الأحد، 15 أغسطس 2021 - 05:51 م

تشهد الدولة المصرية تحولا كبيرًا للاهتمام بالفنون التشكيلية المختلفة، وظهر هذا جليا فى المشاريع الجديدة للعاصمة الإدارية، والمتحف القومى للحضارة وغيره من المتاحف التى تعرض الأعمال الفنية المصرية بالصورة التى تليق بها، د. صفية القبانى أول سيدة تتقلد منصب عميدة كلية الفنون الجميلة وأول سيدة تتقلد منصب نقيب التشكيليين حاصلة على بكالوريوس كلية الفنون الجميلة عام 1988، والدكتوراة بكلية الفنون الجميلة جامعة حلوان عام 1996، وبدأت مسيرتها الأكاديمية كمعيدة بكلية الفنون الجميلة جامعة المنيا، وتدرجت فى المناصب حتى أصبحت أول عميدة سيدة لكلية الفنون الجميلة بالقاهرة، وتكشف د. صفية لـ «الأخبار» جهود النقابة فى دعم الدولة لعرض إمكانياتها الفنية.

توجيه رئاسى بزيادة معاشات الفنانين لـ 1800 جنيه

نحتاج معرضا قوميا عالميا لعرض إنجازات الدولة المصرية

فى البداية كيف اقتحمت العمل النقابى وقمت بحسم الانتخابات لصالحك من أول تجربة لك؟
قضيت أغلب حياتى لخدمة المجتمع خاصة فى كلية الفنون الجميلة، حيث إننى كنت أول سيدة تتقلد منصب عميدة كلية الفنون الجميلة، كما أننى أيضا كنت أول سيدة تظفر بمنصب نقيب التشكيليين بالانتخاب، وساعدنى كثيرا فى ذلك اننى عملت 6 سنوات فى قطاع خدمة المجتمع والتدريس، والتركيز على متبرعين فى خدمة المجال، الأمر الذى ساعدنى كثيرا فى الانتخابات، وخضت تجربة الترشح لمقعد نقيب التشكيليين فى مواجهة 6 مرشحين، ولم أكن على قوائم وإنما كنت مرشحة مستقلة، وهو الأمر الذى جعلنى أواجه صعوبة وأبذل جهدا كبيرا فى الجولات الانتخابية.
وفى الجولة الثانية تصدرت قائمة المرشحين حتى وصلت إلى الإعادة، وانتهت الانتخابات بفوزى فى الانتخابات على مقعد النقيب، وقد خضت حملة انتخابية بشكل علمى تعتمد برنامجا انتخابيا واضح الملامح والأهداف، وقمت بالترويج لحملتى إلكترونيا، فأنشات صفحة على موقع التواصل الاجتماعى فيسبوك، ووصلت لجميع أعضاء الجمعية العمومية، وقمت بعرض كل نقاط البرنامج الانتخابى عليها، وبدأت بتعريف نفسى، وكنت أعلم جيدًا حجم التحديات التى أواجهها، وعندما نتأمل قائمة النقباء السابقين نجد أسماء كبيرة مثل مصطفى حسين، صلاح عبد الكريم، حسين الجبالى، هؤلاء كانوا نقباء الفترة الذهبية، وأنا أحب العمل الخدمى ولدىَّ خبرة كبيرة فى العمل الإدارى وخدمة المجتمع لسنوات طويلة.
كما أننى أدعم بقوة شباب التشكيليين، حيث إنهم يمثلون جزءا من نسيج الحركة التشكيلية، لعرض كل المواهب الشابة التى لم تتح لها الفرصة لعرض إبداعاتهم كما هو الحال مع كبار الفنانين، كما أننى تجمعنى علاقة قوية بالشباب منذ فترة عمادتى للكلية، فأنا قلبا وقالبا معهم، ومعظم الجمعية العمومية الآن من الشباب، وأتمنى أن تكون النقابة جاذبة لباقى الشباب.
ماذا تضم الجمعية العمومية لنقابة التشكيليين؟
تتضمن نقابة التشكيليين خريجى الفنون الجميلة والفنون التطبيقية والتربية الفنية وأصحاب الموهبة، كما أن الفن التشكيلى يضم الرسم والتصوير والديكور والنحت والخزف، وتضم أعضاء الجمعية العمومية كبار فنانى مصر ويشاركون فى العديد من الأعمال الفنية من تماثيل ولوحات وغيرها فى العديد من المعارض والمدن الجديدة كالعاصمة الإدارية الجديدة، وكلية الفنون الجميلة كانت مدرسة أهلية أنشأها الفنان يوسف كمال وأوقف عليها أطيانا حتى تجد التمويل اللازم لخدمة أعضائها وترسل بعثات للخارج، حيث كانت مصر منبرًا للتنوير والثقافة بين جميع الشعوب العربية، والآن ينادى فخامة الرئيس بعودة الجامعات الأهلية، والتمويل الذاتى لمختلف المؤسسات.
الارتقاء بمستوى الخدمات
ما أبرز الإنجازات التى تم تحقيقها لخدمة أعضاء الجمعية العمومية منذ تولى منصب نقيب التشكيليين فى بداية عام 2020؟
على الرغم من انتشار فيروس كورونا فى هذه الفترة منذ تولى المسئولية إلا أننى كنت شديدة الحرص على استمرار الفعاليات أونلاين للحفاظ على التباعد الاجتماعى، والنقابة لها طبيعة خاصة، حيث تركز على عمل الندوات الفنية لعرض أعمال الجمعية العمومية والتى تضم حوالى 18 ألف فنان تشكيلى، وتضم النقابة عددا من اللجان لخدمة أعضاء الجمعية العمومية وتعتبر من أقدم النقابات الفنية فى الشرق الأوسط، حيث أنشأها عباس شهدى عميد الفنون الجميلة والاستاذ بقسم التصوير.
ومن أبرز الجهود التى تتم حاليا هى الارتقاء بمستوى الخدمات المقدمة للأعضاء خاصة أصحاب المعاشات وكبار الفنانين، حيث إن معاش النقابة لا يتعدى 75 جنيها، فقمنا بالتواصل مع الرئيس عبد الفتاح السيسى وأرسلنا خطابًا يرصد المشاكل التى يواجهها أعضاء الجمعية العمومية، وعلى الفور استجاب الرئيس السيسى لطلبنا ووجه د. نيفين القباج وزيرة التضامن الإجتماعى لتشكيل لجنة لحل مشاكل النقابة، وقامت وزارة التضامن فى شهر ديسمبر من العام الماضى بتشكيل لجنة على أعلى مستوى لحل مشاكل اتحاد النقابات الفنية، برئاسة المستشار رضا عبدالمعطى نائب رئيس هيئة الرقابة المالية، وتم دراسة قانون الموارد المالية للنقابة وتم تغييره بعد دراسة قام بها الخبير الإكتواري، وتم الانتهاء منه خلال الشهر الماضى وتقديمه فى مجلس الوزراء تمهيدا لعرضه على مجلس النواب.
وفى القانون الجديد لا يقل معاش النقابة عن 900 جنيه فضلا عن أنه تمت الموافقة على مشروع مد الحماية الاجتماعية بحيث يتم التأمين على أعضاء النقابة من غير المؤمن عليهم فى مؤسسات أخرى، بحيث لا يقل معاش الفنان من النقابة والتأمينات الإجتماعية عن 1800 جنيه، بدلا من 75 جنيها حاليا.
كما أننى قمت بعمل بروتوكول تعاون مع وزارة الإسكان لتوفير شقق للإسكان الاجتماعى لأعضاء النقابة، ومن أبرز الخدمات التى توفرها النقابة حاليا، رعاية صحية من خلال التعاقد مع إحدى الشركات المخصصة فى تقديم الرعاية الصحية لأعضاء النقابة، وتقديم إعانات مالية فى الحالات المرضية والكوارث والعجز الكلى والعجز الجزئى والوفاة ومنحة المولود ومنحة الزواج، فضلا عن تقديم إسكان اجتماعى لمحدودى الدخل الأقل من خمسين عاما، كما تقدم إسكانا استثماريا لمن تخطوا سن الخمسين فى أكتوبر الجديدة والعاشر من رمضان وبرج العرب وسوهاج الجديدة وأسيوط الجديدة والمنيا الجديدة، وتقديم خدمة استخراج تصريح لمزاولة نشاط فنى للجاليريهات مقابل سداد رسوم رمزية للنقابة.
متحف للفن الحديث
لماذا لم تتبنَّ النقابة مؤتمرات لدعم الفنانين والترويج لأعمالهم؟
استلمت النقابة فى بداية عام 2020 ولم تتح لى الفرصة لإقامة معارض نظرًا لظروف جائحة كورونا، وهناك جهود تتم فى مشاريع تجميل ميادين وشوارع مصر والنصب التذكارى ومنطقة الوزارات الجديدة بالعاصمة الإدارية.
وأريد أن أؤكد ضرورة إنشاء متحف للفن الحديث يكون مخصصا لعرض الأعمال من عصر النهضة ويتم افتتاحه للمصريين والأجانب لعرض إنجازات الدولة المصرية وعرضها بشكل يليق بمصر والترويج لهذه الإنجازات بطريقة فنية وحضارية جميلة.
وعلى سبيل المثال عند النظر إلى متحف محمود خليل العظيم كانت زوجته فرنسية ومن هواة اقتناء الأعمال الفنية ومعظمها من العصر الحديث فى أوروبا، وهذا فرد واحد، فماذا عن اقتناء دولة كالدولة المصرية التى تمتلك العديد من الأعمال الفنية، حيث إننا نمتلك ملايين القطع الفنية من عصر النهضة والتى تعتبر بمثابة كنوز مصر، وهناك مخازن مليئة بالأعمال الفنية التى يجب عرضها فى متحف يليق بمصر، حيث إننا لدينا أعمال لفنانين مصريين وأوروبيين.
وهناك مخزن كبير جدا يسمى متحف الجزيرة، وتقوم حاليا وزارة الثقافة بتطويره، وهذا المكان به ثروة كبيرة جدًا، من أعمال الفنانين الأجانب والتى لا يتم الاستفادة بها.
وهناك قصر عائشة فهمى فى منطقة الزمالك تم عمل معرض كنوز مصر 1 وكنوز مصر 2 وهناك الكثير من الأعمال التى يمكن أن تجعلهم ينظمون الكثير من المعارض لعرض الأعمال الفنية المتاحة.
وهناك متحف الحضارة، الذى صممه الفنان القدير د.الغزالى كسيبة استاذ العمارة فى كلية الفنون الجميلة تجد فيه كنوز مصر الإسلامية والفرعونية والقبطية وتمثالا للفنان محمود مختار وكسوة الكعبة والمومياوات، حيث انضم إلى منظومة لا مثيل لها فى الفسطاط أول حاضرة لمصر الإسلامية، ويزين المشهد المتحف القبطى الذى يجسد تجليات الفن القبطى بأيقوناته ونسيجه ومنحوتاته الخشبية.. وفى الخلفية تأتى قلعة الفواخير ومركز الحرف التقليدية ينبئان عن مهارة اليد المصرية.. ويكتمل المشهد بمتحف يروى قصة الحضارة المصرية التى منحت العالم مفردات الحضارة، وبذلك يتم استغلال المتاحف والمعارض لعرض مصر الحديثة بالشكل الذى يليق بها.
وأطالب بعمل متاحف لعرض الفنون الأوروبية والمصرية الحديثة فى الأقصر وأسوان لتنشيط السياحة ودعم حركة السياحة فى المحافظات السياحية المختلفة.
وأناشد الرئيس عبد الفتاح السيسى تكريم الفنانين والفائزين بجوائز الدولة حيث إنهم لهم دور كبير فى إبراز معالم التطور والنجاح لمصر الحديثة والجمهورية الجديدة لمصر، وأطالب بتوفير نادٍ يليق بالفنان التشكيلى فى العاصمة الإدارية الجديدة.