‎مش كفاية ان نعترف بأن هناك فسادا ونحاربة... مش كفاية أن نعلن في كل وسائل الاعلام بأننا ضد الفساد بأنواعه وألوانه وكأن الفساد هذا رجل بشحمه ولحمه نراه ونعرفه ونميز ملامحه دون شك او تردد.
‎لكن الواقع ان الفساد الأكبر والمطلوب ان نحاربه هو الفساد داخل نفوسنا التي اختلط فيها الفساد مع كل نواحي ومشاعر الحياة فلا الأبيض اصبح ابيض ولا الأسود استطعنا ان نرفضه ونتركه ونبتعد عنه... كل إنسان داخله من المشاعر والمطالَب والمصالح التي يمثل الفساد جزءا منها وهذة الأمور لا يستطيع الانسان ان يتنازل عنها بسهولة لانها أصبحت من اُسلوب حياته وجزءا لا يتجزأ من روتينه اليومي كيف تقول له الان انك اختلط عندك الفساد بالحلال وكيف تقنعه بالتنازل عن العديد من الميزات التي حققها لهذا الوضع واكتسب به العديد من الأماكن والمناصب التي اعترف بها المجتمع وأيده في الحصول عليها... لان هذا المجتمع هو ذاته به من الفساد ما يلوث الذمم والضمائر والتي تحب ان يستمر مثل هذا النموذج في الحياة وسطهم بدلاً من نموذج ابيض بعض الشيء قد يكشف سوادهم ويظهر عورات ضمائرهم فيصبح المكروه «رقم واحد» ويصبح هو النقطة السوداء بينهم والذي يسعي الجميع لاقصائه حتي تظل حياتهم بالأسلوب الذي يحقق المصلحة للجميع دون الشعور بالذنب او الخوف من تأنيب الضمير او الله.
‎كل الدعوات لمحاربة الفساد وكل الرفوف التي امتلأ بالملفات والشكاوي التي تبرع لتقديمها لجهات الرقابة العديدمن المواطنين الذي لايزال عندهم جزء ابيض في نفوسهم وحتي الشكاوي المغرضة والكيدية والتي لها من الإيجابية جزء ولو صغير هي تفيد جهات البحث وتضع بعض الضوء علي واقع مرير نعيشه في كل مؤسسات الدولة ولا نستطيع تغييره لأننا لم نغير أنفسنا... فصاحب الطلب الذي يضع الرشوة داخل الملف في جهه من جهات الخدمات وحتي ان كان الموظف لا يقبل الرشوة ولكن الناس ذاتها عودته علي هذا الأسلوب فأصبح جزءا من روتينه اليومي اذااختلف تذمر وعرقل سير الملفات التي لا تحوي علي المعلوم.
‎الحمله المنظمة التي يدعي البعض انها موجهه لضباط الشرطة لعودة طريق التعامل المتجاوز مع الناس، الضباط أنفسهم هم من أعطي اشارةالبدء وبأسلوب تعاملهم الذين تربوا عليه ورفضوا التخلي. عنه هم من أعطي للحملة معني ولونا فالكل رحب بعودة رجل الشرطة للشارع وممارسته دورة في حفظ الأمن ولكن مع هذا العودة كان لابد ان يتغييرالسلوك وطريقة التعامل... ولكن هذا التغير لن يحقق للسادة الضباط الامتيازات التي تمتعوا بها من قبل وهنا يكمن الصراع بين الالتزام الاخلاقي تجاه الناس وما يستطيع اي فرد منهم وحقيقة من خلال استغلال المساحة الرمادية داخل نفسه والاحتياج له من جانب الناس والذي يحقق له مع بعض الخوف المصالح والمكاسب أقلها الوجاهة الاجتماعية والسطوة.
‎كلام اعجبني:
‎الطيبون لا تتغير صفاتهم ، حتي لو تغيرت أحوالهم.. فالكريم يظل كريماً حتي لو أفتقر، والمتسامح يظل متسامحآحتي لو ظُلِم .
‎بعض الوجوه جميلة حتي في عتابها وبعض الوجوه مريبة حتي في ابتسامتها، الجمال ينبع من أعماق النفوس.
‎لا علاقة له بتقاسيم الوجه ،،، ﴿ فَنَادَي فِي الظُّلمَاتِ ﴾ حتي في بطن الحوت كان هناك أمل ! ونحن نفقد الأمل في أبسط الأمور