صورة تعبيرية
صورة تعبيرية


بعد وصول طالبان للحكم.. هل تزدهر تجارة المخدرات في العالم؟

سامح فواز

الأربعاء، 18 أغسطس 2021 - 11:48 م

 

بالرغم من إنفاق واشنطن لأكثر من تريليون دولار في أفغانستان على مدار 20 عاما على مكافحة المخدرات، إلا أن هذا لم يمنع طالبان من أن تكون في موقع قوة اليوم، فإن عشرات المليارات التي أنفقت على مكافحة المخدرات لم تكد هي الأخرى تبطئ توطيد أسوأ دولة مخدرات.

قرر الرئيس الأميركي جو بايدن إنهاء حرب أفغانستان التي تعد الأطول في تاريخ الولايات المتحدة، ولكن المفارقة التي التي لا يذكرها أحد أن الخشخاش الذي نجحت طالبان في حظر زراعته مع بداية الحرب، أصبح مرة أخرى المصدر الرئيسي للهيروين العالمي خلال 20 عاما من التدخل الأميركي. 

طالبان و الحشيش

بتلك المقدمة لخصت لوموند (Le Monde) الفرنسية وضع أفغانستان اليوم، مذكرة بأن هذا البلد كان، على مدى 20 عاما، كان غارقا في إنتاج المخدرات والاتجار بها، حيث ارتبط الأفيون بما بين 20% و30% من الناتج القومي الإجمالي الأفغاني، بالرغم من اصدار الملا عمر، الزعيم الراحل لحركة طالبان أمرا يجرم الأفيون باعتباره مخالفا للإسلام، في عام 2000، الا ان العكس هو الذي كان يحدث فأنه بحسب تقارير عالمية ولطالما فرضت الحركة ضرائب على المزارعين الذين يزرعون الخشخاش لتمويل مواردها .
ويدفع للمزارعين حوالى 163 دولارا للكيلوجرام من العصارة السوداء وهي الأفيون الخام الذي يخرج من غلاف بذور الخشخاش عند قطعها بالسكين.
وعند تحويلها إلى هيروين، تبيعها "طالبان" في أسواق المنطقة بثمن يتراوح بين 2300 و3500 دولار للكيلوجرام الواحد.
وإلى حين وصولها إلى أوروبا، تباع بالجملة بـ45 ألف دولار، بحسب خبير غربي يقدم الاستشارة لقوات مكافحة المخدرات الأفغانية والذي طلب عدم الكشف عن هويته.

عصابات المخدرات

وبحسب الصحيفة الفرنسية، فأن هذا الحظر الذي كان من أجل كسر العزلة الدولية التي كان يعاني منها نظام طالبان والذي لا يعترف به من العالم سوى باكستان والسعودية والإمارات، أضعف القاعدة الفلاحية للبلاد، مما ساهم في سرعة سقوط طالبان، خريف عام 2001، أثناء الهجوم الذي شنته الولايات المتحدة عقب هجمات 11 سبتمبر 2001.

الشئ الذي ادي الي عودة أمراء المخدرات الذين طردتهم طالبان إلى اراضيهم بقوة، خاصة في أكثر مقاطعات ولاية "هلمند" إنتاجا للأفيون بالجنوب و"ننجرهار" في الشرق، وعادت أفغانستان عام 2002 بإنتاج 3400 طن من الأفيون، إلى مستوى إنتاجها عام 2000، كما تذكر الصحيفة الفرنسية.

حطمت في 2017 أفغانستان رقما قياسيا جديدا ومحزنا، بإنتاجها 9 آلاف طن من الأفيون، وقد اعترف الرئيس أشرف غني بعجزه عن مكافحة هذه الآفة، فقرر الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب إطلاق عملية العاصفة الحديدية التي قصفت خلالها عشرات الورش التي تحول الأفيون إلى هيروين بواسطة طائرات بي- 53 والطائرات المسيرة.


وتضيف لوموند أنه وعندما تعهد والي "ننجرهار" الحاج عبد القادر بمحاربة المخدرات، اغتيل في وضح النهار في العاصمة كابل في2002، أما نظيره في هلمند، شير محمد أخون زاده، فقد كان على صلة بالمهربين حتى اكتشاف 9 أطنان من الأفيون في مقر إقامته عام 2005، مما كلفه منصبه، فانتقم من الحكومة بنقل 3 آلاف من أفراد مليشياته إلى طالبان.

أما اللواء داود، نائب وزير الداخلية المكلف بمكافحة المخدرات من 2004 إلى 2010، فهو -كما تقول الصحيفة- فقد استهدف، بالدرجة الأولى، الشبكات التي تتنافس مع من يحميهم، في حين أن أحمد والي كرازاي، شقيق رئيس الدولة آنذاك، اتهم علنا بالتواطؤ في تهريب المخدرات جنوب البلاد، وفق ما جاء في تقرير لوموند.

من اقتصاد المخدرات إلى دولة المخدرات

وفي مثل هذه البيئة، لم تشهد حملات المكافحة التي أطلقها حلف "الناتو"، سوى نجاحات قصيرة العمر، حيث اعتبر مدير وكالة المخدرات التابعة للأمم المتحدة عام 2006 أن "أفغانستان انتقلت من اقتصاد المخدرات إلى دولة المخدرات" والعام التالي، تم إنتاج 8200 طن أفيون بأفغانستان، شكلت مصدرا لنحو 90% من الهيروين في العالم.

ولأن الولايات المتحدة ليست متضررة بشكل كبير من الأفيون الأفغاني، فإن الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما تخلى عن خطاب "الحرب على المخدرات" بأفغانستان الذي كان رائجا خلال فترتي سلفه جورج بوش الابن.

الافغاني لاوروبا و المكسيكي لأمريكا

وأشارت الصحيفة إلى أن الهيروين المباع بالسوق الأميركية يأتي بشكل أساسي من المكسيك، في حين أن المخدرات المنتجة والمكررة في أفغانستان هي التي تعيث فسادا في أوروبا، إذ يوجد في فرنسا وحدها أكثر من 150 ألف مدمن على الهيروين.

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة