سميرة عبد العزيز
سميرة عبد العزيز: ندمانة على عدم الاستماع لمحفوظ عبد الرحمن
الثلاثاء، 17 أغسطس 2021 - 02:00 م
هيا فرج الله
الفن بالنسبة لها رسالة، ومنهج حياة، ظهرت موهبتها منذ الصغر، وعلى الرغم من أن والدها عارض امتهانها التمثيل فى البداية، إلا أنه سرعان ما آمن بموهبتها، ودعمها، خاصة بعد تكريم الرئيس جمال عبد الناصر لها، ما بين الإذاعة والتليفزيون والمسرح قدمت سميرة عبد العزيز، عشرات الأعمال المميزة، وتعود من جديد للوقوف على خشبة المسرح بالتعاون مع محمد صبحي، ذكريات أعمالها، وأهم المواقف التى صادفتها وأمور أخرى فى الحوار التالي.
< بدايةً.. “نجوم الضهر”.. التعاون الثاني مع محمد صبحي.. فهل هو سر عودتك لخشبة المسرح؟
< أعمل مع الفنان القدير محمد صبحي منذ ٣ سنوات، ففي البداية قدمنا مسرحية “خيبتنا”، وحاليا ننشغل ببروفات مسرحية “نجوم الضهر” التي سيتم افتتاحها الشهر القادم، وأيضا نقوم بالتحضير لمسرحية “عيلة اتعملها بلوك” وكنت قد انضممت لمحمد صبحي من مدة، منذ وفاة زوجي الكاتب محفوظ عبد الرحمن، وهو من شجعني على العودة للفن والعمل مرة أخرى لأنني كنت قررت أن أعتكف، ولكن عندما حضرت أحد مسرحيات صبحي، وهي “غزل البنات” أعجبت بالعمل والمكان، وأخبرته أنني من زمان أحب أعماله، فقال لي إن لديه عملا جديدا وعرض علي العمل ووافقت وقد كان.
< -كيف تسير كواليس الأعمال مع محمد صبحي؟
< كواليس جيدة جدا، مثلها مثل كواليس المسرح القومي وفرقة الإسكندرية، فهو لا يسمح أبدا بالتأخير في المواعيد، بالإضافة إلى أنه منظم بالدرجة الأولى، ومنضبط لهذا أحببت العمل معه، فهذا هو النوع الذي أحب أن أشترك فيه، فلا أحب الفوضي.
< بالتأكيد كان يعرض عليك الكثير من الأعمال في الأوقات السابقه.. لماذا وافقتِ على الاشتراك مع محمد صبحي تحديدا؟
< لأنه ذكرني بالمسرح الذي تعودت وتربيت عليه “المسرح الصح” واحترام العمل نفسه، واحترام خشبة المسرح، وأي دور سيطلبني فيه بالتأكيد لن أمانع أبدًا.
< ماذا عن دورك في مسرحية “نجوم الضهر”؟
< العمل عبارة عن مجموعة قنوات فضائية، وأنا رئيسة إحدى القنوات، وتحدث كثير من التغييرات، والنقد، وتتوالى الأحداث من خلال العرض المسرحي، وهو عرض مختلف تماما عن “عيلة اتعملها بلوك” الذي نقوم بالتحضير له حاليا.
< هل “عيلة اتعملها بلوك” هو عرض مسرحي مرتبط بالسوشيال ميديا ووجودها في حياتنا؟
< لا أبدا، بل هو عرض مسرحي يحكي عن أسرة مصرية تعيش ما يعيشه المجتمع المصري و كل المجتمعات العربية مؤخرا وهو فكرة أن يجلس أفراد الأسرة مع بعضهم البعض، ولكن كل منهم يحمل هاتفه الذكي، ويتصفح مواقع التواصل.
< إذا هل أنتِ شخصية تحب السوشيال ميديا؟
< بالعكس تماما، أنا لا أفضل هذا الشيء وليس لي أي علاقة بها، وأرى أنها “نميمة” ومضيعه للوقت وللطاقة ومليئة بالكذب و الاختراعات، وتقتحم الحياة الشخصية بشكل غير لائق، ومصدر إثارة جدل وشائعات، ليس لها اي اساس من الصحة لمجرد الصدارة، وعندما يرى أولادي وأحفادي أي شيء يتم كتابته علي ويخبروني اخبرهم انني لا أهتم ولا أرد بأي تعليق.
< ماذا إذا عن أزمة محمد رمضان و ما تم تداوله مؤخرا؟
< هذه الواقعة كانت منذ سنتين، ولا أعلم لماذا تم تداولها مؤخرا مره أخرى، وما السر وراء ذلك، ولم يكن رفضي لمحمد رمضان في شخصة، ولكن المؤلف عرض علي أن أقدم دور “أم لبلطجي”، لذلك رفضت الدور نفسه لأنني كنت في فترة لقبت بـ “أم العظماء” لتقديمي أدوار كنت فيها أما لشخصيات عظيمة في التاريخ، ووقتها اعتذرت عن ما حدث من سوء فهم، وكان الموضوع قد انتهي، فأنا أرى أن السوشيال ميديا ما هي إلا فراغ ليس أكثر، ومكان ليس عليه أي رقابة، ومن يريد أن يقول شيئا أو يصرح بشيء يقوله دون الرجوع لمصدر موثوق، فمثلا ابنتي فاجأتنى منذ أيام بخبر مرض الفنانة سميحة أيوب وأنه يقال على لساني إنني أطمئن الجمهور عليها بحكم أنني الصديقة المقربة، و لم يحدث أي شيء مثل هذا من قريب او من بعيد، لا أرى أن السوشيال ميديا مصدر إلهام للاعمال الفنيه لان كل ما بها كذب، والفن عكس ذلك تماما، الفن رسالة راقية تقدم للمجتمع.
< دعينا نعود بالذكريات.. ما العمل الذي تعتبريه علامه فارقة في تاريخك ولا تستطيعي نسيان كواليسه؟
< “ضمير أبلة حكمت” كنت سعيدة جدا بهذا العمل، لأن به رسالة هادفة وراقية، لأنني كنت مديرة مدرسة حريصة على القيم والمبادئ، بالإضافة إلى أنه العمل الذى جمعنى مع القديرة فاتن حمامة، كنت طوال عمري معجبة بها كممثلة، ولكن هذا العمل جعلنا نتقرب بشكل شخصي حتي أصبحت صديقتي لآخر وقتها.
-ما العمل الذي ندمتِ على تقديمه؟
< دور واحد هو الذي ندمت على تقدبمه، وكان محفوظ نصحني بعدم قبوله، ولكنني أصريت على العمل بهذا المسلسل، وقزمت الدور، وكان دورا لمربية بديلة لأم، وكانت زوجة الأب تعاملني معاملة سيئة، وتقلل مني ولم أكن مرتاحة، في البداية شرح لي المؤلف الدور واعتقدت أنه دور جيد، ولكن كلام محفوظ عبد الرحمن كان صحيحا، ولم يكن الدور يليق بي، ولم أتذكر اسم العمل حتى لأنني لم أحبه.
-هل كنتِ تستشيرين زوجك الكاتب محفوظ عبد الرحمن وكان يستشيرك في كل الأعمال؟
< بالتأكيد كنت أحب أن آخذ رأيه في كل ما يعرض علي من أعمال، وكان هو يستشيرني في أفكار الكتابات، وليست الكتابات نفسها، وأكثر ما أتذكره هو مسلسل “أم كلثوم”، وجاءته الفكره عندما حضرنا إحدى الحفلات، وكانت تغني بها بنت صغيرة، وكان صوتها رائعا وبعدما انتهت الحفلة تلاقينا مع والدها ومن خلال الكلام اتضح أنه لا يحب ان تكمل دراسه الموسيقي و الغناء و انها مجرد موهبه وينتهي الموضوع إلي حد الحفله، وليس اكثر من ذلك، ومن هنا فكرنا في المسلسل وأنه يجب ان تتشجع كل البنات الصغيرة ويحافظن على مواهبهن، فربما تصبح إحداهن مثل (كوكب الشرق) في يوم من الأيام.
-ما نقطة الانطلاقه في مسيرتك الفنية؟
نقطة الانطلاقة كان سببها الاجتهاد، وحب العمل نفسه، ولكن أعتبر أن برنامجي الإذاعي “وقال الفيلسوف” هو نقطة البداية، ونجح نجاحا كبيرا واستمر لمدة طويلة، وفي المسرح كان العرض المسرحي “وطني عكا” هو علامة فارقة أيضا، ورقم واحد في حياتي هو الشغل، وليس لدي متعة أخرى ولم أكن احب السهرات والحفلات.
-ألم يؤثر حبك للعمل على بيتك وأسرتك؟
كنت حريصة كل الحرص علي الموازنة بين عملي وبيتي، وألا اقصر في واجبات أي منهما، وزواجي من محفوظ عبد الرحمن شجعني كثيرا، فهو مثلي محب و مخلص و مقدر للعمل، وفخورة بما قدمته للمجتمع من أعمال وأبنائى أيضا، فابنتي مديرة مدرسة، ولدي حفيد مهندس وحفيدة معيدة في الجامعة، وهنا الذكاء الذي يتطلب بالتأكيد إلى مجهود أن يوازن الشخص بين عمله وبيته، فأحيانا كنت استيقظ في السادسة صباحا لاكمل الاعمال المنزليه قبل الذهاب للعمل.
-فكرة عدم انضمام ابنتك او أحفادك الي الوسط الفني هل باختيارهم أم كان لك رأي في ذلك؟
لا، لم أتدخل في هذا الموضوع أبدا، و كان كله باختيارهم، ولكن حفيدي يهوي الموسيقي ولكنها مجرد هواية، وليس بشكل احترافي، برغم أنه اشترك معي في دور صغير في مسلسل “أم كلثوم”.
-كيف كانت بدايتك وهل وجدتِ معارضه من البيت والأسرة؟
في البداية قدمت مسرحية في المدرسة الثانوية، وحصلت على الجائزة الأولى، وجاء لي والدي بمجموعة من مجلات المسرح لأقرأها على سبيل الثقافة ليس أكثر، ولكنه رفض أن أستكمل التمثيل او اتخذه مهنة لي، وعرضت عليه أن أنضم للمعهد العالي للفنون المسرحية ولكنه رفض، و دخلت كلية تجارة جامعة الاسكندرية والتحقت بفريق المسرح وحصلت ايضا على مركز أول، وتكرمت من الرئيس جمال عبد الناصر، ووالدي كان ناصري بالدرجة الأولى، لذلك عندما رأى أن الفن مقدر من الرئيس وافق، لذلك أنا مدينة للرئيس جمال عبد الناصر لانه هو السبب في انطلاقي.
-وكيف كان التعارف بينك والكاتب محفوظ عبد الرحمن؟
كنت في لجنة فنية بالمسرح القومي، وذهبت لمشاهدة مسرحية كان هو مؤلفها، وأعجبتني كثيرا، وعندما سألت على المؤلف، علمت أنه في دولة الكويت، وليس هنا في مصر، وبعدها عرض على مسلسل “عنترة” ووجدت انه ايضا من تأليف محفوظ عبد الرحمن و كان دوري فيه رائع، كنت اجسد دور بنت البلد التي تحدت الجميع لتتزوج من تحب و اعجبني جدا انه يحترم المرأه لدرجة ان رأيها هو الذي يسير، و بعدها جاء مسلسل “محمد الفاتح” من تأليفه ايضا و لكنه كان دور صغير لذلك اعتذرت، ولكن اعتذاري لم يقبل لأنني كنت مطلوبة بالاسم وقتها، وكانت أول مرة التقيت به وتحدثت معه، فكبر الدور لي وتناقشنا وبدأت تجمعنا أعمال، وفي آخر سفر لنا في عجمان ونحن نودع بعضنا عرض على فكرة الزواج، ورفضت لانني لم أكن أريد شيئًا يعطلني عن العمل، وقال لي أنه أيضا يقدر العمل، وبقينا نتحدث سويا لمدة عام، ولم أرد عليه في موضوع الزواج، وفى سفرية لنا كنا في تونس فتح معي الموضوع للمرة الثانية، وطلب أن نتروج في تونس، وفعلا تم كتب الكتاب ومن هنا بدأت القصة.