كــــــــــــرم جبــــــــــــر
كــــــــــــرم جبــــــــــــر


إنهــا مصـــــــر

كان مستحيلاً أن تستمر المهزلة

كرم جبر

الجمعة، 13 أغسطس 2021 - 06:45 م

فى القضية المعروفة إعلامياً «فض اعتصام رابعة» قالت المحكمة إن الجماعة الإرهابية ارتكبت العديد من الجرائم بداخل اعتصام رابعة العدوية، تنوعت بين القتل والشروع فى القتل والتعذيب والتعدى بالضرب والاحتجاز، والتعدى على المارة من المواطنين العزل وخطف بعضهم ومن بينهم رجال وأفراد شرطة، وإحداث شلل مرورى كامل وترويع سكانها واتخاذهم كدروع بشرية.
وقالت المحكمة: «مصر لن تركع إلا لله، فهى ذات ثوابت لا يعرفها إلا من قرأ تاريخها، فلها أرض فريدة ولها جيش جسور من أبناء هذا الشعب ليسوا من المرتزقة، يدافعون عن الوطن، ولها شرطة قوية تحمى الشعب وتدافع عنه فى الداخل، وأن الجيش والشرطة من نسيج هذا الشعب ومن أبناء هذا الوطن يشربون من نيله، ويخطئ من لا يرى أن مصر تقود حرباً على ما يمكن أن يوصف بأنه إرهاب دولى منظم، تدعمه دول أو جهات بعينها بقصد إضعاف البلد».
لم ينخدع المصريون بالتخاريف الليلية، وأن سيدنا جبريل يصلى الفجر فى رابعة، وأن الوقوف بها أفضل من عرفات، أو أن وضع صور مرسى فى أكفان القتلى، يخفف عنهم عذاب القبر.
لم يقتنع بذلك إلا صناع الوهم أو المخدوعون بإرادتهم، وبالفطرة والإيمان تتجه مشاعر المصريين إلى الإسلام الصحيح، لتعاليمه المتسامحة، التى تنبذ العنف وإزهاق الأرواح، وجماعة الشر لم تقتل إلا مصريين مصلين وخاشعين، وعشرات من زهرات شبابنا، نودعهم بالفخر والأحزان.
كانوا على عجلة وأرادوا أن يبتلعوا مصر بسرعة، فوقفت فى «ذورهم»، وكتمت أنفاسهم، فهذا الوطن يبلع ولا يُبتلع، يا ويلكم إذا أحس المصريون بالخطر على بلادهم.
حتى فى القضايا القومية والوطنية طعنت أكاذيب الإخوان صمود مصر وتضحيات أبنائها، وتجسدت المهزلة فى بهلوانية صفوت حجازى صاحب مقولة «بالملايين على القدس رايحين»، ولم يضع فى عينيه فص ملح وهو يزايد على المشاعر الوطنية.
لم تنطل مظاهر «الإسلام الشكلي» التى جاء بها الإخوان، على شعب يعشق بفطرته الأديان، وفوجئوا بـ «إسلام حقيقي» يتسلح به المصريون، ويتوافق مع تسامحهم وحضارتهم وثقافتهم، ولا يمكن أن يزايدوا عليه أو يلعبوا به.
لم يفهم الإخوان «سر مصر»: «التعايش السلمي» الهادئ بين مكونات شعبها، وسعوا إلى الصراع والتقاتل وليس الانسجام والتناغم، ولم يفهموا أن هذا البلد الذى يعيش فيه 100 مليون مواطن، لا يستطيع أن يتحمل ضريبة أطماعهم فى الخلافة، فبادر بالتخلص منهم قبل أن يمزقوا نسيجه.
لم يفهموا أن المصريين حسموا منذ زمن قضية الوحدة الوطنية، وارتضوا أن تكون علاقتهم بشركاء الوطن الأقباط على قاعدة المواطنة والمساواة فى الحقوق والواجبات، وكان المسمار الذى ارتد لنعش الإخوان هو محاولتهم إشعال الصراع الطائفى والانتقاص من حقوق الأقباط، وخاب سعيهم لافتعال معارك تشق وحدة الصف.
حاولوا أن يجعلوا رابعة مستعمرة إخوانية فى قلب القاهرة، فحاصرهم وعى المصريين وقرر الشعب فض الاعتصام قبل أن تتدخل قوات الأمن.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة