خاطر عبادة
خاطر عبادة


حدود آمنة 

بوابة أخبار اليوم

السبت، 14 أغسطس 2021 - 07:27 م

 

تنتظم أمور الناس عند وضع مسافات وحدود آمنة فى التعامل مع غيرها و تجاه دينها، كذلك فى القدرة على التحكم بالذات.

 

قد نخطيء ونختلف ونتشاجر، لكن يبقى هناك حدود آمنة تحفظ العلاقة،، يبقى الحال على ما هو عليه- فقط- إذا توافرت رغبة مشتركة لكلا الطرفين بتوسيع إطار التفاهم وحدود الأمان. . إذا اقتربت الأرواح فلا تهم المسافات .

 

لكن ليست كل العلاقات البشرية تدخل فى هذا الإطار الإنسانى أو الاخوى، فهناك علاقات مادية أو رسمية لها أطر محددة ومساحات لا يمكن تجاوزها، نعم تظل هناك أخطاء مهما تكررت، لكن صاحبها يعلم أنها تندرج جميعها داخل المنطقة الآمنة، مهما أوتى الإنسان من قوة أو ثقة، فلابد أن يعنى أن  هناك خط أحمر لا يتجاوزه.. ولا أن يصل لمرحلة الطغيان.

 
ليس كل البشر (إنسانيون) عند الاختلاف حتى تأمن مكرهم أو عقابهم.. ولا كل البشر يحافظون على نهج أخوى يراعى العشرة ولحظة وداد.. يجب أن يتفهم الجميع تلك الحقيقة، خاصة مع انقضاء المصالح أو حين يدرك الآخر أنه لا شيء يمكن أن يناله فى المقابل.. مسافة آمنة أفضل من تقارب خادع.

 

 لذا فإن معادن الناس تظهر عند الخلاف، هناك من يؤنبه  ضميره ويخشى إلحاق الضرر أو حتى الأذى النفسى بالناس، وآخر تطاوعه قسوة قلبه ولا يبالى ظلم الناس.. فقط المواقف هى التى تكشف جوهر البشر.

 

يعى الإنسان جيدا أن علاقته بربه تطمئن بالعبادة وأن الدنيا لا تهدأ إلا بذكر الله .. ومع ذلك فإن كثير من البشر يتمادون فى المعصية، لعلمهم مدى سعة رحمة الله.. وأن جميع من قال (لا إله إلا الله) وجبت له الجنة.. لكن ركون بعض الناس للمعاصى يدخل أيضا فى إطار عدم الجرأة.. بعدم ارتكاب الكبائر، هى ذنوب ليست بسيطة وليس سهلا على القلب الحى ارتكابها، مثل الزنا والسرقة وعقوق الوالدين أو ظلم الناس وغيرها.. حينها فهو لن يأمن عقوبة وغضب من الله.

 

علاقة الإنسان مع غيره يحكمها قيم ومباديء وأصول يطلق عليها العرف الاجتماعى والأخلاق التى يحفظها الدين فى إطار اخوى وإنساني مشترك، لا تقف الحياة عند مشكلة صغيرة أو خلاف وأخطاء ساذجة، فجميع البشر يخطيء، بل كثير الزلل، لكن الأهم هو أن تظل تلك العلاقات تحت حكم إنسانى اخوى وليست دائما فى إطار مادى أو صراع على المال والمصالح أو تضيع خلالها الحقوق.

 

العبرة ليست بالخطأ، ولكن عدم التمادى فى المعصية والخطأ وعدم الحياء، كلنا نخطئ، لكن البعض لا ينسى أن يكون لديه حياء، ليدل على أن مازال فيه حياة و خير.

 

كما أن وقوعك فى المعصية لا يعنى سقوطك من نظر الله ورحمته.. أو يكرهك،، لكن الحقيقة ليست كذلك.. هو يعلم أنك تعافر وتجاهد هوى النفس وأنك تكره المعصية.. ويسمع شكواك.. ويعلم ضعفك.. وينتظر توبتك،، لا تتمادى فى المعصية.. لتكون داخل الحدود الآمنة بل المطمئنة.

 

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة