الناس في مصر يحبون زعيمهم وهم ناس طيبون.. والطيبون استحقوا زعيماً صادقاً وطيباً



نستعيد أيام المجد المشبعة بالإنجازات بافتتاح قناة السويس الجديدة.حالة من البهجة والحماسة تملأ الشوارع والميادين في كل ربوع الوطن.الاغاني الوطنية تزيد من الشعور الوطني معيدة للمواطنين ذكريات أيام العزة والفخر التي عاشتها مصر بعد تأميم قناة السويس عام 1956 واستعادتها لحضن الوطن.
دروس العمل الوطني والفوائد التي جسدها حفر قناة السويس الجديدة متعددة مجسدة درس الإرادة لتحقيق القوة.. والقوة لتحقيق الإرادة.
استطاع الرئيس عبد الفتاح السيسي أن يجسد معني القيادة والزعامة في مشروع قناة السويس الجديدة الذي يطبق أيضاً منهج اللامركزية في المجالين الاقتصادي والسياسي.أما بالنسبة لتطبيق مبدأ اللامركزية في مشروع قناة السويس فذلك لإنه يخرج بالتنمية الاقتصادية إلي خارج المركز وهو عاصمة الحكم ربما للمرة الاولي بهذا الحجم التنموي المتمثل بالإقليم الواعد الذي سينشأ علي جانبي القناة. فقد عاشت مصر آلاف السنين راسخة المركزية التي عنت في الاساس تركيز النمو في منطقة محددة كما عنت أيضاً الاستبداد السياسي بتحكم المركز القوي والغني وهو العاصمة في الاطراف أو الاقاليم. وقناة السويس الجديدة تعني قيام الجماهير بمبادرات داخل محيط محل جديد وبالضرورة تطور قوي اقتصادية وسياسية محلية مستقلة عن مركز الحكم وهو القاهرة.
مشروع القناة في جانبه الوطني جسد إرادة الشعب ورئيسه لتحقيق قوته الاقتصادية والسياسية كما جسد قوته لتحقيق إرادته. ومن خلال قراءة التاريخ والدراسات عن القيادة والزعامة نجد أن مشروع القناة أنتج قيادة لها سمات الزعامة تسعي لإعلاء وتعظيم مكانة الوطن والمواطن.فالزعامة عملية نشطة وليست عملية سلبية وربما يعتقد البعض أن الزعيم ينجح لكونه في المكان المناسب وفي الوقت المناسب، لكن الحقيقة أن الزعيم لم يجلس بكسل منتظراً أن يبتسم له القدر فمن يقود الناس إلي العظمة يسعي وراء التحدي الذي هو تغيير الوضع القائم فالوجود في القمة وظيفياً أو سياسياً لا يصنع الزعيم بصورة تلقائية، فالزعامة ليست موقعاً أو منصباً بل عملية تشمل مهارات ومقدرات تجعل الزعيم خالقاً لمجالات يتمكن من خلالها الآخرون من القيام بأفضل ما يستطيعون القيام به، فجوهر الزعامة هو فن جعل الاخرين يسعون لعمل أي شيء يري الزعيم إنجازه، بل هو الذي يجعل الآخرين يعملون ما لا يريدون وهو يثابر علي ملاحقة رؤيته واحلامه ومتيقظ للأشياء الصغيرة التي تصنع فرقاً كبيراً.
افتتاح القناة الجديدة فرصة للحديث عن دروس العظمة التي يجب أن نتشبع بها. فرصة لكي ندرك أن ملامح التاريخ تتحول لفعل زعامة جديدة، زعامة تنطبق عليها السمات التاريخية والعملية والمنهجية.
إن ما حدث في مشروع القناة يؤكد أن الفرص لتغيير العالم مازالت متوافرة وإننا الآن أكثر من أي وقت مضي بحاجة إلي أشخاص قادرين علي اغتنام الفرص التي تحقق للدولة التقدم، بحاجة إلي قيادة واعية وزعيم يحقق لبلاده أشياءَ غير عادية ويحول الفرص المتحدية إلي نجاحات بارزة.
زعيم لا يجذب مواطنيه باعماله الشجاعة فحسب لكن أيضاً باحترامه العميق لتطلعاتهم فهو لا يوجد علي القمة منعزلاً لكنه يرتبط بمن يقودهم ويهتم بهم كثيراً فيعتبرهم من افراد عائلته.
الزعيم يعرف مواطنيه ويتكلم لغتهم واثقين من فهمه احتياجاتهم. يهتم قلبياً بمصالحهم فهو لم يضمن مسانداتهم إلا بمعرفة وثيقة باحلامهم وامالهم وطموحاتهم ورؤاهم وقيمهم.الزعيم يوحي بالرؤي المشتركة. يبث الحياة في احلام وآمال المواطنين ويمكنهم من رؤية الامكانيات المثيرة التي لا يرونها في المستقبل، فالرؤية هي القوي التي تخترع المستقبل وتؤدي إلي حدوث الأشياء وإلي تغيير الطريقة التي توجد بها هذه الأشياء وخلق شيء لم يوجده أي إنسان اخر من قبل.
إن إيمان الزعيم بالرؤية وحماسه لها الشرارة التي توقد شعلة الإيحاء فهو يوقد لهيب وشغف مواطنيه بلغته الحيوية وأسلوبه المعبر.
علي رأس سمات ومميزات الزعيم التي يحبها المواطنون تأتي الامانة ثم الكفاءة ثم الطموح والقدرة علي الايحاء والذكاء والعدل.. إلخ، ولكي يكون الزعيم مقنعاً يجب أن يكون قابلاً للتصديق، ولكي يكون قابلاً للتصديق يجب أن يكون جديراً بالثقة ولكي يكون جديراً بالثقة يجب أن يكون صادقاً.
الناس في مصر يحبون زعيمهم وهم ناس طيبون.. والطيبون استحقوا زعيماً صادقاً وطيباً.