صورة تعبيرية
صورة تعبيرية


تقرير| هل تتحول أفغانستان لـ«قبلة جديدة» للإرهابيين؟

سامح فواز

الإثنين، 16 أغسطس 2021 - 12:21 ص

يعد سقوط العاصمة كابول في أيدي حركة طالبان، بمثابة كتابة شهادة ميلاد جديدة للتنظيمات المتطرفة و الإرهابية في العالم كله.
فلقد أصبحت بذلك أفغانستان قبلة كل الإرهابيين حول العالم بالأخص بعد سقوط تنظيم داعش و قطع كل ازرعه في العراق وسوريا وليبيا، مما ادي تشتت كل من كانوا ينتمون اليه و تكوين جماعات صغرين.

ليوفر لهم ما الات اليه الاحداث مؤخرا في أفغانستان ملاذ امن وحاضنة، توفر لهم مناخ يجعلهم قادرون علي إعادة تنظيم صفوفهم وتقوية امكانيتهم في ظل نظام يحكمه الإرهاب..نظام جماعة طالبان الإرهابية.

نقطة جذب 

ان السيناريو المرجح خلال الفترة القادمة، هو تحول أفغانستان وبتسارع كبير إلى ساحة جديدة ونقطة جذب لتجميع الجماعات الإرهابية من السلفية الجهادية في العالم، من شمال أفريقيا الصحراء والساحل إلى سورية والعراق.

ويقول بعض الباحثون في شؤون الجماعات الإسلامية، إنه في ظل ضغط التحالف الدولي لمحاصرة تنظيم القاعدة وهزيمة تنظيم داعش، يرجح أن تجد هذه التنظيمات الإرهابية متنفسا خلال الأشهر القادمة باللجوء إلى الإمارة الإسلامية الجديدة في أفغانستان.
صورة قاتمة شاملة لمستقبل أفغانستان

أقرأ أيضاً| بعد أنباء عن انفجارات متفرقة.. الرئيس الأفغاني: الاستقالة لمنع مذابح طالبان

ذكرت صحيفة النيو يورك تايمز، في تقرير تحت عنوان هل ستصبح أفغانستان ملاذًا آمنًا للإرهاب مرة أخرى؟  أن مسؤولي المخابرات عرضوا على إدارة بايدن صورة قاتمة شاملة لمستقبل أفغانستان نفسها، وتوقعوا أن تحقق طالبان مكاسب في ساحة المعركة، وستكافح القوات الحكومية الأفغانية للسيطرة على الأراضي، ومن غير المرجح التوصل إلى اتفاق سلام بينهما. وقد تم الإعلان عن الخطوط العريضة لهذا التقييم في تقرير استخباراتي صدر يوم الثلاثاء الماضي.

وقال الجنرال كينيث ماكنزي، قائد القيادة المركزية للجيش الامريكي، في فبراير الماضي "منذ 11 سبتمبر، يظل هدفنا الاستراتيجي في أفغانستان هو حماية الوطن من الهجمات"، مشيرًا إلى تنظيم القاعدة والدولة الإسلامية، ومنعهم من استخدام أفغانستان كقاعدة وملاذ آمن. كما قال "نتفق جميعًا على أن أفضل طريق هو التوصل إلى تسوية سياسية تفاوضية بين الأفغان". 

مقاومة الإرهاب من الخارج

ووفقًا لصحيفة التايمز الامريكية، فأنه بالنسبة للبنتاجون ومجتمع الاستخبارات، يدور النقاش الرئيسي الآن حول مدى سهولة بدء عمليات مكافحة الإرهاب من خارج أفغانستان. 

فتاريخ مثل هذه العمليات، بدءًا من عملية دلتا فورس الفاشلة عام 1980 لتحرير الرهائن الأمريكيين في إيران، له سجل مختلط بالتأكيد.

كما أن ضربات صواريخ كروز التي يتم إطلاقها من سفن بعيدة ضد أهداف إرهابية في أفغانستان لها معدل نجاح منخفض أيضًا. 

فكلما ابتعدت قوات العمليات الخاصة عن السفر لضرب هدف، زاد احتمال فشل العمليات، إما عن طريق فقدان بصماتها أو التسبب في فشل ذريع يقتل أفراد الخدمة الأمريكية.

عودة طالبان للمشهد

ويري الخبراء الامنيون أن عودة طالبان للمشهد ستشكل علامة فارقة ومؤكدة في مسيرة الجماعات الإرهابية في العالم، كما تشكل مصدر إلهام لكافة الجماعات والمنظمات الإرهابية والمتطرفة والأفراد الحالمين بالخلافة والامارة الإسلامية، الذين سيبدؤون بإعادة حساباتهم وترتيب أوضاعهم، وفي مرحلة لاحقة وسريعة سيشرعون بالتوافد إلى أرض الإمارة الإسلامية الجديدة مرة أخرى.

ويرجح أن يكون تنظيم القاعدة الحليف القديم لطالبان أكثر التنظيمات فرحا بهذا النصر، خاصة وأن التنظيم بايع سابقا طالبان، إذ أصدر فرع القاعدة في شبه القارة الهندية في 25 يونيو 2017 وثيقة بعنوان “مدونة السلوك” حدد فيها أيديولوجيته وأولوياته، وأوضح أنه ملزم ببيعة زعيم القاعدة أيمن الظواهري لزعيم طالبان الحالي هبة الله أخوند زاده، وأن “أهم هدف” للقاعدة هو دعم طالبان.

أقرأ أيضاً| إطلاق نار بمطار كابول .. والسفارة الأمريكية تنصح رعاياها بالاحتماء

كما جاء في الوثيقة أن القاعدة في بلاد الرافدين تقاتل أعداء طالبان خارج أفغانستان، بينما تقاتل في الوقت نفسه إلى جانبها داخل البلاد، وحثت الجماعات الجهادية الأخرى على مبايعة أخوند زاده.

انقسامات داخلية من اجل السلطة

يرجح منسق محاربة الارهاب في وزارة الخارجية الأمريكية السفير ناتان سلز، وقوع حرب أهلية مقبلة في أفغانستان، مشيرا الى أن حركة طالبان بعد إحكامها السيطرة على كابول، سيكون هناك نزاع بينها وبين أمراء الحرب والقبائل، وبالتالي سيشترك تنظيم القاعدة في النزاع لصالح طالبان، مشيرا الى أن السيناريو المقبل هو عودة التنظيمات الإرهابية الى تحقيق حلم الامارة الاسلامية.

ولكنه لم يستبعدوا حدوث انقسامات وانشقاقات داخل القاعدة و”داعش”، على خلفية عودة طالبان وهروب عدد من القيادات الإرهابية المطلوبة أميركيا في سوريا والعراق إلى أفغانستان.
 

 

 

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة