شرفت بزمالة الأستاذ جمال الغيطانى فى قسم التحقيقات بالأخبار فترة طويلة منذ منتصف السبعينات.. قبل ذلك وخلال فترة تدربى بالجريدة زمن حرب أكتوبر.. كنت أراه يرتدى زيا عسكريا مع زميليه الراحلين صلاح قبضايا وفاروق الشاذلى فى صالة التحرير يسجلون أروع انتصار عرفه المصريون فى تاريخهم الحديث.

كنت معجبا به وبأسلوبه محررا للتحقيقات.. تعلمت منه كثيرا واستفدت منه كثيرا واقتربت منه.. أعجبنى عشقه للتاريخ وقربه من كل أحداثه خاصة وقائع مصر الإسلامية التى وكأنه عاشها وعاصرها بنفسه.
جمال الغيطانى.. هو الصحفى والناقد والأديب والخبير العسكرى.. وهو أبرع من رسم صورا أدبية عن حرب أكتوبر.. وكان يتمنى لو تولت الدولة مسئولية إنتاج فيلم ضخم عنها يسجل لحظات النصر الرائعة وبطولات الجندى المصرى الشجاع.
من معركة إلى أخرى قضى جمال الغيطانى حياته.. نجا من الموت أكثر من مرة.. لكنه كان على موعد مع قدره أمس.. غاب عن الوعى أكثر من شهرين صاحبته فيها دعواتنا له بالشفاء.. بعدها صعدت روحه آمنة مطمئنة إلى خالقها.. ولكن العظماء والرائعين يموتون بأجسادهم فقط.. ويبقى جمال الغيطانى فى خلود التاريخ.