الكاتب الصحفي جمال حسين
الكاتب الصحفي جمال حسين


من الأعماق

طالبان .. بين كابول وكهوف قندهار

جمال حسين

السبت، 14 أغسطس 2021 - 07:21 م

 

في نهاية شهر رمضان الماضي كتبت هنا مقالا بعنوان " هجمة مرتدة  من كابول .. تحسم الاختيار" وذلك في معرض اشادتي بالنجاح غير المسبوق الذى حقَّقته مسلسلات رمضان «الاختيار٢ - القاهرة كابول - هجمة مرتدة » والتي جسِّدت ملحمة البطولة والفداء لرجال الشرطة، وكشفت المستورعن كل الموبقات التى ترتكبها تلك التنظيمات المتاسلمة والدين منها براء.

 

قلت إن المسلسلات الثلاثة التي تعرضت لحملة مسعورة من الكتائب الإلكترونيَّة الإخوانية اكدت ارتباط كل ما حدث في مصر خلال العقود الماضية بأطرافٍ خارجيةٍ تُدير اللُعبة لمصلحتها.. لكن الرائع والأروع أن أجهزتنا الأمنيَّة كانت حاضرةً ولديها المعلومة الكاملة، بل وتدخَّلت فى الوقت المناسب لإفساد مخططات كثيرة خطيرة وأنقذت البلاد.

 

وكشفت عن بطولات مصرية من ملفات المخابرات لأحداثً سبقت فترة الربيع العربى تؤكد عمالة نشطاء السبوبة ومنظمات حقوقيَّة للخارج.

 

كما كشفت أيضا عما حدث في كهوف قندهار بافغانستان وحجم التدليس المُمنهج الذى تمَّت ممارسته على العقول؛ لغرس أفكارٍ إرهابيَّةٍ بالانضمام إلى تنظيمات القاعدة وأخواتها، ثم العودة لاسقاط دول وحكومات وهو ما سجلته اوراق قضية " العائدون من افغانستان " في مصر.

 

وخلال الأيام الماضية، بدأ انسحاب القوات الأمريكية المتواجدة في افغانستان منذ 20 عاما لمكافحة الإرهاب وملاحقة مرتكبي تفجيرات 11 سبتمبر تنفيذا لقرار الرئيس بايدن ..أراد بايدن أن يخرج قواته وقوات حلف الناتو من مستنقع كلفهم 978 مليار دولار، وقتل 241 ألف شخص في أفغانستان، وهذا الرقم يشمل 2442 أمريكياً، و71344 مدنياً، و78314 من الجيش والشرطة الأفغانية، بالإضافة إلى 84191 من طالبان وداعميها.

 

ومع مغادرة القوات الأمريكية طيرت وكالات الأنباء العالمية أخبارا أن حركة طالبان التي تضم 50 ألف مقاتل بأنها احرزت خلال الأيام القليلة الماضية تقدما كبيرا وبدات تحكم  سيطرتها على أكثر من 19 ولاية بجانب سيطرتها على 50% من الأراضي الأفغانية.

 

والتساؤل هل يعيد التاريخ نفسه ؟ وهل يفتح ذلك المجال أمام عودة الجماعات والتنظيمات الإرهابية؟

 

يجب ألا ننسى أنه عندما دخل الاتحاد السوفيتي أفغانستان في عام 1979 توافد آلاف الشباب من عدة بلاد إلى كابول بزعم الجهاد ضد السوفيت، وبعد 10 سنوات خرج الاتحاد السوفيتي من بلاد تورا بورا، وعاد هؤلاء الشباب الى بلادهم ارهابيين ولعلنا في مصر نتذكر قضية "العائدون من أفغانستان " في تسعينات القرن الماضي.

 

الآن تتزايد مخاوف العالم أن تعود أفغانستان حاضنة للإرهاب خاصة أن كل نوعية العمليات الإرهابية التي وقعت خلال العام الجاري، تؤكد أن تنظيم داعش يتمدد بشكل غير مسبوق في الأراضي الأفغانية، وهو الموقف الذي عبر عنه بقوة مدير المخابرات المركزية الأمريكية وليام بيرنز، عندما قال أمام الكونغرس إن الانسحاب الأمريكي النهائي من أفغانستان سيؤثر سلباً على قدرة واشنطن على ردع داعش، وإن خروج أمريكا والتحالف الدولي من أفغانستان، سيجلب معه «أخطاراً أمنية جسيمة».

 

صحيفة التايمز البريطانية تحدثت عن عودة "العهد الوحشي" لحركة طالبان في أفغانستان واشارت الى ان الحركة بدات تحظر الموسيقى وتأمر الرجال بعدم حلق لحاهم .

 

المرأة الأفغانية قلقة وتتطلع للحفاظ على المكاسب التي حققتها بشق الأنفس خلال العقدين الماضيين اضطلعت خلالها بأدوار مهمة لا يمكن تصورها في ظل حكم طالبان، إذ عملن كسياسيات وضابطات وصحافيات وممثلات وتخشى من العودة الوشيكة إلى أحلك الأيام في تاريخ بلادهن الحديث.

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة