محمد هنيدى
أرقام خيالية.. حرب الإيرادات «الكاذبة»
الثلاثاء، 17 أغسطس 2021 - 09:27 ص
أحمد إبراهيم
صراع المركز الأول أصبح هاجسا يطارد النجوم.. من المتصدر؟، من استطاع إحراز الملايين أكثر من غيره؟، أسئلة تشغل بال أبطال الأفلام وكل منهم لديه هدف واضح بأن يكون هو الدجاجة التى تبيض ذهبا.. وكأننا فى حلبة مصارعة وكل طرف يسعى للضربة القاضية ليظل متربعا وحده على عرش شباك التذاكر.
كل يوم يخرج علينا نجم ويقول إنه الأول محققا إيرادات خيالية وبعد دقائق نجد من يخطف الأضواء معلنا أنه صاحب الرقم القياسى وأن تذاكر الحفلات كلها كامل العدد.
ويظل جمهور السوشيال ميديا فى حالة حيرة ليبحث عن حقيقة الأمر ولا يجد من يكشف له الحقيقة لكن «أخبار النجوم» فى هذا التحقيق حاولت كشف المستور وإظهار من المتصدر الحقيقى.
حرب الإيرادات نوع دعائي يستخدمه النجوم عقب عرض أفلامهم، وهو ما لجأ إليه عدد من النجوم الذين يعرض لهم أفلام فى الفترة الحالية، إذ بدأ الحرب تامر حسنى بعد أن أعلن أن فيلمه «مش أنا» حقق أعلى الإيرادات، وتلاه فى الحدث أحمد عز، والذى خرج ليعلن أيضا أن فيلمه «العارف» تصدر الإيرادات، ثم اختتمها محمد هنيدى الذى يعرض له فيلم «الإنس والنمس»، وقال إن فيلمه يتصدر ويحقق الإيرادات، وهو أمر لافت للأنظار حيث اشتعلت الحرب بين النجوم.
ويرى المنتج فاروق صبرى رئيس غرفة صناعة السينما: أن ما نراه على الساحة السينمائية من حرب إيرادات ليست ظاهرة جديدة، وإنما يستغلها صناع الأفلام من أجل الدعاية لأعمالهم، وغرفة صناعة السينما أصبحت غير منوطة بهذا الأمر خاصة أن لم يكن هناك تعاون مثمر من جانب المنتجين فى هذا الاتجاه، حيث كانوا يرفضون الإعلان عن تفاصيل الإيرادات.
ويضيف فاروق: أصبحت الجهة المنوطة بإيرادات الصحيحة، هى الضرائب، حيث تقدم شركات الإنتاج تقريرا للضرائب بحجم الإيرادات، وأرى أن ما يفعله النجوم حاليا أمر يضر بهم أكثر من أن يفيدهم.
ويقول المنتج محمد فوزى عضو غرفة صناعة السينما: ما يحدث الآن على الساحه السينمائية في مصر لا يمكن على الاطلاق أن يحدث في أي دولة أخرى أن هناك في العالم نظام يحدد شكل إيرادات الأفلام التى تعرض في السينما حيث هناك جهة محددة هي التي يمكنها أن تعلن عن الأرقام الحقيقية لإيرادات الافلام وليس كما يحدث في مصر، حيث نرى أبطال الاعمال السينما هم من يعلنون الايرادات او المنتجين.
ويضيف فوزى: هناك جهات في مصر هي المسئولة عن ذلك من بينها غرفة صناعة السينما و مصلحة الضرائب، ومصلحة الضرائب بالتحديد، يمكنها أن تصدر تقريرا شاملا بالأرقام الحقيقية لايرادات السينما المصرية يوميا لأنها الجهة الوحيدة التي تمتلك الأرقام الحقيقية نظرا لأنها تحصل على ضريبه الملاهي الليلية بشكل يومي، وبشكل مفصل وترسلها بشكل يومي الى الموزعين، ولكن الموزعين يرفضون أن يصدر هذه الارقام الحقيقية.
ويتابع فوزى: أما عن غرفه صناعه السينما فهى كانت قديما تصدر بشكل يومي الايرادات التي تحققها جميع دور العرض في مصر، ولكن منذ عدة سنوات، وهي لم تصدر هذه التقارير على الاطلاق مع العلم أنها من صميم اختصاصها، وأتمنى أن تعود مره أخرى الاصدار تلك البيانات بشكل يومي حتى لا يكون هناك لغط. ويختتم فوزى: الأمر فى النهاية لا يتعدى أنه ضمن الحملات الدعائية للأفلام وليس أكثر.
أما الناقد طارق الشناوى فيقول: هذه الارقام من صناعه نجوم أبطال الافلام حيث يهدف الى توصيل رسالة لمتابعيهم على مواقع التواصل الاجتماعي مفادها أنه هو صاحب الفيلم الأفضل في هذا الوقت والدليل على ذلك أنه حقق هذا الكم من الايرادات الذى ادعى البعض انها تخطت حاجز ربع مليار جنيه، كما فعل تامر حسني وهى ارقام مبالغ فيها للغاية.
ويتابع الشناوى: «الجمهور في مصر لا يصدق سوى نفسه والدليل على ذلك انه في بعض دور العرض التي تحتوي على العديد من الافلام في نفس الوقت الجمهور ينجذب لا اراديا الى الفيلم الاكثر اقبالا في هذه السينما لاحساس الجمهور أن الفيلم الذي به إقبال اكثر هو الفيلم الافضل لان الجمهور المصري دائما ما يرغب في الابتعاد عن المغامرة».
ويضيف الشناوى: السؤال الذي يطرح نفسه بشده في هذا التوقيت أين غرفه صناعه السينما من كل ما يحدث على الساحه السينمائيه من فوضى؟، الغرفه لا تقوم بدورها على الاطلاق وهي السبب الرئيسي في كل ما يحدث الآن، فنحن لا نرى سوى تصريحات النجوم عن الأفلام وايراداتها ولا يوجد أي جهه مسئولة في مصر تؤكد على صحة تلك الارقام من عدمها.
وعن تأثير تلك التصريحات على صناعة السينما فيقول الشناوى: الدعاية هي جزء مكمل لصناعة السينما لا يمكن ان نغفل ذلك أما الارقام التي يتم المبالغة بها فهي تعود بالضرر على صاحبها، فلا يمكن على الاطلاق أن نصدق الارقام التي تعلن فهل يعقل ان فيلم تامر حسني الذي يعرض الآن في دور العرض يصل الى ربع مليار جنيه هذا غير معقول على الاطلاق تلك النوعية من التصريحات تضع جميع تصريحات تامر الفتره المقبلة محل شك وسيفتقد الى مصداقيته على الجمهور فعلة النجوم أن لا يكون هناك مبالغة في تصريحاتهم عن افلام.
من جانبه يقول الناقد رامى المتولى: تصريحات النجوم عن ايرادات افلام هي مجرد دعاية فقط لا غير ليس لها اي اثار سلبيه او ايجابيه، خصوصا اننا في التوقيت الحالي لا توجد جهه محددة مسئول عن اصدار البيانات بالأرقام حقيقيه للافلام غرفه صناعه السينما تخلت عن مسئوليتها خاصه انها الاب الروحي لصناعه السينما في مصر وهي المسئوله عن كل ما يخص صناعه السينما».
ويضيف المتولى: أصعب ما في الأمر هو المبالغة، فنحن الان نسمع أرقاما لا يمكن باي حال من الاحوال ان يتم تصديقها فكل فيلم يتم عرضه في الفترة الحالية بالسينما يخرج علينا ابطال الفيلم والمنتج له بعباره أنه الفيلم الاكثر تحقيقا للإيرادات في تاريخ السينما المصريه لمجرد أن فيلمه حقق بعض الملايين من الجنيهات مع العلم أنه يوجد أفلام تم انتاجها في الخمسينيات والستينيات من القرن الماضي حققت ايرادات ضخمه للغايه وعلى سبيل المثال فيلم اسماعيل ياسين واحمد رمزي وهند رستم ابن حميدو فقد حقق ربع مليون جنيه في ذلك الوقت مع العلم ان تذكره السينما في هذا الوقت لا يمكن ان تتعدى خمس قروش، وبحسبه بسيطه لاختلاف اسعار اليومي لتذاكر السينما التى تخطى في بعض دور العرض حاجز الـ 100 جنيه، يمكنني بكل بساطه ان اقول ان فيلم «ابن حميدو « هو الاكثر تحقيقا للايرادات في تاريخ السينما المصرية «.
ويتابع المتولى: «الأمر مختلف تماما في دولة مثل امريكا فهناك مواقع الانترنت يمكن من خلالها معرفه ايرادات كل حفله دون ان ننتظر تقريرا من اي جهه مسئوله هو الامر الذي يمنع وجود اي لغط واتمنى استنساخ تلك التجربه لان السينما المصريه واحده من اقدم السينمات في العالم ولا يمكن التعامل معها بهذا الكم من الاستهتار حتى تعود الى ما مكانتنا من الطبيعيه التى كنا عليها منذ اكثر من مائه عام.