«العتبة قزاز».. رحلة استعادة الكليم الأرضي في «جحدم» بالصعيد
«العتبة قزاز».. رحلة استعادة الكليم الأرضي في «جحدم» بالصعيد


حكايات| «العتبة قزاز».. رحلة استعادة الكليم الأرضي في «جحدم» بالصعيد

محمود مالك

الثلاثاء، 17 أغسطس 2021 - 06:35 م

«جحدم» قرية غربية تقع على بُعد 13 كيلومترا غرب مدينة أسيوط؛ حيث تجرى عملية جراحية واسعة لإعادة الحياة للكليم الإخميمي والعدوي الذي كان يصدر من هذه القرية الأسيوطية إلى أغلب دول العالم الغربي.

 

اشتهرت «جحدم» وجارتها «بني عُدي» بالحرف اليدوية والتراثية التي باتت ماركة عالمية مسجلة، وكذلك المفارش والطُرح النسائية عن طريق النول العدوي والكليم العدوى، والذي يرجع اسمه إلى القرية التي اشتهرت بصناعته.

 

هنا كل ما تحتاجه هذه الصناعة نول بسيط من أنوال الغزل الخشبية، وألوان الصوف المختلفة التي تشكل شكل الكليم الذي يشبه السجاد؛ حيث لا يوجد منزل في القرية ولا يوجد فيه هذا النول الخاص بغزل الكليم.

 

 

منذ عشرات السنوات كان كل منزل ينتج ويغزل الكليم لبيعه أو لاستعماله منزلياً، حتى أصبحت القرية ذات الـ90 ألف نسمة لا تنتج الكليم والذي بات مهدد باندثار المهنة الصعيدية الأصيلة، وتراجعت المهن التي يمتهنها أهل القرية التجارة في الغلال وصناعة الاكلمة من قديم الزمان.
 

اقرأ أيضًا| «الحيوان الموقر» بأسوان.. أضخم متحف للتماسيح في العالم 

 

ومن هنا بدأ شيوخ القرية رحلة المحاربة من أجل إحياء المهنة التراثية من الاندثار، لاستعادة إنتاج صناعة الكليم  العدوي والإخميمي، بانول الخشبي؛ حيث تتميز هذه الصناعة بقوتها ومتانتها وجودة خاماته وبراعة صناعه اليديوية الحرفية.

 

ويعد أجود أنواع السجاد السياحي كما يتطلع الكثير من السائحين الأجانب إلى اقتنائه لإضفاء لمسات شرقية، واستخدامه في خيام وسرادقات القرى السياحية وبعض القصور والفيلات. 

 

 

ولصناعة الكليم الإخميمي والعدوي يتم اختيار أنواع من الصوف الخام بالألوان المختلفة لغزل سجادة واحدة من الكليم تحمل عددا من الألوان الأحمر والأبيض والبني والأسود والبيج ويتم تنعيمه بنظام التسريح، ثم يتم فرد الأصواف على النول بطريقة معقدة ليصبح المنتج كليماً يشبه سجادة ويتم صناعة مصلاة للصلاة عليها ومفرش مقاعد وماشية أرضية عبارة عن كليم صغير يوضع عند مداخل الأماكن، والكليم الأرضي يسمى بعدة أسماء «الهرمى، جلد النمر والثلاث قمرات، والعتبة قزاز، والثعبان وبلاط الحمام».
 

رشيدة حسين إحدى أمهر سيدات القرية في صناعة الكليم العدوي تقول: «مشكلة اندثار صناعة الكليم ليست لقلة وجود الخامات ولكن سعره القليل الذي يبدأ من 20 جنيها وحتى 150 جنيها هو السبب في خسارته فأسعار الخامات التي يصنع منها الكليم الصعيدي الأصيل أصبحت مرتفعة والوقت الذي يستهلكه من أسبوع وحتى شهرين لذلك يحتاج إلى تبني من الحكومة وتوفير الخامات التي يصنع منها الكليم لترويجه».

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة