السبت، 14 أغسطس 2021 - 10:50 ص

هنا في أسوان، وتحديدًا منطقة كوم أمبو، يستقر واحد من أهم وأغرب متاحف العالم.. إنسان برأس تمساح يمثل الإله سوبك الذي رمز إليه الفراعنة؛ حيث كانت تنشتر عبادته في الجنوب، بل وبنى قدماء المصريين معبدا لعبادته بقرب شاطئ النهر.

وكان التمساح في ذلك الوقت يعامل كأنه حيوان موقر، وتقام له طقوس التحنيط كاملة ويدفن في جبانة خاصة وتدفن معه قرابين تخصه من أوانٍ فخارية مملوءة بالطعام، والدفن كان يتم في شرق النيل في منطقة من الطين الجاف في مجرات خاصة لها قبو تغطى بسعف النخل ويلف بعد التحنيط بلفائف من الكتان.

 وتعظيما لشأنه كانت عيونه تطعم بعيون صناعية مطعمة حتى يصبح مرهوب الشكل قبل الدفن، وبعضها يوضع في مقاصين من الخشب الملون.

اقرأ أيضا : حكايات| «موريس» الفيوم.. أول بحيرة صناعية بالعالم شكلها سد اللاهون

متحف التماسيح

يقع بجوار معبد كوم أمبو، ويعد أكبر متحف عالمي يخص حيوانًا واحدًا فقط حيث يحتوي على تماسيح محنطة من أيام الفراعنة.

وجرى افتتاح المتحف بعد التطوير فى 31 من يناير 2012، واكتمل إعداده فى حضن نيل ومعبد كوم أمبو الذى خصص لعبادة الإله سوبك ورمز له بالتمساح، بالإضافة إلى عبادة الإله حورس الكبير.

ويوجد في المتحف موقع عرض التماسيح يعد الأضخم لتجمع تماسيح في العالم كله، وطريقة عرضها تميل على الرمال كأنها متجهة لتقترب من شاطئ النيل علي ضوء القمر باستخدام لمبات صناعية توحي بهذا الجو الأسطوري، بالإضافة إلى مقبرة للتماسيح يعرض من خلالها كيف كان يتم دفنها في مدافن من الطمي الجاف.

كما يضم المتحف 22 تمساحًا من 50 تمساحًا تم العثور عليها بالمنطقة القريبة من المعبد وتم وضعها في فتارين العرض وتمثل مختلف الأعمار، حيث يعرض تماسيح كانت مازالت في مرحلة الجنين وتماسيح صغيرة وتماسيح كبيرة وكذلك مختلفة في الأطوال والتي تصل إلى حوالي 5.5 متر بجانب 8 تماسيح في توابيت ولفائف الدفن.

ويستعرض المتحف كيفية تحنيط التماسيح من خلال خمس مومياوات توضح مراحل وكيفية تحنيط التماسيح والتي كانت تتم بنفس الدقة التي يتم اتباعها عند تحنيط الملوك أو الأفراد.

ويعرض أيضًا في المتحف «المحفة»، وهي عبارة عن ترابيزة من الخشب يوضع عليها التماسيح المحنطة ويقدم لها القرابين وتوجد داخل المقبرة كمقصورة خشبية.