داليا جمال
داليا جمال


أما قبل

الجنازة حارة.. والمصور رخم!

داليا جمال

الجمعة، 13 أغسطس 2021 - 06:35 م

طول عمر المصريين يولون الموت هيبة وقداسة منذ عهد الفراعنة،  وحتى أيام ستى وستك، فوجود حالة وفاة فى نفس الشارع معناها ممنوع فتح التليفزيون، وإلغاء أو تأجيل الاحتفال بأى مناسبة سعيدة مراعاة لحالة الوفاة، سواء كان الميت  قريبا او جارا فى البيت أو حتى فى آخر الشارع.. وكانت السيارات تفسح طريقا للجنازة ولسيارة المتوفى، أما  المارة  واصحاب المحلات فيتوقفون فى شبه حالة حداد، يدعون للمتوفى دون سابق معرفة حتى تغيب الجنازة عن عيون الناظرين.
وشتان بين ما تربينا عليه وبين ما يحدث الآن،  وخاصة فى جنازات المشاهير سواء من فنانين او إعلاميين أو سياسيين.. حيث يتجمع المئات وربما الآلاف من البشر،  لا للمشاركة فى الدعاء للمتوفى وتشييعه وانما لمشاهدة  الحضور من المشاهير! ومضايقتهم ومضايقة أهل المتوفى وابنائه وذويه.
دون مراعاة لمشاعر أهل المتوفى  ولايمكنونهم من مواراة جثمان ذويهم الثرى دون تصويرهم والهجوم عليهم لأخذ كلمات منهم فى عز الجنازة والقبر مفتوح!!  وهو ما تسبب فى إنفعال بعض أهالى المتوفين وتصرفهم بعصبية  شديدة وصلت للتعدى او الاحتكاك بالمصورين وشباب الصحفيين، الذين يحرصون على أداء مهمتهم فى تغطية الحدث المصحوب بصور انفراد لعشرات الصحف ومئات المواقع.
فينقلب الأمر لمهزلة وعصبية تؤخذ على أصحاب الحداد وكأنه لايكفيهم ما هم فيه!
مع الأسف... مواقع اليوم الصحفية والجرائد الالكترونية تخلو من اساتذة وشيوخ الصحافة الذين كانوا يحرصون على تعليم تلاميذهم من الصحفيين أين يقفون، ومتى يقتربون، وماذا يقولون.. حتى ان المصدر كان هو من يتطلع للحديث للصحافة.. وليس العكس.. قليل من تقدير حرمة الموت وكثير من الحرص على مشاعر أهل المتوفى.. وأكثر للحفاظ على كرامتكم يا شباب الصحافة الالكترونية وتصوير الموبايلات.
والله يرحم الفنانة هياتم التى آثرت السلامة وطلبت من أهلها عدم الإعلان عن وفاتها إلا بعد إتمام دفنها وانتهاء جنازتها.
الله يرحمها أراحت واستراحت

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة