جلال عارف
جلال عارف


في الصميم

رهان خاطئ أم فشل أمريكى؟

جلال عارف

الإثنين، 16 أغسطس 2021 - 05:55 م

بعد عشرين عاما من الغزو الأمريكى لأفغانستان ومع حصيلة بلغ فيها عدد القتلى من عساكر أمريكا أكثر من ٢٣٠٠ وآلاف المصابين، وإنفاق مالى تجاوز الثمانية مليارات دولار.. كان الفشل الأمريكى كاملا، وكان السقوط الدراماتيكى لكل أفغانستان فى قبضة «طالبان» خلال أيام وبدون أى مقاومة تذكر!!
فكرة الانسحاب من أفغانستان مطروحة على الإدارة الأمريكية منذ عهد أوباما، وقرار الانسحاب أعلنه الرئيس السابق «ترامب»، الذى انخرطت إدارته فى مباحثات طويلة مع حركة «طالبان» لترتيب الأوضاع بعد الانسحاب. أما الرئيس الحالى «بايدن» فقد كان مصمما منذ بداية عهده على تسريع الانسحاب مع تصور لم يكن صحيحا بأن «الجيش الأفغاني»، الذى دربته وسلحته أمريكا سيصمد ولو لفترة يتم فيها التوافق مع «طالبان» وغيرها من الحركات المسلحة على اقتسام السلطة!

على الورق كانت الأرقام تقول إن أمريكا ستترك وراءها جيشا من ٣٠٠ ألف مسلح بأسلحة أمريكية حديثة. فى الواقع لم يكن هناك إلا الفراغ الذى جعل الأمر يبدو وكأنه تنفيذ لاتفاق على تسليم السلطة إلى «طالبان» وخلط كل الأوراق فى هذه المنطقة التى لا ينقصها المزيد من الصراعات!!

سوف تستمر الحرب فى أفغانستان وعليها لسنوات طويلة قادمة. الفشل الأمريكى هناك سوف يترك تأثيره على الحلفاء والخصوم معا. انسحاب أمريكا لا يعنى الخروج الكامل من المنطقة، بل إدارة صراعاتها بطرق أخرى وبدون تواجد عسكرى على الأرض. المنافسون - وفى المقدمة الصين وروسيا - كانوا يستعدون لذلك الموقف ويبنون تحالفاتهم لمواجهته، والذين كانوا يعتمدون على الغطاء الأمريكى سيلومون أنفسهم إذا لم يكونوا قد عرفوا مبكرا أنهم بلا غطاء!!

وتبقى الاسئلة الأهم والأخطر: ماذا بعد خلط الأوراق الذى سمح بأن يكون للإرهاب دولة رسمية؟ وإلى متى يظل الحبل السرى موصولا بين القوى الكبرى وحركات الإرهاب، وهل ترى أمريكا فارقا حقيقيا بين القاعدة وداعش.. وبين «طالبان» وإخواتها غير درجات الولاء؟
للأسف الشديد.. تظل الأسئلة الأهم والأخطر حاضرة، وتظل الإجابات غائبة، ويبقى علينا وعلى العالم أن يعيد قراءة المشهد، ويستعد لكل الاحتمالات.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة