الأربعاء، 18 أغسطس 2021 - 07:01 م

لعلنا نلاحظ أن السؤال الذى يشغل بال دول عديدة فى العالم اليوم بحثاً عن إجابة شافية هو،..، هل تغيرت حركة طالبان؟!،..، وإذا كان ذلك قد حدث، فما هو قدر هذا التغير؟! هذا السؤال أصبح من الواضح أنه يلح على أذهان دوائر السياسة ومراكز البحث والمتابعة، فى كل الدول والهيئات المهمومة بالشأن الأفغانى وتطوراته الأخيرة فى الشرق والغرب،.، ابتداء من الداخل الأمريكى والغرب الأوروبى على وجه العموم، وصولا إلى عالمنا العربى.. ومرورا قبل ذلك على كل من روسيا والصين والهند، ودول عديدة فى الجوار الإقليمى لأفغانستان مثل إيران وتركيا.. ومن قبلهم باكستان بالطبع. وفى هذا السياق نقول، أن اللافت للانتباه لكل المراقبين والمتابعين للتطورات الجارية على الأراضى الأفغانية، هو الحرص الشديد من جانب حركة طالبان على إعطاء انطباع بأنها تغيرت بالفعل، وأنها أصبحت أقل حدة وأكثر ترويا وميلا للسلم وبعدا عن العنف، وأكثر حكمة فى التعامل وردود الأفعال وفى السلوك والمنهج. وكان ذلك واضحاً من خلال اجتياحها الهادئ للأقاليم الأفغانية دون قتال ودون عنف، ثم دخولها السلمى إلى العاصمة كابول، وقيامها بالحفاظ على الأمن وضمان الاستقرار والهدوء والعمل على انتظام سير الحياة دون فوضى ودون اضطراب. ثم تأكد ذلك فى إعلانها عفواً عاماً عن جميع الموظفين والعاملين فى الدولة، ودعوتهم لمواصلة العمل فى وظائفهم، وزادت فى ذلك بدعوة النساء لمواصلة أعمالهن التى كن يقمن بها فى الإدارات والهيئات المتعددة، ومناشدتها للمواطنين الأفغان للحفاظ على السفارات الأجنبية فى كابول، وعدم المساس بها أو اقتحامها.
 فى ظل هذه التطمينات المقصودة الصادرة عن طالبان بات واضحاً أنها حريصة على إطلاق رسالة واضحة للداخل الأفغانى وللعالم فى ذات الوقت بانها تغيرت بالفعل،..، فهل تلك هى الحقيقة؟! احسب أن الإجابة عن ذلك لن تتأخر كثيراً.