الثلاثاء، 17 أغسطس 2021 - 07:07 م

هل هناك إرهاب معتدل؟!  هناك محاولة لمنح صفة «الاعتدال» لحركة «طالبان» فى طبعتها الجديدة وهيمنتها على السلطة فى أفغانستان بعد عشرين عاماً من سقوطها الأول ! يقال فى هذا الصدد إن الحركة تعلمت من تجربة السنوات الماضية، وأنها تعهدت خلال التفاوض مع الأمريكان ألا تعود للممارسات المتطرفة والهمجية التى ارتكبتها فى سنوات حكمها الأول التى انتهت بالسقوط فى عام ٢٠٠١، وأن الحكم فى عهد «الملالى» الجدد لن يكون صورة بالكاربون من الحكم فى إمارة «الملا عمر» التى حولت أفغانستان إلى مركز للإرهاب ونموذج لحكم التطرف الذى يرفع راية الدين زوراً وبهتاناً، ولا يعرف إلا لغة القتل والرجم وتكفير الآخرين وقهر النساء والانتصار لكل ما هو متخلف فكراً وسلوكاً ! المصادر الأمريكية نفسها كانت تروج لشىء من ذلك قبل سقوط «كابول» لتبرر التفاوض مع «طالبان» والاتفاق معها فى عهد «ترامب»، وفتح طريق العودة لها فى عهد «بايدن». ولا شك أن الطريقة التى تم بها السقوط السريع للنظام السابق دون قتال قد أعطى الفرصة لحركة «طالبان» لكى تتجنب -حتى الآن- إظهار السلوك الوحشى الذى جعل العالم يضعها ضمن أخطر جماعات الإرهاب. ومع ذلك.. فالأمم المتحدة تتحدث عن فظائع تقع ومخاوف من الأسوأ، والملايين من الأفغان يحاولون الهروب ولا يصدقون أن «طالبان» يمكن أن تتغير. والعالم يترقب ماذا ستفعل «طالبان» بعد أن تستقر فى السلطة، وبعد أن غنمت ترسانة السلاح الأمريكى فى أفغانستان، وغنمت قبل ذلك اعتراف أمريكا والتوافق معها فى العام الماضى على سيناريو التسليم والتسلم الذى انتهى بسقوط «كابول»! وتبقى علامات استفهام عديدة حول ما حدث وما سيحدث فى أفغانستان.. لكن السؤال الأهم سيبقى: هل يمكن للإرهاب أن يكون معتدلاً؟!