كل سنة وأنتم بكل الخير وعيدكم سعيد وعساكم من عواده.. مرت أيام العيد بلا طعم ولا لون ولا رائحة! وأعتقد أن شحنة شهر رمضان المعظم بكل ما تضمنته من برامج ومسلسلات كانت سببا أساسيا في هذه الحالة التي سوف ندفع جميعا ثمنا باهظا لها إن نحن لم نتوقف أمامها ونقم بتحليلها وتحديد كل الأخطاء والسلبيات الناجمة عنها.
لا أبالغ عندما أقول إن معظم المسلسلات تناولت ظواهر شاذة وغريبة عن مجتمعنا وخاصة انتشار أعمال البلطجة والجريمة المنظمة والقتل والنهب والسلب والفساد. صحيح أنها قد تكون موجودة ونعاني منها لكنها لا تشكل قاعدة لمجتمع عرف بأخلاقه وقيمه النبيلة والسمحة.
لا تشكل قاعدة نفرضها فرضا علي أولادنا وأحفادنا وبما يؤدي لإشاعة مناخ من الفوضي والانفلات قد يصعب مواجهته خلال سنوات قليلة قادمة.
يخطيء كل من يعتقد أن الحرب التي تواجهها مصر تنحصر فقط في الإرهاب ومحاولات جماعة الإخوان لإعادة عقارب الساعة للوراء من خلال الاستعانة بمنظمات دولية للجريمة والعنف يلجأون لكل الوسائل والطرق للنيل من وحدة النسيج المصري وعمق الانتماء الوطني الذي يولد فينا ونتوارثه جيلا بعد جيل.
أخلاق مصر وثقافة مصر وحضارتها تمثل اليوم هدفا أساسيا لكل الأعداء والحاقدين الذين يزعجهم ويؤرقهم أي خطوة للأمام تقوم بها بلادنا.
تدمير الهوية المصرية يشكل بداية لتدمير مصر وإذا كنا قد نجحنا في ٣٠ يونيه بفضل وحدة شعبنا وصلابة وقوة جيشنا بكل رجالاته فإننا مطالبون اليوم باليقظة من عبث الحاقدين الذين يسعون لتدمير الثقافة والسيطرة علي وسائل الإعلام وكل مجالات الإبداع والفنون ووسائل التواصل التكنولوجي الحديثة.