رفعت فياض
رفعت فياض


سطور جريئة

عودة الطالب والمدرس للمدرسة

رفعت فياض

الجمعة، 13 أغسطس 2021 - 06:52 م

بعد أن نجحت وزارة التربية والتعليم هذا العام بإقرار شكل ومضمون لامتحانات الثانوية العامة يقيس بشكل كبير قدرات الطلاب على الفهم والتحليل والاستنباط وليس الحفظ والتلقين، وكان بمجموعة أسئلته أيضا مايقرب من 10% من الأسئلة التى تقيس قدرات الطلاب المتميزين فقط وهو السبب الذى سيتيح لنا هذا العام ألا نشاهد المجاميع الفلكية التى كنا نشاهدها طوال السنوات الماضية والتى كانت تصل إلى مايقرب من 100% فى شكل غير مسبوق بأى إمتحانات فى العالم كله وكان أباطرة الدروس الخصوصية يتفننون فى كلية تدريب الطلاب على الإجابة عن الأسئلة فى شكل «كبسولة» وبالتالى يتمكنون من تجميع درجات كثيرة لاتعبر عن مدى استيعاب الطالب للمقرر وفهمه لموضوعاته بل حفظه لأجزاء بها كثير من التنسيق والتوقعات التى كانت محفوظة لمدرسى الدروسى الخصوصية لكن بعد الذى حدث هذا العام فى الامتحانات الأخيرة فوجئت بأن أكثر من يهاجم شكل الثانوية العامة الجديد هذا العام هم مدرسون الدروس الخصوصية لأنها كشفت معظمهم وستجعل الطلاب وأولياء الأمور يفكرون جليا فى مدى جدوى الدروس الخصوصية من عدمه مادامت الامتحانات قائمة على الفهم وليس الحفظ لكن لن تتغير هذه الأوضاع بسرعة وستظل ثقافة الدروس الخصوصية متغلغلة فى المجتمع لحين استكمال منظمومة الإصلاح التى يجب أن تتم فى مدراسنا وفى وزارة التربية والتعليم وأهمها وأخطرها أن نعيد الطالب والمدرس إلى المدرسة مرة أخرى لتقوم المدرسة بدورها التربوى والتوجيهى والتثقيفى والتوعوى والتعليمى للطلاب كما كانت قبل ذلك، وتحقيق ذلك لن يأتى بسهولة بل لابد أن نضع ضوابط صارمة لعملية الحضور والغياب بالنسبة للطلاب وكذا المدرسين، وألا نسمح لأى طالب بالتقدم لامتحانات الثانوية العامة إلا إذا كان محققا حضوراً بالمدرسة يصل إلى 70% على الأقل من أيام الدراسة، وأن يتم عمل دورات تفتيتشية قوية فى المدارس للتأكد من تواجد المدرسين بالمدارس الثانوية حتى نهاية اليوم الدراسى حتى ولو لم يكن لديه دروس بالمدرسة. وقد يكون هناك تعديل فى نظام امتحانات الثانوية العامة ونجعل الحضور والغياب عليه درجات تصل إلى 30 أو 40 درجة ويتم حصر الغياب كل يوم من خلال إدارة المدرسة ويرسل للوزارة الكترونيا كل يوم، ويتم عمل لجان تفتيش مفاجئة على المدرسة لمراجعة كشوف الغياب المرسلة للوزارة سواء كان ذلك بالنسبة للطلاب أو المدرسين وتوقيع أقصى العقوبة على من يقصر فى ذلك سواء من المدرسين أو مديرى المدارس.
إذا نجحنا فى ذلك ستعود للمدرسة هيبتها ومكانتها فى التربية والتنشئة والتوجيه والإرشاد والتعليم كما كانت قبل ذلك، أعتقد أن التنفيذ لن يكون صعبا لكن نحتاج فقط إدارة قوية فى اتخاذ القرار والعمل على تطبيقه بكل قوة هذا إذا أردنا بالفعل إصلاح التعليم فى مصر. 
أما أن تستمر الدروس الخصوصية أيا كان مبررها وتستمر فى هدم العملية التعليمية بهذه الصورة التى نعيشها فلن يكون هناك إصلاح للتعليم سوى إصلاح شكلى وجزئى فى شكل ومضمون امتحان الثانوية العامة فقط

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة