل صاحب نفوذ أو أي رجل من رجال التربية والتعليم الذي يريد أن يكون له رأي مسموع، ورأيه هذا لابد وأن يكون على حساب آراء الذين سبقوه أو الذين نافسوه على السيطرة والنفوذ.

 

ليس هذا فحسب بل وأن يكون له كذلك كتاب أو كتابان أو أكثر تدرس في مدارس الأطفال، ويطبع منها عشرات بل مئات الألوف.

 

وفي هذا الموضوع فإن الأطفال هم الضحايا الأبرياء لهذا الجشع.

 

ويسرد التابعي قصة خاصة به ويقول: ابني الذي أتم العاشرة من عمره السعيد ولا أقول المديد، لأن السعادة لا توزن ولا تقاس بطولة العمر، فكم من شاب مات في سن العشرين وهو قانع وسعيد، وكم من شيخ طال به العمر إلى سن السبعين وهو يتمنى لو أن الله كان اختاره لجواره وهو في سن الأربعين أو أقل، قبل أن تقوس الهموم ظهره وتحني رأسه تحت ضربات القدر!

 

اقرأ أيضًا| بعد رحيل دلال عبدالعزيز.. قصة صورة جمعت عائلتي سمير غانم وأحمد زكي

 

ويستكمل قائلا: ابني هذا يهوى جمع طوابع البريد، وقد شجعته على هذه الهواية لأنني كنت أرجو أن جمع طوابع البريد سوف يحفزه على الاهتمام بدراسة الجغرافيا والتاريخ.

 

وذات يوم اشتريت له مجموعة من طوابع بريد جزر "البولونيز"، وسألني أين توجد هذه الجزر؟

 

قلت له في المحيط الهادي أو "الباسيفيكي"..

 

سألني: أين هذا المحيط؟

 

ودهشت وسألته بدوري، كم عدد المحيطات والقارات في العالم؟


فلم يجب..

 

قلت له في تعجب: كيف لا تعرف عدد المحيطات والقارات وأسماءها؟

 

وهنا أكد لي أنه لم يأخذها بعد في المدرسة، ومدرسته هي إحدى المدارس الخاصة المشهود لها بالدقة وحسن النظام وأنها تنفق الكثير وتدفع مرتبات سخية، ولكن برامج التعليم بها لا تستقر على حال من القلق أو من الهوس، هوس الكبرياء أو هوس العناد أو هوس الطمع والجشع.

 

ثم استرسل في الحديث وقال: كذلك ابنتي الطفلة التي جاوزت سن السادسة وهي أيضا في مدرسة خاصة، ابنتي تستطيع أن تقرأ الآن الكلمات، ولكنها لا تعرف الحرف فمثلا إذا سألتها أين حرب "الباء" في كلمة كبير هزت رأسها وقالت إنها لا تعرف!

 

ويقول التابعي: أما نحن أبناء الجيل الأسبق فكنا نعرف بل ونحفظ عن ظهر قلب ونحن في سن الثامنة أسماء القارات والمحيطات، وما هو البرزخ وما هو البوغاز والفرق بين الجزيرة والبحيرة، كما كنا نقرأ الحروف منفصلة ومتصلة، ونقرأ الكلمات ومقاطع الكلمات.

 

وكان التلميذ منا يعيد السنة الدراسية كلها إذا سقط في علم واحد، فلم يكن هناك ملاحق أو استثناءات أو تخفيض في مجموع الدرجات اللازمة للنجاح، ولقد سقطت مرة في امتحان الرسم ولم تشفع لي الدرجات العالية التي حصلت عليها في باقي المواد  واضطررت أن أعيد السنة الدراسية كاملة بسبب الرسم.

 

المصدر: مركز معلومات أخبار اليوم

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة