سميحة رشدي
سميحة رشدي


حكايات أبي

نص أنا نص أنت

الأخبار

الأحد، 15 أغسطس 2021 - 05:59 م

بقلم/ سميحة رشدي

منذ القدم وعلاقة الرجل والمرأة قتلت بحثا كل يدلى بدلوه فمنهم من رآها من منظور دينى ومنهم من تناولها إنسانيا أو تاريخيا. والأكثر تناولها من زاوية العولمة والتقدم وتعالت الأصوات التى تنادى بالمساواة بين الجنسين وأنا كأنثى (على ما أعتقد) أن المساواة تنقصنى حقوقى التى وهبنى الله إياها منها قوامة الرجل وكفالته أبا أو أخا أو زوجا والتزامه بالانفاق فى حدود مقدرته والحماية والصون لكل ما هو معنوى أو مادى. كما أن هذه الملعونة المساواة تحرمنى من ذوق رجل يتنازل عن مكانه فى زحام أو مواصلات أو أناقة رجل يفتح لى باب السيارة ويهتم بمقعدى أو يحمل عنى شيئا ثقل حمله ومن وجهة نظرى أن الحياة لا تستقيم إلا إذا كان للرجل كل حيثياته وواجباته وحقوقه .

وكان للمرأة كل حقوقها كما أكرمها الله حتى كلمة «حريم» التى تكرهها بعض النساء تحمل فى طياتها معانى جميلة تتمناها كل أنثى فهى صاحبة عصمة وحرمة والانثى السوية تتمنى أن تعيش فى كنف رجل قوى الشخصية بحب وحنان قوى العزيمة بتراض وتفاهم. وللأمانة رغم سعى كثير من النساء إلى امتلاك الزمام وتسيد الموقف إلا أنها لا تحترم رجلاً ضعف أمامها ولو كان حبا فيها وتفضل عليه قوى الشخصية ولو قسا عليها ولكنها الفطرة فاحذر أن تضعف أمام أنثى فهى أول من تزدريك وأيضا احذر أول تنازل لأنها تطمع فى المزيد وفى الأخير تتهمك بالضعف وتنعى سوء حظها.  جغرافيا الزمن تتملكنى حالة من الوجد عندما تجمعنى الظروف بأحد المسنين الذين تقدم العمر بهم خاصة إذا بدت عليه مظاهر الضعف أو الفقر أشعر برغبة جامحة أن أقدم لهم أى عون أو مساعدة وكثيرا ما ألمح بداخلهم انكساراً وحزناً دفيناً وتكاد الدموع تنفجر من عينيه.

أود أن اسأله ماذا يحزنك؟ أهو ضياع مال أو زوال سلطة أم غدر صديق أو عقوق ولد أم تخلى زوج أم تراجع صحة وذهن فنعامل هؤلاء برفق ونتذكر أن هذا الشخص قد يكون فى شبابه عظيما أو وسيما أو حتى ثريا. هؤلاء يحتاجون منا الرحمة ورقة الطباع وطول البال فما بالنا لو كانوا من أصولنا أو أقاربنا أو معارفنا فهم أولى بالاهتمام والعطف والحنان.

ولكن فى ظل ظروف الحياة وسرعة ايقاعها لم يعد هناك صبر على المسنين ولا اهتمام بهم ولا مراعاة لظروفهم الصحية والنفسية فزاد عدد دور المسنين ودور العجزة بسبب تهرب أبنائهم من مسئوليتهم أو إرضاء الأزواج ونسوا أنه «كما تدين تدان». فمن كان له أم أو أب أو كلاهما حى يرزق فمن برهم حسن معاملتهم وجعلهم أول اهتماماتهم. عسى أن يقيض لنا الله من يكرمنا فى كبرنا وعجزنا.

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة