زاوية الموت.. قرية مصرية أذهلت شامبليون
زاوية الموت.. قرية مصرية أذهلت شامبليون


حكايات | زاوية الموت.. قرية مصرية أذهلت شامبليون واشتهرت بالقبر الذهبي

بوابة أخبار اليوم

الأحد، 15 أغسطس 2021 - 04:56 م

ماهر مندي 

على بعد 7 كيلومترات من الضفة الشرقية للنيل بمحافظة المنيا، تقع قرية الموت أو "زاوية الموت" التي أطلق عليها عاصمة الإقليم السادس عشر من أقاليم مصر العليا، أما الاسم الحالي للمنطقة فهو "زاوية سلطان" نسبة لاسم محمد باشا سلطان.


وذكر علماء التاريخ أن منشئ المجموعة هو محمد باشا سلطان أغا بن أحمد، حيث قدم من أرض الحجاز لمصر واستقر بها وعرف عنه الكرم والسماحة والذكاء حتى أنه حاز لقب "ملك الصعيد" لكثرة عطاياه وكان ذلك سببا في أن يولي منصب شيخ البلد وعمدتها.

وتضم زاوية الموت جميع أفراد عائلة محمد باشا سلطان أول رئيس مجلس نيابي أسس في مصر وعمر باشا سلطان وزوجته والدة الفنان جميل راتب، وهدى شعراوي محررة المرأة المصرية، وهي كريمة محمد باشا سلطان وزوجة الثائر المعروف وأحد أعضاء الوفد المصري مع سعد باشا زغلول ويدعى على باشا شعراوى.

ومن بين تلك المقابر مقبرة الملك "خنس" وهو حاكم العاصمة ومن ألقابه رئيس جميع الكهنة ومرشد الأرض وحاكم القصر العظيم، وكذلك مقبرة ني عنخ ببي ومقبرة نفر سخرو وترجع هذه المقبرة إلى عصر الدولة الحديثة وكان نفر سخرو يشغل وظيفة كاتب الملك والمشرف على صوامع مصر العليا والسفلى.

كما تضم زاوية الموت مقابر عائلة محمد باشا سلطان والمشيدة على الطراز الإسلامى وبأيدٍ فرنسية تلك المقابر التي يأتي إليها كبار ومشاهير السياسة والفن والرياضة من مختلف محافظات الجمهورية لمشاهدة تلك المنطقة التي تحولت إلى مزار شعبي.


وتعد  صرحا شاهقا تم بناؤها عام 1860 وشيدها مهندسون فرنسيون على مساحة 1750 مترًا مربعاً منحوتة فى الصخور والجبال يتوسطها فناء واسع محاط بساتر خشبي يضم بين جنباته الكثير من الشخصيات الهامة ومنهم والدة الفنان جميل راتب "نائلة هانم سلطان" شقيقة محمد سلطان باشا.


كما توجد مقبرة نور الهدى محمد سلطان أو هدى شعراوى والتي ولدت في 23 يوليو 1879 وتوفيت في 12 ديسمبر عام 1947 وهدى شعراوى رائدة الحركة النسائية فى مصر وهى أول امرأة نادت بتحرّر المرأة المصرية من القيود المفروضة عليها.


وعند دخولك المقبرة "هدى شعراوي" تجدها من الخارج عبارة عن بناء يرتفع فوق الأرض بمقدار 5 أمتار عن ارتفاع بدروم المقبرة تجد صورة هدى شعراوي معلقة أعلى المقبرة وتاريخ وفاتها منقوش بماء الذهب الخالص يحيطه مجموعة من ألواح الرخام والجرانيت الملون بالألوان البيضاء والصفراء تعلو كل مقبرة قبة أشبه بقبة الصخرة.

وتوفي محمد باشا سلطان توفي عام  1883ميلادي/1301هجري وذلك كما هو مدون على اللوحة التأسيسية التي توجد علي الواجهة الرئيسية للمجموعة المعمارية وشاهد قبري محمد سلطان باشا. وأبرز الأضرحة الموجودة بها ضريح ابنته أسما ويتميز بزخارف كتابية رائعة والست"حسنملك" وضريح هدي شعراوي داخل إحدى حجرات الحرملك حجازي بك ومحمد بك أحمد.


أهالى زاوية سلطان يروون قصص وحكايات مشاهير وكبار العائلات يقول حمادة محمد سائق إن القرية نسبت إلى اسم محمد باشا سلطان الذي قام ببناء أول مدرسة ومسجد داخل القرية ولم يتم ترميم المسجد أو المدرسة حتى الآن.


وذكر أحمد عيسى أحد بنائي المقابر أن زيارة " مقبرة محمد باشا سلطان " ليست قاصرة على الأسرة فقط، وإنما الجميع يأتي لزيارتها من الخارج حتى إن هناك وفود أجنبية وسائحين يأتون إلى تلك المقبره ليشاهدوا هذا الصرح العظيم مضيفًا أن عائلة تقوم بزيارة الضريح مرة كل 15 يومًا.


وعام 2016 كشف إبراهيم النزوري مدير التسجيل الأثري بالآثار الإسلامية أن المجموعة تستحق التسجيل ضمن الآثار وتسمى "زاوية الأموات" وتضم قباب ضريحية وتراكيب دفن وشواهد قبور ترجع لعام 1301 هجري, وتقع بالقرب من تونة الجبل، وقد تمت معاينة المجموعة لصاحبها محمد باشا سلطان من أعيان المنيا, وتعتبر مجموعة فريدة من نوعها.


وتضم المجموعة مباني جنائزية عبارة عن قباب واضرحة وتراكيب دفن ومباني مدنية عبارة عن سلاملك وحرملك للإقامة ومخازن وبئر للمياه، والمباني من الحجر والطوب الأحمر. وقد ذكرها شامبليون، ووصفها بأنها تضم عددا من المقابر العتيقة التي لا يزال المسلمون يدفنون موتاهم فيها على الضفة اليمنى للنيل.

اقرأ أيضًا.. الخديوي «إسماعيل».. يلعب عشرة طاولة بعد خلعه عن العرش 

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة