‎ الحمد لله اكتملت المرحلة الثالثة من خارطة الطريق واصبح لدينا مجلس نواب منتخب، برلمان جاء بإرادة شعبية حرة رغم التحديات الصعبة، البرلمان انجاز هام في مرحلة خطيرة ونتمني أن يكون معبرا عن الشعب المصري تحت القبة فهل يمكن أن يحدث هذا. يبقي فقط النواب الذين سيعينهم رئيس الجمهورية بمقتضي الدستور والامل ان يكون النواب المعينون من اصحاب الخبرات القانونية الكبيرة والكفاءات الاقتصادية العالية والمتخصصين في الشئون الخارجية والتعليم ملف التعليم هو اخطر الملفات ولجنته المتخصصة في البرلمان عليها أن تبدأ في بحث هذا الملف الخطير والهام نظرا لانهيار التعليم بجميع درجاته وانواعه ويكفينا خجلا ان مصر تحتل المرتبة قبل الاخيرة في جودة التعليم الدولة رقم 139من 140دولة، البرلمان بتشكيلته الجديدة ينقصه الخبرات البرلمانية العالية والقيادة التي تستطيع ادارة المجلس وجلساته مابالنا اذا علمنا ان مصر من الدول القديمة في اتحاد البرلمان الدولي وهو مؤسسة دولية هامة وسبق لمصر ورئيس برلمانها ان تولي منصب رئيس البرلمان الدولي لمدة 4سنوات وأيضا مصر عضو مؤسس لاتحاد البرلمان الافريقي واتحاد البرلمان العربي وهذا يتطلب بالضرورة أن يكون رئيس مجلس النواب المصري شخصية دولية مؤثرة له من الكفاءة القانونية ويجيد الدبلوماسية واللغات الاجنبية ويعرف كيف يخاطب العالم ورؤساء وأعضاء البرلمانات والملوك ورؤساءالدول وكيف يدير الأزمات المتوقعة في جلسات البرلمان تشكيلة المجلس بشكلها الحالي المنتخب لايوجد فيها من تتوافر فيه هذه المعايير التي تؤهله لرئاسة البرلمان واذا افترضنا جدلا وجوده فلا تتوافر لديه الخبرة الامل الوحيد الباقي فهو في الاعضاء المعينين ولدينا سابقة برلمانية في برلمان1984 عندما اختير النائب المعين الدكتور رفعت المحجوب رئيسا لمجلس الشعب وظل رئيسا للبرلمان المصري حتي عام 1990تاريخ اغتياله علي ايدي الارهاب.. الصراع بدأ بالفعل بين الكتل البرلمانية الحزبية الكبيرة خاصة الكتلة البرلمانية لحزب الوفد الذي احتل المرتبة الثالثة والكتلة البرلمانية لحزب المصريين الاحرار وكتلة نواب حزب مستقبل وطن وهما حزبان سياسيان صنعهما رجال الاعمال الكبار بأموالهم والتاريخ يقول لنا ان الاحزاب المصنوعة للسيطرة علي البرلمان وقراراته عمرهم قصير في الحياة السياسية وأقصي حزب مصنوع عاش 5 سنوات وكان رئيسه اسماعيل باشا صدقي. المصريون بعبقريتهم الفطرية يكتشفون من يضحك عليهم ويقومون بإقصائه في اول انتخابات ما بالنا ونحن في زمن الفضائيات والسماوات المفتوحة والصحافة الحرة وشبكات التواصل الاجتماعي هؤلاء يصنعون الرأي العام والنواب وتصرفاتهم وأحزابهم ستكون تحت رقابة الرأي العام الذي اقصي بهدوء احزاب التأسلم السياسي من خلال صناديق الانتخابات ويبقي دور النواب المستقلين وهم الكتلة البرلمانية الاكبر ومعهم نواب قائمة في حب مصر التي لو نجحت في استقطاب اكبر عدد من النواب المستقلين وايضا يمكنها اقتناص عدد من نواب الاحزاب في عمليات التصويت خاصة ان التصويت في القاعة اصبح اليكترونيا بعيدا عن اعين رجال الاعمال ورجالهم من احزاب المال السياسي.