جمال حسين
جمال حسين


يوميات الأخبار

من حائط المبكى إلى كربلاء

جمال حسين

الأحد، 15 أغسطس 2021 - 06:45 م

 

وانفعل أحد الحاضرين على البرادعي: مش كل شويه تقولنا كيرى غضبان وباترسون زعلانة، وهيلارى بِتِستفسر وهى مِتعصَّبة؟ اللى عايزُه الشعب هيتعِمل

فى مثل هذه الايام قبل ثمانى سنوات وبالتحديد يوم 14 أغسطس من عام 2013 قامت أجهزة الأمن بفض اعتصام الإخوان فى رابعة والنهضة وإنهاء أكبر تجمُّعٍ إرهابىٍّ فى تاريخ مصر.. ورغم مرور هذه السنوات إلا أن رابعة لم تبح بكل أسرارها بعد وما زالت الملفات والوثائق حُبلى بخبايا لم يرفع عنها الستار وكواليس مؤامرات حيكت ضد مصر بليل على موائد اللئام الذين عهدوا تنفيذها لجماعة إرهابية لا تؤمن بالوطن وقالوا عنه بكل صفاقة "ما الوطن إلا حفنة من تراب عفن" وزاد كبيرهم ومرشدهم مهدى عاكف من الكفر بالوطن بيتا عندما سب أم الدنيا علانية قائلا: "طز فى مصر" !!

ومع الذكرى الثامنة لفض اعتصامى رابعة والنهضة نشطت خلال الأسبوع الماضى الآلة الإلكترونية والإعلامية التابعة للتنظيم الدولى بالخارج وأذرعه من الخلايا الإخوانية النائمة بالداخل معتبرين رابعة حائط المبكى رافعين شعار المظلومية على غرار حائط المبكى اليهودى فى القدس المحتلة الذى يذهب إليه اليهود سنويا للبكاء والنحيب وعلى غرار حائط مبكى الشيعة بكربلاء الذى يرسخ كراهية الشيعة للسنة رغم أن من قتلوا الحسين فى كربلاء أنصار يزيد بن معاوية.. ورغم أن الحسين وآل بيته من أهل السنة وأحب أهل الأرض إلى أهل السنة.

الوثائق والشهادات والفيديوهات المحفوظة تؤكد بما لا يدع مجالا للشك أن هذا اليوم سيظل شاهدًا على إرهاب ودموية جماعة الإخوان التى اتخذت من الدين ستارًا للتشبُّث بالحكم حتى لو كان الثمن القتلَ وسفك الدماء والتفجيرَ والاغتيالات، وهى الاستراتيجيَّة التى انتهجتها الجماعةُ منذ تأسيسها على يد حسن البنا عام 1928،.. ادَّعى الإخوانُ زورًا وبهتانًا أن اعتصامهم سلمي، لكن الحقيقةَ التى شاهدها العالم أجمع وشهد بها شهود منهم أكدت أنه كان اعتصامًا مُسلحًا، ومنصَّةً للتحريض على الاغتيالاتِ والتفجيراتِ والقتلِ والحرقِ والتدميرِ.

فها هو أحمد المغير الفتى المدلل لخيرت الشاطر يعترف عبر صفحته على «الفيسبوك»، أن اعتصام رابعة كان مسلحا بكميات هائلة من الأسلحة.. وأن هذه الأسلحة كانت تكفى لمواجهة الشرطة وربما الجيش أيضا.

وهذا تسجيل صوتى على «اليوتيوب» لصفوت حجازى مع حازم صلاح أبو إسماعيل قبل ضبطهما يؤكد فيه أن شباب رابعة كانوا مسلحين!! وها هو الشيخ محمد حسان يفجر مفاجأة أمام المحكمة أثناء الإدلاء بشهادته منذ أيام ويؤكد أن جماعة الإخوان رفعت شعار الحكم والشرعية أو العنف والدم
47 يومًا هى مدة اعتصامى رابعة والنهضة، ارتكبت الجماعة الإرهابية خلالها كل الموبقات؛ من تعذيبٍ وخطفٍ وإتلافٍ للمرافق والمنشآت العامة، وتعطيل مصالح المواطنين،.. جن جنونهم عندما ثار المصريون على حكم الفاشية الدينية رافعين شعار يسقط يسقط حكم المرشد.. حرضوا شبابهم المخطوفين ذهنيًا على الاعتصام فى رابعة والنهضة وفى ساعة الجد تخلوا عنهم واختبأوا داخل شققٍ مُحصَّنةٍ لدرجة أن مرشدهم هرب من رابعة فى زى منقبة بينما حلق صفوت حجازى لحيته وشاربه وصبغ شعره للهرب إلى ليبيا.

زيارتان سريتان لخيرت الشاطر
الوثائق تكشف النقاب عن رحلتين سريتين قام بهما خيرت الشاطر الى أنقرة واسطنبول خلال 10 أيامٍ قُبيل بدء الاعتصامين، حيث التقى إردوغان ورئيس المخابرات التركيَّة؛ الذى طالبه بحشد الأهلِ والعشيرةِ فى رابعة، كما حدث فى مدينةِ حمص السوريَّة، وبعد عودته مباشرةً من أنقرة بدأ الاعتصامَ.
الزيارة الأولى فى ٧ مايو والثانية كانت ٢٣ مايو، وأجرى الشاطر خلالها مباحثات مع كبار المسئولين وعقد لقاءً مع مصطفى طوباش، رئيس مجلس إدارة شركة (بيم) التركيَّة، ورجل الأعمال السعودى ياسين القاضى، الذى أدرجته أمريكا والأمم المتحدة كأحد ممولى تنظيم القاعدة، وتأكد المسئولون الأتراك أن مَنْ يُدير الحكم فعليًا فى مصر هو خيرت الشاطر وليس مرسى وطالبوا قيادات الإخوان بتجنب أى انشقاقاتٍ فيما بينهم، ووجَّهوا النصائح لمرسى وقادة جماعة الإخوان بهدف تحسين صورتهم أمام الشعبِ، حيث قالوا لمرسى: انظر، القاهرة تضجُّ بالقمامةِ التى تنتشر فى كل مكانٍ، خاصةً المناطق العشوائيَّة، والقاهرة القديمة، التى تنتشر بها مصانع الجلودِ، وأنهم سوف يساعدونه لمعالجة هذا الموضوع، وسيمنحونه مائة وخمسين شاحنة ثقيلة؛ لجمع وضغط القمامة، فى محاولةٍ منهم لتحسين صورة مرسى وجماعته وامتصاص غضبة الشعب المصرى الذى عانى من فشل مرسى والإخوان فى إدارة شئون البلاد ثم حضر إلى مصر رئيس جهاز المخابرات التركى هاكان فيدان والتقى مرسي.

وخلال هذه الفترة العصيبة توافد على مصر الكثير من الوسطاء العرب والأجانب فى محاولات لفض الاعتصام سلميا وحقن الدماء لكن جميع هذه المفاوضات باءت بالفشل بسبب تعنت قادة الإخوان وذكر تقريرُ يحمل عبارة "سرى جدا" أن السفيرة الأمريكيَّة بالقاهرة فى ذلك الوقت آن باترسون  قالت خلال اجتماعٍ مع القوى السياسيَّة المصريَّة: يجب استمرار الرئيس المُنتخب محمد مرسى وردَّ عليها اللواء محمد العصار رحمه الله، قائلًا: عليكِ الالتزام بدوركِ الدبلوماسى دون التدخُّل فى شئوننا لأن إرادة المصريين هى التى تحكُمنا. وبعد يومين التقت السفيرة الأمريكيَّة خيرت الشاطر وقالت له: إحنا فى آخر لحظة، والوقت ليس فى صالحكم، وموقِفكم يزداد صعوبةً، وعليكم تقديم تنازلات فورًا؛ لأن معلوماتنا تُؤكِّد أن 33 مليون مصرى فى الشوارع، فردَّ الشاطر قائلًا: لن نتراجع وسوف نُسيطر على مصر بأكملها.

وجاءت كاترين أشتون مسئولة العلاقات الخارجية بالاتحاد الأوربى والتقت مع محمد مرسى ومع القياديين الإخوانيين عمرو دراج وحمزة زوبع ثلاث مرات وفشلت فى إقناع مكتب الإرشاد بفض الاعتصام.

وروى لى أحد القيادات الأمنية كواليس لقاء ساخن حضره للقوى المدنية والحكومة لتدارس الأمر.. وقال إن أحد الحاضرين انفعل على الدكتور محمد البرادعى وقال له: مش كل شويه تقولنا كيرى غضبان وباترسون زعلانة، وأوباما مِتضايق، وهيلارى بِتِستفسر وهى مِتعصَّبة !! إذا كُنت بتهددنا بيهم، احنا ما بنتهددش واللى عايزُه الشعب هيتعِمل.

الشاطر وباترسون
الأجهزةُ الأمنية رصدت عدة اتصالاتٍ لخيرت الشاطر مع جهاتٍ خارجيَّةٍ، سواء عبر التليفون أو البريد الإلكترونى من بينها رسائل بين الشاطر والسفيرة الأمريكيَّة آن باترسون؛ التى نسَّقت معه؛ لتنفيذ خطة تبديل جزء من أرض سيناء بغيره فى صحراء النقب، مقابل تقديم مساعداتٍ لمصر لمدة 20 سنةً، وأجرى الشاطر، من خلال السفيرة، اتصالًا تليفونيًا استمرَّ 45 دقيقةً يوم 4 إبريل 2013، مع لائيل برينارد، وكيل وزارة الخزانة الأمريكيَّة؛ لمناقشة زيارة وفد صندوق النقد الدولى لمصر. كما رصدت الأجهزةُ الأمنيَّةُ رسالةً بعنوان «خطة مقترحة» واردة إلى خيرت الشاطر، تضمَّنت إخطاره بالخطة التى أعدها الإخوانى محسن رشوان بأسلوب وطريقة مواجهة أحداث 30 يونيو.
12 ألف تكفيرى بسيناء
تقارير تقديرات الموقف خلال ثورة 30 يونيو، أشارت إلى أن الإخوان كانوا يمتلكون 11 مليون قطعة سلاح قاموا بتهريبها من ليبيا، خلال العام الذى حكموا فيه مصر، إضافةً إلى كمياتٍ هائلةٍ من المفرقعات، وأن مكتب الإرشاد هدَّد أحد قيادات الجيش قائلًا: عندنا 120 ألف إخوانى هيناموا أمام المدرعات علشان يمنعوها من التحرُّك كما أن أحد الأجهزة الأمنيَّة رصد فى تقريرٍ رسمىٍّ أن مرسى اجتمع بقيادات السلفيَّة الجهاديَّة بسيناء، وسرَّب لهم الخُطط الأمنيَّة، وتزايدت أعداد التكفيريين خلال هذا العام الأسود إلى 12 ألف تكفيرى.

المتاجرة بالدماء
دفتر أحوال الاعتصامين أكد أن ميدان رابعة العدوية تحول إلى مستعمرة إخوانية وسط الكتلة السكنية بمدينة نصر وتحولت منصة رابعة إلى مركز لبث الفتنة والأكاذيب والشائعات وظل قادة مكتب الإرشاد يحرضون الشباب على العنف والقتال رافعين شعار "قتلانا فى الجنة وقتلاهم فى النار" رافضين فكرة فض الاعتصام سلميا لأنهم يعرفون جيدا، كيف يستفيدون من هذه الدماء والمتاجرة بها دوليا!
ومن المضحكات المبكيات أنهم قالوا: من يشك فى عودة مرسى فعليه أن يراجع إيمانه! وبلغت الفجاجة ذروتها عندما قاموا بتسييس الأحلام والرؤى وأعلنت منصة رابعة أن جبريل نزل رابعة وأعلن تأييده للمعتصمين!!

وادعوا أن النبى محمد عليه الصلاة والسلام رفض أن يؤم المسلمين فى الصلاة، وقال: بل يؤمكم محمد مرسى!!  بخلاف الـ٨ حمامات التى قالوا إنها حطت على كتف محمد مرسى، وزعموا أنها ترمز إلى أن مرسى سوف يظل ٨ سنوات فى الحكم! بخلاف ادعائهم أن الاعتكاف فى رابعة أفضل من الاعتكاف فى بيت الله الحرام!! والأعجب من هذا كله، أن خرفان الجماعة كانوا يصدقون هذه الأساطير، ويصفقون ويهللون ويكبرون لها.
كل هذه الوثائق والمستندات والشهادات نسفت حائط المبكى الإخوانى.. والآن بعد أن انكشف المستور واتضحت أبعاد المؤامرة نتساءل ماذا لو لم يخرج الشعب المصرى فى 30 يونيو لإسقاط حكم الفاشية الدينية؟ وماذا لو لم ينحز الجيش لمطالب الشعب؟
بالتأكيد الإجابات مخيفة ومرعبة لذلك يجب أن نقول جميعا الحمد لله على نعمة الجيش ونعمة السيسى وتحيا مصر.

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة