عمر بن الخطّاب
عمر بن الخطّاب


الخلفاء الراشدون l الفاروق.. نموذج العدالة

اللواء الإسلامي

السبت، 14 أغسطس 2021 - 02:36 م

.. لم ار عبقريا يفرى فريه.
هذه الكلمة وصف بها الرسول صلى الله عليه وسلم الفاروق عمر، واختارها الاستاذ العقاد ليستهل بها الفصل الاول من كتابه عبقرية عمر، لما لها من دلالة على عظمة الواصف صلى الله عليه وسلم، وتفرد الموصوف رضى الله عنه. 
انه الخليفة الثانى ونموذج الحاكم العادل عبر التاريخ، والذى فرق بين الحق والباطل واعز الله به الاسلام استجابة لدعوة رسول الله عليه الصلاة والسلام. 
هو عمر بن الخطّاب بن نُفيل القُرشيّ العدويّ 
 كان صاحب إرادةٍ، وذو شخصيّةٍ قويةٍ، عازمٌ وحازمٌ، وله هَيبةٌ بين الناس، ولديه من العلم ورجاحة العقل وحُسْن التصرّف ما جعله فى الجاهليّة سفيراً لقريش، حيث كان من القلائل الذين يعرفون القراءة والكتابة، كما عُرف عنه الجديّة، وقلّة الضحك، وجَهوريّة الصوت، وتميّز-رضى الله عنه- بالمسئؤلية، والفراسة، والعَدْل، وكان إسلامه فى السنة الخامسة من البعثة.
منذ أن عهد إليه الصديق رضى الله عنه بالخلافة، سنة ثلاث عشر للهجرة، قضى الفاروق عشر سنواتٍ من الخلافة مليئةً بالرّحمة والعَدْل والفتوحات. 
كان عمر بن الخطّاب شديد الاهتمام بالرَّعِية، بحيث يخرج ليلاً يتفقّد أحوالهم، وممّا ورد فى اهتمامه بالرَّعية أنه خرج فى ليلة، فوجد امرأة وقد أتاها المخاض، وليس عندها من يساعدها، فانطلق محضراً زوجته أم كلثوم بنت على بن أبى طالب، وحاملاً على ظهره الطعام، فقاما بما يلزم للمُساعدة دون أن يعلم أهل البيت أنّه أمير المؤمنين حتى انتهوا، وممّا ورد أيضاً أنّه وجد امرأةً تطبخ فى الليل لأولادها وهم يبكون، فعلم منها أنّها تغلى الماء إيهاماً للأطفال بأنّه طعام حتى يناموا، فانطلق مهرولاً يبكى، وعاد يحمل الدقيق واللحم، وطهى، وأطعم الأطفال، ولم يتركهم حتى ناموا، كما ومن كثير اهتمامه بالرَّعية أنّه كان يقوم على خدمة ورعاية عجوز عمياء ومُقعدة،
 بالإضافة إلى ما سبق فقد ذُكر أنّه ذات ليلةٍ ممطرةٍ كان يتجوّل فى المدينة، فسمع امرأةً تطلب من ابنتها خلط الماء باللبن، فرفضت ابنتها مذكّرةً بأنّ أمير المؤمنين منع على الناس ذلك، فتردّ الأم بأنّ عمر لن يرى ذلك الفعل، فتصرّ الفتاة على عدم فعل ذلك، وهى تقول: “إن كان أمير المؤمنين لا يرانا، فرُّب أمير المؤمنين يرانا”، ففرح الفاروق بما سمع، بل زاد أن زوّج ابنه عاصم من تلك الفتاة. ظهرت حكمة عمر بن الخطّاب-رضى الله عنه- ورجاحة عقله فى تعامله مع مرض طاعون عمواس، حيث خرج إلى الشام، ومعه عدد من الناس، وعندما عَلِم أنّ المرض انتشر فى الشام، أمر الجميع 
بالعودة وعدم دخول الشام، فقال له أبو عبيدة بن الجرّاح: “أفرار من قدر الله”، فردّ عليه الفاروق قائلاً: “نعم نفر من قدر الله إلى قدر الله”، ثمّ حمد الله-تعالى-، وعاد فى طريقه عندما سمع من عبدالرحمن بن عوف أنّ رسول الله-صلّى الله عليه وسلّم- قد قال: (إذَا سَمِعْتُمْ به بأَرْضٍ فلا تَقْدَمُوا عليه، وإذَا وقَعَ بأَرْضٍ وأَنْتُمْ بهَا، فلا تَخْرُجُوا فِرَارًا منه. 
استشهاد الفاروق
ورد أنّ الفاروق عمر بن الخطّاب-رضى الله عنه- قد طُعن من قِبل أبى لؤلؤة، يوم الأربعاء، قبل انتهاء شهر ذى الحِجّة بثلاثة أيّامٍ، واستُشهد-رحمه الله- بعد ذلك بثلاثة أيّامٍ، حيث كان يُصلّى الفاروق الفجر بالمسلمين، فطُعن غَدْراً، فأخذ-رضى الله عنه- بيد عبدالرحمن بن عوف، وقدّمه للصلاة، وبعدما عَلِم أنّ مَن طعنه هو أبو لؤلؤة حَمد الله-تعالى- أنّه لم يُقتل على يد مُسلمٍ، كما أنّه بعث ابنه عبدالله إلى أمّ المؤمنين عائشة-رضى الله عنها- مُستأذّناً منها أن يُدفن بجانب رسول الله-صلّى الله عليه وسلّم- وأبى بكر الصدّيق، فأذنت له بذلك.
 


الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة