أيام قليلة وتحتفل مصر كلها بافتتاح أكبر مشروعات القرن وهو قناة السويس الجديدة والذي يعد مرحلة أولي سوف تعقبها مراحل كثيرة للتنمية المتكاملة والشاملة علي ضفتي القناة لتنتهي وإلي الأبد عزلة سيناء.

يأتي الاحتفال في الوقت الذي تخوض فيه بلادنا معركة شرسة ضد فلول الإرهاب والتطرف سواء في سيناء أو في العديد من المحافظات.
حرب يقدم فيها رجال قواتنا المسلحة والشرطة أروع أمثلة البطولة والفداء. يأتي الاحتفال تتويجا للجهد والعرق الذي يقوم به رجال تفيض قلوبهم بالوطنية ولا يبخلون بدمائهم فداءا لأوطانهم.
وإذا كان الاحتفال يمثل رسالة للعالم بأن مصر باقية وقادرة علي وضع المستحيل ومواجهة كل التحديات فإن الاحتفال يمثل أيضا رسالة لأرواح الشهداء الأبرار الذين سالت دماؤهم من أجل الحفاظ علي أمن الوطن واستقراره، رسالة نؤكد فيها للعالم كله أننا علي قلب رجل واحد واننا سوف نظل في رباط إلي يوم الدين. وإذا كنا نحتفل بهذا الإنجاز الضخم فإن هناك خريطة كبيرة من الإنجازات التي تحققت في كل مجالات البنية الأساسية. وإذا كانت حكومة المهندس إبراهيم محلب تستحق الشكر والثناء علي كل ما قدمته خلال الفترة الماضية فإنني أتمني ان تبدأ الحكومة في وضع وتنفيذ استراتيجية خاصة بالعدالة الاجتماعية وتوفير المزيد من الرعاية والعناية بالفقراء ومحدودي الدخل.
استراتيجية تحقق الأمان والاستقرار الاجتماعي لان غول الغلاء أصبح كاسرا ويحتاج لإجراءات حاسمة لمواجهته.
لقد نجحت الحكومة في مجال توفير الدعم الغذائي من خلال بطاقات التموين ولكن هناك بالفعل فئات كثيرة تعاني من ارتفاع أسعار السلع والخدمات وهو ما قد يخلق مناخا سيئا نحن أحوج ما نكون حاجة في البعد عنه.
وإذا كنا نقول مبروك يا مصر فإننا أحوج ما نكون الآن حاجة إلي توحد ارادتنا واليقظة والحذر في التعامل مع التحديات التي نواجهها والتي قد تتعقد خلال المرحلة القادمة بسبب التطورات في المنطقة والتي لم يعد هناك منطق يحكمها سوي لغة المصالح والتآمر.