ليس فقط الخطاب الديني ما يحتاج للتجديد لكن الخطاب الاقتصادي كان في حاجة أكثر للتجديد وكنا لا ندرك ذلك حتي فعلها وزير الاستثمار أشرف سلمان من نفسه وجدد في حديث صحفي أخير.. وحسب نظريته الاقتصادية المجددة المعجونة بالتراث الشعبي فسر سيادته زيادة النمو الأخيرة من٤٫٢% وهو أعلي من المستهدف الذي كان ٣،٦% بأنه «كرم من عند ربنا».. وان الحكومة الحالية التي يعمل ضمن كوادرها لم تكن وراء تلك الزيادة في النمو لكن ربنا عايز كده! أي بعبارة أخري لا الحكومة وخططها الاقتصادية بكل أيدلوجياتها ولا استنفار القوي الكامنة في البيئة المصرية الاقتصادية ولا العمل ليل نهار كان وراء ما تحقق لكن كل ما تحقق بفضل نظرية البركة وليس بجهد اقتصادي حكومي من اي نوع !

ودلل علي عمق نظريته -بارك الله فيه وعليه- ان الاقتصاد المصري كان بين يدي عباقرة اقتصاديين من قبل ومع ذلك فشلوا في في معرفة الناتج المحلي لأي محافظة كما ان ثمار التنمية وقتهم لم تصل للشعب ولم تنفعه.
وحسب نظريته يبدو ان ربنا راضي جدا علي الاقتصاد الصيني والياباني والامريكي وحتي الاسرائيلي.. لكن هل اذا تعثرت خططنا التنموية يوما عندنا لا يكون ذلك عيبا فينا وسيكون راجعا لغضب من الله علينا.. وكأن أسباب الدنيا كما وضعها الخالق الأعظم لا أهمية لها في نظريته.. لكن ما نسيه الوزير ان يوضحه لنا سبب رضا الله علينا بهذا النمو.
بالتأكيد الحديث كان لوزير الاستثمار وليس لشيخ الازهر او حتي لأحد مشايخ الطرق الصوفية.. لكن لماذا القائمون علي تجديد الخطاب الديني لايحاولون تقديم تفسير جديد للنظرية الاقتصادية التي عرضها وزير الاستثمار وتكون ضمن تجديد الخطاب الديني حتي وأن لامست تجديد الخطاب الاقتصادي كما رآه السيد الوزير؟!