اسامة عجاج
اسامة عجاج


فواصل

العراق.. في انتظار حدث استثنائي

أسامة عجاج

الثلاثاء، 17 أغسطس 2021 - 08:04 م

إذا توافرت الإرادة السياسية لقادة الدولة المشاركة،  فنحن أمام حدث مفصلى فى تاريخ  الشرق الأوسط والمنطقة العربية، اتحدث هنا عن دعوة  رئيس الوزراء العراقى مصطفى الكاظمي، لأول قمة تستضيفها العاصمة بغداد لدول الجوار الجغرافى للعراق، المحدد لها نهاية هذا الشهر،  قائمة المشاركين تضم  تركيا وإيران والسعودية والكويت والأردن بالأساس، ولكن الرؤية العراقية اتسعت لتشمل دولا إقليمية محورية، على رأسها مصر، حيث قدم وزير دفاع العراق جمعة عناد الدعوة للرئيس عبدالفتاح السيسي، اثناء زيارته الأسبوع الماضى الى القاهرة، مع تأكيد الرئيس الفرنسى ماكرون حضوره ومشاركته فى القمة، مع اضافة جهات أخرى أمريكا والاتحاد الأوربي، والإمارات وقطر، ويبدو انه تم استبعاد سوريا من المشاركة فى تلك المرحلة، بعد الأزمة التى افتعلها فالح الفياض رئيس هيئة الحشد الشعبي، الذى حمل رسالة الى الرئيس بشار الأسد، حول المؤتمر، مما اضطر وزارة الخارجية العراقية الى إصدار  بيان، أكدت فيه ان الدعوات تقدم من رئيس الوزراء فقط، باعتباره المسئول عن التنظيم والدعوات، ولعل القائمة النهائية للمشاركين ومستوى التمثيل سيتم الإعلان عنها خلال الأيام القادمة.
القمة حدث استثنائى بكل المقاييس، فقد ظلت الفكرة تراود قادة العراق خلال الأربع سنوات الماضية، دون ان ترى النور، حتى أصبحت حقيقة ماثلة للعيان، ويبقى امر النجاح مرتبطا  بتوافر نوايا طيبة، واستعداد تام من المشاركين، فى الخروج بالقمة من إطارها البروتوكولي، الى التوصل الى «خريطة طريق «تسهم فى  تحقيق أهدافها، التى يمكن تلخيصها فى خلق اجواء من التفاهم بين دول المنطقة، والسعى الى حلحلة التعقيدات التى تتسم بها ازمتها، سواء بين دول الجوار العراقى أو فى ابعادها الدولية، آخر تداعياتها، حرب الناقلات فى الخليج، ومراوحة مباحثات الملف النووى الإيرانى فى جنيف، حيث لم يتم التوصل الى نتائج محددة،  والتى تنعكس سلبا على العديد من ساحات المنطقة فى سوريا واليمن ولبنان، والعراق ذاته، مع تعزيز دور العراق الإقليمي.  
ونستطيع هنا ان نرصد بعض الخطوات المدروسة، وفقا لبرنامج واضح عمل عليه الكاظمي، منذ اليوم الأول لتوليه المنصب فى مايو من العام الماضي، وكلها تصب فى توفير عوامل النجاح للمؤتمر، أو حتى ضمان ان يكون «خطوة «فى الاتجاه الصحيح»، وبارقة أمل «يمكن البناء عليها، اولها السعى الى خروج بلاده من شرنقة الصراع على النفوذ بين إيران وأمريكا ، من خلال  تكريس فكرة التعاون الثلاثى بين بلاده وكل من مصر والأردن - ثانيا - الزيارة الناجحة لكاظمى الى واشنطن، ولقاءاته مع الرئيس جون بايدن، ودوائر اتخاذ القرار فى العاصمة الأمريكية فى الكونجرس والبنتاجون، وكافة الجهات المعنية بالعلاقات الثنائية - ثالثًا - على ان توفر بلاده منصة ومظلة للحوار السعودى الإيراني، بعد قطع العلاقات الثنائية فى بداية عام ٢٠١٦، وسط مؤشرات إيجابية لنتائجه، على الأقل فى استمراريتها، مع تأكيد الرئيس الإيرانى الجديد رئيسي، على عدم وجود عوائق أمام استئنافها، رغم التناقض بين سياساتهما فى العديد من الملفات العربية، كما استطاع الكاظمى  - رابعًا-   نسج علاقات متميزة مع دول مجلس التعاون الخليجي، وفى القلب منها السعودية، التى حرص على زيارتها فى إبريل الماضي، والتوقيع على اتفاقيات للتعاون والتنسيق الاستراتيجي، ويحسب لكاظمى -خامسا -سعيه على علاقات متميزة مع إيران، بما لا يتعارض مع سيادة العراق وأمنه، حيث حرص على ان تكون اول زيارة خارجية له بعد توليه المسئولية لطهران فى يوليو من العام الماضي.  
ويظل السؤال المطروح حول التوقعات الخاصة بنتائج القمة، والتى تتفاوت بين «النجاح» حتى لو كان محدودا، وبين حالة من «التشاؤم» تحيط بها، نظرا لتعقيدات الوضع برمته فى المنطقة، ووجود تباينات مهمة ومصالح متناقضة بين المشاركين، ومهما كان الأمر فانها خطوة فى الاتجاه الصحيح، يمكن البناء عليها.

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة