الجمعة، 13 أغسطس 2021 - 07:17 م

من فترة إلى أخرى يفاجئنا د.محمد عمران رئيس هيئة الرقابة المالية بما يلفت الأنظار فقد شرعت الهيئة فى تنفيذ مبادرة طموحة لإنشاء مجمع المعرفة للثقافة المالية وهو خطوة تستهدف تتويج استراتيجية الهيئة الشاملة للقطاع المالى غير المصرفى. ومن هنا جاء اهتمام د. عمران بالفكرة ونفذها بالتعاون مع فريق عمل يتسم بالنشاط مثله مثل رئيس هيئة الرقابة منذ توليه منصبه الرفيع والذى تم التجديد له مؤخرا .. الهدف هو بناء جسر للرقيب المالى يتخطى به أية حواجز تعيق النهوض بالأنشطة غير المصرفية بجانب توعية المستثمرين المهتمين بأساسيات الاستثمار فى الأسواق. 
باختصار .. المجمع يأتى تمهيدا لوضع مصر ضمن أفضل 40 دولة فى مجال الابتكار وأفضل 20 دولة فى معدل المساواة بين الجنسين فى العمل وزيادة درجة تنافسية الاقتصاد المصرى دوليا وزيادة مساهمة الخدمات المالية غير المصرفية فى الناتج المحلى الإجمالى . ولذا سوف يعمل المجمع على أن تسود ثقافة تطبيق قواعد الحوكمة والإدارة الرشيدة بين منظمات الأعمال بما يحسن من مستويات الشفافية والنزاهة ونشر تطبيقات الحوكمة بالتعاون مع  المنظمات الدولية الرائدة. وكما يرى د. محمد عمران فإن العقل الجمعى للقطاع المالى غير المصرفى يمتد عبر 150 سنة فى ذاكرة الدولة المصرية وتحديدا منذ 1861 حيث عرفت مصر أحد أقدم البورصات المشتغلة بالتعامل الآجل فى القطن وصولا لصدور قانونى تنظيم نشاط التمويل الاستهلاكى وتعديل أحكام قانون التمويل متناهى الصغر ليشمل نشاط المشروعات المتوسطة والصغيرة . وما بين نقطة البداية وحتى الآن كانت هناك محطات تزخر بأنشطة توعية وتثقيف عن التشريعات الجديدة أو تحديث ما هو قائم فى أنشطة سوق رأس المال والتأمين وأنشطة التمويل المتعددة .. وبينما كانت المعرفة تزداد وتتراكم على نحو مهيب وتتضاعف بمعدل سريع خلال دورة زمنية قصيرة أدركت الرقابة المالية أن المعرفة المستقبلية سوف تطغى على المعرفة الحالية لدرجة أن نسبة المعرفة الحالية التى سوف تستخدم عام 2050 لن تتجاوز 1 % مما هم معروف هذه الأيام . وهنا تجدر الإشارة إلى مفاجأة أخرى بدأ تنفيذها نهاية يوليو الماضى تتمثل فى إنشاء أول جدول اكتوارى مصرى تتعامل من خلاله شركات التأمين لحساب المبالغ المستحقة فى حالات الوفاة أو العجز وذلك بعد مرور أكثر من 120 سنة هى عمر قطاع التأمين حيث كانت الشركات تستخدم جداول تأمينات الحياة وفق النظام الإنجليزى .
الطريف أن د. عمران دائما ما يستعين فى أحاديثه بآيات قرآنية من سورة « آل عمران « .. ربما مصادفة !