كرم جبر
كرم جبر


إنها مصر

وكان مستحيلاً!

كرم جبر

الأربعاء، 18 أغسطس 2021 - 07:04 م

كان مستحيلاً أن نكون مثلهم، وأن يفر المصريون إلى المطار هروباً من الجحيم، فهذا الشعب يعشق تراب وطنه، ويذود عنه بالأرواح والتضحيات، ولا يتركه أبداً.
جربوا معنا نفس وسائل القمع والتنكيل والانتقام، ولكن المصريين لم يخافوا وقلوبهم من حديد، وخاضوا التحدى إلى النهاية، فلا يمكن لعصابة إجرامية أن تقهر شعباً مهما كان عنفوانها.
وجربوا تعذيب الأبرياء على أسوار الاتحادية، وقتل الشباب فى الميادين، وحصار الأماكن الحيوية والهجوم على أقسام الشرطة، وحرق الممتلكات العامة والخاصة، ولكن لم يقهر الخوف عزيمة المصريين.
وجربوا الميليشيات المسلحة التى أسسها الشاطر لترويع آمنين، وشاهدناهم فى رابعة والنهضة وأمام الاتحادية، بالشوم والعصى والسيوف والجنازير والأسلحة النارية، ولكن ازداد إصرار الناس على عدم الاستسلام.
وجربوا الدعاية السوداء وبث الشائعات ومحاكمات الأبرياء والاحتماء بإعلامهم الفاسد، الذى روج للتطرف والإرهاب، ولكن ظلت إرادة المصريين فوق كل الأكاذيب.
وجربوا الوعود الكاذبة مثل أنهار العسل والمن والسلوى وطائر النهضة وأكياس التمر وزجاجات الزيت، ولكن لم ينطل ذلك على أحد، لأن الأوطان لا تشترى بالأموال.
وكان مستحيلاً أن يفر المصريون، لأن البلد بلدهم والأرض أرضهم والحاضر والمستقبل لهم ولأولادهم، فليرحوا «هم» دون رجعة.
وكانت عناية الله فوق مؤامراتهم.
ففى مصر شعب يعرف قيمة بلده، وشباب نشاهدهم فى كليات العسكرية أسوداً، ويتصدون للإرهاب الأسود بشجاعة واستبسال.
وفيها نساء عظيمات خرجت فى الشوارع غير خائفات من بطش أو تنكيل، وكان خروجهن محفزاً للتصدى لكل صفوف الاعتداءات.
مصر فيها الكثير والكثير.. دولة تضرب جذورها فى أعماق التاريخ وترتفع قامتها عالية فى السماء، دولة حقيقية تمرض ولا تموت، وكانوا هم المرض اللعين، الذى اتحدت إرادة الأمة على التخلص منه.
مصر فيها جيش عظيم، يشبه مصر تماماً فى الملامح والتقاسيم وسمرة البشرة وسواد العيون والصبر وقوة الإرادة، جيش لا يولى وجهه إلا لصالح المصريين، يدافع عنهم لأنهم أهله وناسه، غير أهل وعشيرة الجماعة.
مصر فيها طوابير من صناع الوعى فى كل المجالات، لو أحصيناهم يصل عددهم إلى دولة صغيرة، وهى حراس القوة الناعمة، ويظهرون فى المحن والأزمات لتحصين الأمة ضد دعاوى الفرقة والتشرذم والانقسام.
كان مستحيلاً أن نكون مثلهم، أو أن يبحث المصريون عن مكان آمن، فأرضهم مهما حاول صناع الخوف هى الملاذ والمأوى والحضن الآمن، يحتمون بها فتكون الدرع والسيف.
ماذا نقول؟
الحمد لله.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة