يحيي‭ ‬الفخراني
يحيي‭ ‬الفخراني


بين «الاستثمار والتكرار» .. ماذا فى جراب الفخرانى ؟

أخبار النجوم

الثلاثاء، 17 أغسطس 2021 - 01:39 م

محمد‭ ‬بركات

أيام‭ ‬قليلة‭ ‬تفصلنا‭ ‬عن‭ ‬انطلاق‭ ‬مسرحية‭ ‬“ياما‭ ‬في‭ ‬الجراب‭ ‬يا‭ ‬حاوي”‭ ‬التى‭ ‬كانت‭ ‬تحمل‭ ‬اسم‭ ‬“ليلة‭ ‬من‭ ‬ألف‭ ‬ليلة”‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬ويقدمها‭ ‬يحيي‭ ‬الفخراني‭ ‬للمرة‭ ‬الثالثة‭ ‬في‭ ‬مسيرته‭ ‬بأبطال‭ ‬مختلفين،‭ ‬ومنذ‭ ‬إعلانه‭ ‬خبر‭ ‬إعادة‭ ‬تقديمه‭ ‬المسرحية‭ ‬ضمن‭ ‬عروض‭ ‬“كايروشو”‭ ‬المسرحية‭ ‬أثار‭ ‬حالة‭ ‬كبيرة‭ ‬من‭ ‬الجدل‭ ‬الواسع‭ ‬داخل‭ ‬الوسط‭ ‬المسرحى،‭ ‬واعتبرها‭ ‬البعض‭ ‬تجربة‭ ‬إستثمارية‭ ‬أكثر‭ ‬منها‭ ‬تجربة‭ ‬فنية‭.‬

بينما‭ ‬اعتبرها‭ ‬البعض‭ ‬نوع‭ ‬من‭ ‬التكرار‭ ‬وكان‭ ‬يجب‭ ‬عليه‭ ‬تقديم‭ ‬عرض‭ ‬جديد‭ ‬للمسرح‭ ‬وليس‭ ‬إعادة‭ ‬تقديم‭ ‬مسرحية‭ ‬قدمها‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬على‭ ‬مسرح‭ ‬الدولة،‭ ‬كما‭ ‬طالب‭ ‬البعض‭ ‬الفخرانى‭ ‬والقائمين‭ ‬على‭ ‬العرض‭ ‬أن‭ ‬يقدمها‭ ‬بإخراج‭ ‬المخرج‭ ‬القدير‭ ‬الراحل‭ ‬محسن‭ ‬حلمي،‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬قدمها‭ ‬معه‭ ‬بنجاح‭ ‬لافت‭ ‬عام‭ ‬2015‭ ‬على‭ ‬خشبة‭ ‬المسرح‭ ‬القومي،‭ ‬لتكون‭ ‬لفتة‭ ‬تحمل‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬معاني‭ ‬النبل‭ ‬الفني‭ ‬والإنساني،‭ ‬ليصبح‭ ‬يحيى‭ ‬الفخرانى‭ ‬بين‭ ‬نارين‭ ‬“الاستثمار‭ ‬والتكرار”او‭ ‬الاستسهال‭ ‬فى‭ ‬تقديم‭ ‬عروض‭ ‬قديمه‭ ‬معتمداً‭ ‬على‭ ‬نجاح‭ ‬العرض‭ ‬السابق‭.. ‬“أخبار‭ ‬النجوم”‭ ‬رصدت‭ ‬بعض‭ ‬آراء‭ ‬مبدعى‭ ‬المسرح،‭ ‬والذين‭ ‬كشفوا‭ ‬عن‭ ‬رأيهم‭ ‬فى‭ ‬ما‭ ‬يقدمه‭ ‬يحيى‭ ‬الفخرانى‭ ‬على‭ ‬خشبة‭ ‬المسرح‭.‬

تقول‭ ‬الفنانة‭ ‬سلوى‭ ‬محمد‭ ‬على،‭ ‬أرملة‭ ‬المخرج‭ ‬الراحل‭ ‬محسن‭ ‬حلمى،‭ ‬مخرج‭ ‬عرض”ألف‭ ‬ليله‭ ‬وليلة”‭: ‬“الفنان‭ ‬يحيى‭ ‬الفخرانى‭ ‬قال‭ ‬لى‭ ‬إنه‭ ‬سيضيف‭ ‬اسم‭ ‬الراحل‭ ‬محسن‭ ‬حلمى‭ ‬على‭ ‬التترات‭ ‬فى‭ ‬تصوير‭ ‬العرض،‭ ‬وأيضاً‭ ‬سيتم‭ ‬ذكر‭ ‬الاسم‭ ‬على”البانفليت”‭ ‬الدعائى‭ ‬للعرض،‭ ‬وانا‭ ‬فى‭ ‬إنتظار‭ ‬افتتاح‭ ‬العرض‭ ‬يوم‭ ‬17‭ ‬من‭ ‬الشهر‭ ‬الجارى،‭ ‬هذا‭ ‬على‭ ‬اعتبار‭ ‬أنه‭ ‬سيذكر‭ ‬اسم‭ ‬محسن‭ ‬حلمى”‭.‬

وتضيف‭ ‬سلوى‭: ‬“كل‭ ‬المخرجين‭ ‬المسرحيين‭ ‬الذين‭ ‬تحدثوا‭ ‬عن‭ ‬هذه‭ ‬الظاهرة‭ ‬“عندهم‭ ‬حق”،‭ ‬سأتدخل‭ ‬إذا‭ ‬تم‭ ‬عرض‭ ‬المسرحية‭ ‬مع‭ ‬وجود‭ ‬تشابه‭ ‬مع‭ ‬محتوى‭ ‬العرض‭ ‬والرؤية‭ ‬الإخراجية‭ ‬لمحسن‭ ‬حلمى،‭ ‬واذا‭ ‬تم‭ ‬ذلك‭ ‬وأُخذ‭ ‬من‭ ‬رؤية‭ ‬محسن‭ ‬الإخراجية‭ ‬سيكون‭ ‬ذلك‭ ‬تصرف‭ ‬لا‭ ‬يعجبنى‭ ‬ويخلو‭ ‬من‭ ‬“اللطف‭ ‬والتقدير”‭ ‬غير‭ ‬ذلك‭ ‬هم‭ ‬أحرار،‭ ‬خاصة‭ ‬أن‭ ‬حتى‭ ‬هذه‭ ‬اللحظة‭ ‬لا‭ ‬يوجد‭ ‬ما‭ ‬يمنع‭ ‬من‭ ‬تصوير‭ ‬العرض‭ ‬بنفس‭ ‬الرؤية‭ ‬الاخراجية‭ ‬لمحسن‭ ‬حلمى،‭ ‬لأنه‭ ‬يوجد‭ ‬نسخة‭ ‬إخراج‭ ‬وفيديو‭ ‬للمسرحية،‭ ‬لكن‭ ‬بما‭ ‬أنك‭ ‬اخترت‭ ‬تقديمها‭ ‬فى‭ ‬مكان‭ ‬أخر‭ ‬وهذا‭ ‬حقه،‭ ‬لكن‭ ‬مع‭ ‬مراعاة‭ ‬الإنسانيات‭ ‬و”العشم”‭ ‬بين‭ ‬الزملاء”‭.‬

وعن‭ ‬تمسك‭ ‬الفخرانى‭ ‬بعروضه‭ ‬القديمة‭ ‬تضيف‭ ‬سلوى‭: ‬“لا‭ ‬أعرف‭ ‬سبب‭ ‬تمسكه‭ ‬بالعروض‭ ‬التى‭ ‬قدمها‭ ‬واصراره‭ ‬على‭ ‬إعادتها‭ ‬مرة‭ ‬أخرى،‭ ‬لماذا‭ ‬الممثل‭ ‬يقدم‭ ‬دور‭ ‬قدمه‭ ‬قبل‭ ‬ذلك؟،‭ ‬الأفضل‭ ‬تقديم‭ ‬دور‭ ‬جديد،‭ ‬توجد‭ ‬شخصيات‭ ‬كثيرة‭ ‬تناسبه‭ ‬لم‭ ‬يقدمها‭ ‬واذا‭ ‬قدمها‭ ‬يستمتع‭ ‬بها‭ ‬الجمهور‭ ‬مثل‭ ‬“مولير”،‭ ‬والفخرانى‭ ‬يستطيع‭ ‬تقديم‭ ‬جميع‭ ‬شخصيات‭ ‬“مولير”،‭ ‬هنا‭ ‬لا‭ ‬أقصد‭ ‬شخصية‭ ‬“مولير”‭ ‬على‭ ‬وجه‭ ‬التحديد،‭ ‬ولكن‭ ‬تقديم‭ ‬شخصيات‭ ‬مختلفة‭ ‬تتناسب‭ ‬معه،‭ ‬لا‭ ‬مانع‭ ‬من‭ ‬عرض‭ ‬مسرحية‭ ‬“ربرتوار”‭ ‬عرضت‭ ‬قبل‭ ‬ذلك،‭ ‬ولكن‭ ‬الجميع‭ ‬يعلم‭ ‬أن‭ ‬كل‭ ‬مخرج‭ ‬يعرض‭ ‬المسرحية‭ ‬برؤية‭ ‬إخراجية‭ ‬مختلفة‭ ‬وجديدة‭ ‬وبطل‭ ‬مختلف‭ ‬لإعادة‭ ‬العرض‭ ‬مرة‭ ‬أخرى،‭ ‬على‭ ‬سبيل‭ ‬المثال‭ ‬مسرحية‭ ‬“هاملت”‭ ‬عرضت‭ ‬عشرات‭ ‬المرات‭ ‬ولكن‭ ‬لا‭ ‬يوجد‭ ‬مخرج‭ ‬كرر‭ ‬البطل‭ ‬فى‭ ‬كل‭ ‬عرض،‭ ‬مخرجين‭ ‬مختلفين‭ ‬قدموا‭ ‬المسرحية،‭ ‬ولكن‭ ‬ليس‭ ‬بنفس‭ ‬البطل،‭ ‬فلم‭ ‬أشاهد‭ ‬ذلك،‭ ‬أخرج‭ ‬الراحل‭ ‬محسن‭ ‬حلمى‭ ‬“ليلة‭ ‬من‭ ‬ألف‭ ‬ليلة”‭ ‬لأول‭ ‬مرة‭ ‬عام‭ ‬1994‭ ‬علي‭ ‬المسرح‭ ‬القومي‭ ‬وشارك‭ ‬في‭ ‬بطولتها‭ ‬معه‭ ‬كل‭ ‬من‭ ‬علي‭ ‬الحجار‭ ‬وأنغام‭ ‬وكان‭ ‬من‭ ‬انتاج‭ ‬دار‭ ‬الاوبرا‭ ‬وحقق‭ ‬العرض‭ ‬وقت‭ ‬عرضه‭ ‬نجاحا‭ ‬جماهيريا‭ ‬كبيرا،‭ ‬أما‭ ‬المرة‭ ‬الثانية‭ ‬فكانت‭ ‬عام‭ ‬2015‭ ‬علي‭ ‬المسرح‭ ‬القومي‭ ‬أيضًا‭ ‬ولكن‭ ‬بعد‭ ‬تجديده‭ ‬وعرض‭ ‬لأكثر‭ ‬من‭ ‬ثلاث‭ ‬سنوات‭ ‬وحقق‭ ‬أعلي‭ ‬إيراد‭ ‬في‭ ‬تاريخ‭ ‬البيت‭ ‬الفني‭ ‬للمسرح‭ ‬بلغت‭ ‬8‭ ‬ملايين‭ ‬جنيه،‭ ‬وهو‭ ‬العرض‭ ‬الوحيد‭ ‬الذى‭ ‬حقق‭ ‬هذه‭ ‬الايرادات،‭ ‬وكان‭ ‬من‭ ‬المفترض‭ ‬تصوير‭ ‬العرض‭ ‬ولكن‭ ‬لم‭ ‬يتم‭ ‬تصويره،‭ ‬وكنت‭ ‬اتمنى‭ ‬ان‭ ‬يتم‭ ‬تصوير‭ ‬العرض‭ ‬برؤية‭ ‬محسن‭ ‬حلمى”‭.‬

لجوء‭ ‬يحيى‭ ‬الفخرانى‭ ‬لإعادة‭ ‬مسرحية‭ ‬“ليلة‭ ‬من‭ ‬ألف‭ ‬ليلة”،‭ ‬هو‭ ‬استثمار‭ ‬النجاح‭ ‬السابق‭ ‬للمسرحية‭ ‬بعد‭  ‬تقديمها‭ ‬على‭ ‬خشبة‭ ‬المسرح‭ ‬القومي‭ ‬بمسرح‭ ‬الدولة،‭ ‬هكذا‭ ‬بدأ‭ ‬الدكتور‭ ‬سامح‭ ‬مهران‭ ‬حديثه‭ ‬عن‭ ‬إعادته‭ ‬تقديمها‭ ‬على‭ ‬خشبة‭ ‬المسرح‭ ‬الخاص،‭ ‬مضيفاً‭ ‬أنه‭ ‬فى‭ ‬كل‭ ‬مرة‭ ‬يتم‭ ‬فيها‭ ‬إعادة‭ ‬عرض‭ ‬مرة‭ ‬أخرى‭ ‬ليس‭ ‬شرط‭ ‬أن‭ ‬يتحقق‭ ‬استثمار‭ ‬هذا‭ ‬النجاح،‭ ‬فليس‭ ‬كل‭ ‬“ريبرتوار”‭ ‬يحقق‭ ‬نجاحا،‭ ‬وإذا‭ ‬قدمه‭ ‬الفخرانى‭ ‬او‭ ‬غيره‭ ‬بنفس‭ ‬الشكل‭ ‬الذى‭ ‬نجح‭ ‬به‭ ‬قبل‭ ‬ذلك‭ ‬مع‭ ‬مرور‭ ‬العمر‭ ‬لا‭ ‬أعتقد‭ ‬أنه‭ ‬سيوفق‭ ‬فى‭ ‬هذه‭ ‬التجربة،‭ ‬فهذه‭ ‬ليست‭ ‬المرة‭ ‬الأولى‭ ‬التي‭ ‬يعيد‭ ‬فيها‭ ‬الفخراني‭ ‬أعماله‭ ‬المسرحية‭ ‬وينقلها‭ ‬من‭ ‬مسرح‭ ‬الدولة‭ ‬لمسرح‭ ‬القطاع‭ ‬الخاص‭ ‬فقد‭ ‬أعاد‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬مسرحية‭ ‬“الملك‭ ‬لير”‭ ‬وقدمها‭ ‬مرة‭ ‬أخرى‭ ‬بمخرج‭ ‬جديد‭ ‬في‭ ‬مسرح‭ ‬القطاع‭ ‬الخاص،‭ ‬أيضاً‭ ‬“ليله‭ ‬من‭ ‬الف‭ ‬ليلة”‭ ‬حققت‭ ‬نجاحا‭ ‬كبيرا‭ ‬فى‭ ‬أول‭ ‬عرض‭ ‬لها‭ ‬،‭ ‬الأمر‭ ‬ليس‭ ‬سوى‭ ‬إعادة‭ ‬إحياء‭ ‬الأعمال‭ ‬التى‭ ‬قدمها‭ ‬وحققت‭ ‬نجاحا‭ ‬كبيرا،‭ ‬واستثمار‭ ‬نجاحاته‭ ‬السابقة،‭ ‬وسنحكم‭ ‬على‭ ‬التجربة‭ ‬بعد‭ ‬مشاهدتها،‭ ‬هل‭ ‬بها‭ ‬أى‭ ‬جديد‭ ‬حتى‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬الأداء‭ ‬أم‭ ‬لا؟،‭ ‬هل‭ ‬ستختلف‭ ‬عرض‭ ‬المسرحية‭ ‬فى‭ ‬القطاع‭ ‬الخاص‭ ‬بعد‭ ‬مرور‭ ‬سنوات‭ ‬من‭ ‬عرضها‭ ‬فى‭ ‬مسرح‭ ‬القطاع‭ ‬العام؟،‭ ‬المسرح‭ ‬فى‭ ‬معظم‭ ‬انحاء‭ ‬العالم‭ ‬دائما‭ ‬يعيد‭ ‬الصله‭ ‬بتجاربه‭ ‬السابقة‭ ‬عبر”الريبرتوار”‭.‬

ويستكمل‭ ‬مهران‭ ‬حديثه‭ ‬قائلاً‭: ‬“مسرح‭ ‬الدولة‭ ‬يعقد‭ ‬عقود‭ ‬“إذعان”،‭ ‬بمعنى‭ ‬الحصول‭ ‬على‭ ‬الحق‭ ‬الأدبى‭ ‬أو‭ ‬المصنف،‭ ‬لمدة‭ ‬5‭ ‬سنوات‭ ‬ويتم‭ ‬تجميده‭ ‬وحبسه،‭ ‬فى‭ ‬الدول‭ ‬الاوروبية‭ ‬الأمر‭ ‬مختلف‭ ‬فى‭ ‬هذا‭ ‬الشأن،‭ ‬وهو‭ ‬يتم‭ ‬شراء‭ ‬النص‭ ‬لمدة‭ ‬عرضه،‭ ‬مع‭ ‬الاتفاق‭ ‬على‭ ‬مدة‭ ‬عرض‭ ‬محددة،‭ ‬وبعد‭ ‬إنتهاء‭ ‬هذه‭ ‬المدة،‭ ‬يحق‭ ‬التصرف‭ ‬فى‭ ‬هذا‭ ‬النص،‭ ‬ولكن‭ ‬فى‭ ‬مصر‭ ‬يظل‭ ‬النص‭ ‬حبيس‭ ‬الإدراج‭ ‬لمدة‭ ‬5‭ ‬سنوات،‭ ‬حبس‭ ‬المصنف‭ ‬بهذا‭ ‬الشكل‭ ‬خطأ‭ ‬جسيم،‭ ‬لان‭ ‬من‭ ‬الممكن‭ ‬عرض‭ ‬النص‭ ‬فى‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬مكان‭ ‬خلال‭ ‬هذه‭ ‬المدة،‭ ‬وهذا‭ ‬مصدر‭ ‬دخل‭ ‬للمبدع،‭ ‬ولابد‭ ‬من‭ ‬تدخل‭ ‬الدولة‭ ‬لتصحيح‭ ‬عقود‭ ‬الإذعان‭ ‬التى‭ ‬تبرمها،‭ ‬فلك‭ ‬أن‭ ‬تتخيل‭ ‬يتم‭ ‬التوقيع‭ ‬والتنازل‭ ‬عن‭ ‬كافة‭ ‬الحقوق‭ ‬فى‭ ‬حالة‭ ‬تصوير‭ ‬العمل‭ ‬تليفزيونياً،‭ ‬لا‭ ‬يوجد‭ ‬ذلك‭ ‬فى‭ ‬دول‭ ‬العالم،‭ ‬هذه‭ ‬الأوضاع‭ ‬الشائكة‭ ‬يجب‭ ‬تعديلها‭ ‬خلال‭ ‬الأيام‭ ‬القادمة،‭ ‬وطالبت‭ ‬بالتعديل‭ ‬عندما‭ ‬كنت‭ ‬أشغل‭ ‬منصب‭ ‬عضو‭ ‬مقرر‭ ‬لجنة‭ ‬المسرح،‭ ‬لانه‭ ‬ذلك‭ ‬فى‭ ‬صالح‭ ‬الفنان‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬إعطائه‭ ‬فرصة‭ ‬للإبداع،‭ ‬أفضل‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬يظل‭ ‬النص‭ ‬حبيس‭ ‬لمدة‭ ‬5‭ ‬سنوات،‭ ‬هذا‭ ‬ليس‭ ‬معقول،‭ ‬أضف‭ ‬إلى‭ ‬ذلك‭ ‬يُنسى‭ ‬العمل،‭ ‬دون‭ ‬أن‭ ‬يتم‭ ‬بيعه‭ ‬لهيئة‭ ‬قصور‭ ‬الثقافة‭ ‬ولو‭ ‬بمقابل‭ ‬مادى‭ ‬أقل،‭ ‬بهدف‭ ‬استمرار‭ ‬المسرحية”‭.‬

المخرج‭ ‬مراد‭ ‬منير‭ ‬يتفق‭ ‬أيضاً‭ ‬مع‭ ‬الدكتور‭ ‬سامح‭ ‬مهران،‭ ‬وحمّل‭ ‬وزارة‭ ‬الثقافة‭ ‬المسئولية‭ ‬مضيفاً‭: ‬“يجب‭ ‬عند‭ ‬كتابة‭ ‬العقد‭ ‬يتم‭ ‬إضافة‭ ‬بند‭ ‬فى‭ ‬العقد‭ ‬أنه‭ ‬سيتم‭ ‬تصوير‭ ‬الرواية‭ ‬وفى‭ ‬هذه‭ ‬الحالة‭ ‬لا‭ ‬يستطيع‭ ‬الفنان‭ ‬او‭ ‬غيره‭ ‬عرضها‭ ‬مرة‭ ‬أخرى‭ ‬خارج‭ ‬القطاع،‭ ‬وأضم‭ ‬صوتى‭ ‬لصوتك‭ ‬وأسال‭ ‬الفخرانى‭ ‬“لماذا‭ ‬تقدم‭ ‬أعمالك‭ ‬القديمة؟،‭ ‬مسرحية‭ ‬“الف‭ ‬ليلة‭ ‬وليلة”‭ ‬قدمت‭ ‬منذ‭ ‬سنوات،‭ ‬ليس‭ ‬بها‭ ‬سحر‭ ‬جديد،‭ ‬من‭ ‬الأفضل‭ ‬تقديم‭ ‬عرض‭ ‬جديد،هل‭ ‬هذه‭ ‬الأعمال‭ ‬تراث‭ ‬فنى؟،‭ ‬“أنت‭ ‬يحيى‭ ‬الفخرانى”‭ ‬ممثل‭ ‬كبير،‭ ‬نريد‭ ‬منك‭ ‬أعمال‭ ‬جديدة‭ ‬معاصرة،‭ ‬او‭ ‬أعمال‭ ‬تاريخية‭ ‬جديد،‭ ‬ولكن‭ ‬الجميع‭ ‬يبحث‭ ‬عن‭ ‬السهل”‭.‬

ويتحدث‭ ‬المخرج‭ ‬عصام‭ ‬السيد‭ ‬عن‭ ‬هذه‭ ‬التجربة‭ ‬قائلاً‭: ‬“يحيى‭ ‬الفخرانى‭ ‬ليس‭ ‬الأول‭ ‬والأخير‭ ‬الذى‭ ‬يعيد‭ ‬تقديم‭ ‬أعماله‭ ‬التى‭ ‬قدمها‭ ‬وحققت‭ ‬نجاح‭ ‬كبير‭ ‬بصرف‭ ‬النظر‭ ‬إذا‭ ‬كان‭ ‬سيتم‭ ‬إعادة‭ ‬هذه‭ ‬الأعمال‭ ‬فى‭ ‬نفس‭ ‬القطاع‭ ‬او‭ ‬قطاع‭ ‬أخر‭ ‬بشكل‭ ‬جديد‭ ‬وفنانين‭ ‬جدد،‭ ‬الفخرانى‭ ‬يقوم‭ ‬بإعادة‭ ‬تقديم‭ ‬الأعمال‭ ‬الناجحة‭ ‬التى‭ ‬قدمها‭ ‬قبل‭ ‬ذلك‭ ‬حتى‭ ‬يضمن‭ ‬نجاحها‭ ‬مرة‭ ‬أخرى”‭.‬

‭ ‬وعن‭ ‬إختلاف‭ ‬الرؤية‭ ‬الإخراجية‭ ‬فى‭ ‬كل‭ ‬عرض‭ ‬يضيف‭ ‬السيد‭: ‬“تقديم‭ ‬مسرحية‭ ‬“الف‭ ‬ليله‭ ‬وليله”‭ ‬فى‭ ‬القطاع‭ ‬الخاص‭ ‬سيطلب‭ ‬العرض‭ ‬إختلافاً‭ ‬جوهرياً‭ ‬من‭ ‬حيث‭ ‬الإنتاج‭ ‬والديكورات‭ ‬والملابس‭ ‬والنجوم‭ ‬عن‭ ‬ديكورات‭ ‬وملابس‭ ‬العرض‭ ‬القديم‭ ‬مثلما‭ ‬شاهدنا‭ ‬إعادة‭ ‬مسرحية‭ ‬“الملك‭ ‬لير”‭ ‬وبالتالى‭ ‬هذا‭ ‬أول‭ ‬إختلاف‭ ‬بين‭ ‬القطاعين‭ ‬الذى‭ ‬يعطى‭ ‬الفرصة‭ ‬للجمهور‭ ‬لمشاهدتها‭ ‬مرة‭ ‬أخرى‭ ‬بشكل‭ ‬مختلف،‭ ‬ولا‭ ‬يمكن‭ ‬مقارنة‭ ‬تجربة‭ ‬مسرحية‭ ‬“الملك‭ ‬لير”‭ ‬بمسرحية‭ ‬“ليلة‭ ‬من‭ ‬الف‭ ‬ليله”‭ ‬كل‭ ‬عرض‭ ‬له‭ ‬ظروفه‭ ‬الخاصة”‭.‬

المخرج‭ ‬والناقد‭ ‬المسرحي‭ ‬الدكتور‭ ‬عمرو‭ ‬دوارة‭ ‬لا‭ ‬يفضل‭ ‬استثمار‭ ‬بعض‭ ‬النجوم‭ ‬للنجاح‭ ‬الجماهيري‭ ‬والفني‭ ‬لبعض‭ ‬عروضهم‭ ‬المسرحية‭ ‬بإعادة‭ ‬تقديمها‭ ‬لأكثر‭ ‬من‭ ‬مرة‭ ‬وصفه‭ ‬بمصطلح‭ ‬“الإفلاس‭ ‬الفني”،‭ ‬ولكنه‭ ‬يحبذ‭ ‬استخدام‭ ‬تعبير‭ ‬إهدار‭ ‬الفرص‭ ‬والطاقات‭ ‬والخبرات‭.‬

ويضيف‭ ‬دوارة‭: ‬“هذا‭ ‬التوصيف‭ ‬يتطابق‭ ‬أيضا‭ ‬مع‭ ‬حرص‭ ‬وإصرار‭ ‬بعض‭ ‬النجوم‭ ‬على‭ ‬استثمار‭ ‬نجاح‭ ‬عروضهم‭ ‬باستمرار‭ ‬عرضها‭ ‬لعدة‭ ‬سنوات‭ ‬ولعل‭ ‬أشهر‭ ‬مثال‭ ‬على‭ ‬ذلك‭ ‬الفنان‭ ‬عادل‭ ‬إمام‭ ‬الذي‭ ‬يمكن‭ ‬توثيق‭ ‬تجربته‭ ‬المسرحية‭ ‬ببطولة‭ ‬خمسة‭ ‬مسرحيات‭ ‬فقط‭ ‬“مدرسة‭ ‬المشاغبين،‭ ‬شاهد‭ ‬ما‭ ‬شفش‭ ‬حاجة،‭ ‬سيد‭ ‬الشغال،‭ ‬الزعيم،‭ ‬بودي‭ ‬جارد”،‭ ‬وبالتالي‭ ‬فقد‭ ‬أهدر‭ ‬طاقاته‭ ‬وخبراته‭ ‬في‭ ‬استمرار‭ ‬تقديم‭ ‬كل‭ ‬مسرحية‭ ‬منها‭ ‬لمدة‭ ‬ست‭ ‬سنوات‭ ‬تقريبا،‭ ‬في‭ ‬نفس‭ ‬الوقت‭ ‬الذي‭ ‬كان‭ ‬يمكنه‭ ‬إثراء‭ ‬مسرحنا‭ ‬المصري‭ ‬والعربي‭ ‬بمسرحية‭ ‬جديدة‭ ‬على‭ ‬الأقل‭ ‬كل‭ ‬عام‭ ‬كما‭ ‬حرص‭ ‬على‭ ‬ذلك‭ ‬كل‭ ‬نجوم‭ ‬المسرح‭ ‬الكبار”نجيب‭ ‬الريحاني،‭ ‬علي‭ ‬الكسار،‭ ‬إسماعيل‭ ‬يس،‭ ‬عبد‭ ‬المنعم‭ ‬مدبولي”‭ ‬وكذلك‭ ‬من‭ ‬أبناء‭ ‬جيله‭ ‬الفنانين‭ ‬“سمير‭ ‬غانم‭ ‬ومحمد‭ ‬صبحي”‭ ‬على‭ ‬سبيل‭ ‬المثال”‭.‬

ويتابع‭ ‬دوارة‭: ‬“قرار‭ ‬إعادة‭ ‬يحيى‭ ‬الفخراني‭ ‬لمسرحية‭ ‬“ليلة‭ ‬من‭ ‬ألف‭ ‬ليلة”‭ ‬للمرة‭ ‬الثالثة‭ ‬بإحدى‭ ‬فرق‭ ‬القطاع‭ ‬الخاص‭ ‬بعدما‭ ‬سبق‭ ‬له‭ ‬إعادته‭ ‬لمسرحية‭ ‬“الملك‭ ‬لير”‭ ‬أيضا‭ ‬يثير‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬قضية‭ ‬ويطرح‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬استفهام،‭ ‬ولعل‭ ‬أبرزها‭ ‬الحقوق‭ ‬الأدبية‭ ‬لقطاع‭ ‬مسرح‭ ‬الدولة‭ ‬التي‭ ‬منحته‭ ‬فرصة‭ ‬الشهرة‭ ‬والتألق،‭ ‬لقد‭ ‬سبق‭ ‬له‭ ‬المشاركة‭ ‬في‭ ‬بطولة‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬عرض‭ ‬بفرق‭ ‬مسارح‭ ‬القطاع‭ ‬الخاص‭ ‬ومن‭ ‬أبرزها”‭ ‬بكالوريوس‭ ‬في‭ ‬حكم‭ ‬الشعوب،‭ ‬راقصة‭ ‬قطاع‭ ‬عام،‭ ‬سعدون‭ ‬المجنون،‭ ‬البحر‭ ‬بيضحك‭ ‬ليه،‭ ‬كيمو‭ ‬والفستان‭ ‬الأزرق،‭ ‬ولكنه‭ ‬لم‭ ‬يحقق‭ ‬في‭ ‬أي‭ ‬منها‭ ‬ذلك‭ ‬النجاح‭ ‬الذي‭ ‬حققه‭ ‬بفرق‭ ‬مسارح‭ ‬الدولة‭ ‬منذ‭ ‬أول‭ ‬عروضه‭ ‬حب‭ ‬وفركشة‭ ‬“بفرقة‭ ‬أنغام‭ ‬الشباب”‭ ‬ومرورا‭ ‬بمسرحيات‭ ‬“الطيب‭ ‬والشرير”‭ (‬بفرقة‭ ‬المسرح‭ ‬الحديث‭)‬،‭ ‬ومسرحيات”البهلوان،‭ ‬غراميات‭ ‬عطوة‭ ‬أبو‭ ‬مطوة،‭ ‬جوازة‭ ‬طلياني،‭ ‬الملك‭ ‬لير،‭ ‬ليلة‭ ‬من‭ ‬ألف‭ ‬ليلة‭ (‬بفرقة‭ ‬المسرح‭ ‬القومي‭). ‬ويتضح‭ ‬مما‭ ‬سبق‭ ‬أنه‭ ‬قد‭ ‬حقق‭ ‬نجاحه‭ ‬وشهرته‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬مسرح‭ ‬الدولة‭ ‬والذي‭ ‬ظل‭ ‬يرحب‭ ‬بالتعاون‭ ‬معه‭ ‬ويفتح‭ ‬له‭ ‬أبوابه‭ ‬دائما‭ ‬ويسخر‭ ‬له‭ ‬كل‭ ‬الامكانيات‭ ‬المتاحة‭ ‬بل‭ ‬وغير‭ ‬المتاحة‭ ‬أيضا،‭ ‬وتقتضي‭ ‬الحقيقة‭ ‬أن‭ ‬أقرر‭ ‬بأن‭ ‬كثير‭ ‬من‭ ‬الشروط‭ ‬والمتطلبات‭ ‬الفنية‭ ‬للفخراني‭ ‬والتي‭ ‬كان‭ ‬يصعب‭ ‬تحقيقها‭ ‬بصفة‭ ‬عامة‭ ‬بعروض‭ ‬مسارح‭ ‬الدولة‭ ‬قد‭ ‬تم‭ ‬الاستجابة‭ ‬لها‭ ‬وتوفيرها‭ ‬له،‭ ‬بعدما‭ ‬نجح‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬خبراته‭ ‬ضمان‭ ‬النجاح‭ ‬لعروضه‭ ‬بالتغلب‭ ‬على‭ ‬جميع‭ ‬الإجراءات‭ ‬الروتينية‭ ‬التي‭ ‬قد‭ ‬تحد‭ ‬من‭ ‬نجاحه”‭.‬

ويضيف‭: ‬“لذا‭ ‬كنت‭ ‬أرى‭ ‬أن‭ ‬مسرح‭ ‬الدولة‭ ‬هو‭ ‬الأحق‭ ‬باستكمال‭ ‬نجاحاته‭ ‬معه‭ ‬بإعادة‭ ‬تقديم‭ ‬تلك‭ ‬المسرحيات‭ ‬التي‭ ‬يصر‭ ‬على‭ ‬إعادتها،‭ ‬وإن‭ ‬كنت‭ ‬أحبذ‭ ‬بالطبع‭ ‬مشاركته‭ ‬بعروض‭ ‬جديدة‭ ‬تضاف‭ ‬إلى‭ ‬رصيده‭ ‬الفعلي‭ ‬بعدما‭ ‬وصل‭ ‬إلى‭ ‬مرحلة‭ ‬استكمال‭ ‬النجاحات‭ ‬الفنية‭ ‬وتجاوز‭ ‬جميع‭ ‬مراحل‭ ‬تحقيق‭ ‬الذات‭ ‬والبحث‭ ‬عن‭ ‬الشهرة‭ ‬أو‭ ‬الحصول‭ ‬على‭ ‬المكاسب‭ ‬المادية،‭ ‬أتمنى‭ ‬أن‭ ‬نستثمر‭ ‬طاقات‭ ‬وخبرات‭ ‬وامكانيات‭ ‬الفنان‭ ‬يحيى‭ ‬الفخراني‭ ‬في‭ ‬تقديم‭ ‬عروض‭ ‬جديدة،‭ ‬وحتى‭ ‬في‭ ‬حالة‭ ‬إصراره‭ ‬على‭ ‬إعاد‭ ‬تقديم‭ ‬بعضها‭ ‬كنت‭ ‬أفضل‭ ‬تقديمها‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬فرق‭ ‬مسارح‭ ‬الدولة‭ ‬شريكته‭ ‬في‭ ‬تحقيق‭ ‬النجاح”‭.‬

 

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة