محمد بركات
محمد بركات


بدون تردد

سلماوى.. و«العصف والريحان»

محمد بركات

الأحد، 15 أغسطس 2021 - 06:14 م

نظلم هذه المذكرات إذا تعاملنا معها على أنها مجرد رصد وتسجيل لوقائع وأحداث شخصية وعامة، وقعت على مدار المسيرة الحياتية لصاحبها، فى مرحلتها الثانية التى اختار لها أن تكون ما بين عامى «١٩٨١ و٢٠١٥». فعلى طول هذه المسيرة التى استغرقت بمقياس الزمن أربعة وثلاثين عاماً، بدأت وهو فى منتصف الثلاثينيات وامتدت به ومعه إلى ما بعد السبعين،..، لم يقف صاحبها «محمد سلماوى» موقف المشاهد المعاصر للأحداث والوقائع، بل كان بحكم الواقع والضرورة والتكوين الشخصى مشاركاً فاعلاً ومؤثراً فى الكثير منها على الأقل. فقد شاءت الأقدار واختار هو، أن يكون بالفعل مشاركا وطرفا مؤثرا فى مجريات الكثير من الأحداث وملابساتها وتطورها،..، وكان حاضراً ومتواجداً فى معظم الأحداث الكبرى التى وقعت فى تلك الفترة بالغة الأهمية والحساسية من المسيرة الوطنية المصرية.

تلك الفترة الواقعة ما بين اغتيال الرئيس السادات ١٩٨١، وتولى الرئيس مبارك وحتى أحداث ٢٥ يناير ٢٠١١، ثم صعود وسقوط الإخوان وزوال حكمهم فى ثورة الثلاثين من يونيو ٢٠١٣، وما تلاها من إقرار لدستور ٢٠١٤ الذى شارك فى كتابته وكان متحدثاً رسمياً للجنة الخمسين التى أعدته.

ولأنه أديب كبير وكاتب وصحفى متمرس وله إسهامات بالغة الجودة فى المسرح والرواية وأيضا الشعر، فقد حفلت المذكرات بإطلالة واسعة على الحياة الأدبية والثقافية المصرية، وما احتشدت به من وقائع وتفاعلات ساخنة وصاخبة، مع اهتمام خاص بالصراعات التى اشتعلت بعد فوز الأديب الكبير نجيب محفوظ بجائزة نوبل واختياره له كى يكون ممثلاً شخصياً له لاستلام الجائزة بستوكهولم.

هذه المذكرات كما قلنا، ليست مجرد رصد وتسجيل للأحداث والوقائع، ولكنها تحمل فى ثناياها رؤية ورأى صاحبها وموقفه تجاه هذه الأحداث وتلك الوقائع.. فهى تعبير صادق عن شخصية صاحبها بتركيبته الفريدة ونسيجها الإنسانى الخاص، الخليط من الصحافة والأدب والسياسة، وبكل ما فيها من «عصف وريحان».

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة