موضوعية
موضوعية


عودة طالبان.. هزيمة أمريكية أم إعادة تدوير للإرهاب ؟

هيام آدم

الخميس، 19 أغسطس 2021 - 11:50 ص

أثارت عودة حركة طالبان الأفغانية للحكم بعد تخلي الولايات المتحدة عن أفغانستان حالة من ردود الأفعال في الأوساط الدولية والإقليمية والعربية أيضا، حيث وصف محللون سياسيون قرار انسحاب الولايات المتحدة من أفغانستان تاركة البلاد في حالة من الفراغ والفوضى الكاملة التي سادت البلاد، حيث اختصرتها مشاهد الفوضى والهلع في مطار كابول، وخروج النساء في حركات احتجاجية خوفا من قمعهن ومنعهن من التعليم والعمل.


يبدو للبعض المشهد أنه واشنطن خرجت خاسرة، إلا أن آراء أخرى ترى في الخطوة الأمريكية إعادة تدوير للإرهاب والتطرف لخدمة مصالح الأمريكية ...

 

معقل الإرهاب مجددا
صحيفة «نيويورك تايمز»، قالت في تقرير تحت عنوان «هل ستصبح أفغانستان ملاذًا آمنًا للإرهاب مرة أخرى؟»  أن مسؤولي المخابرات الأمريكية عرضوا على إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن صورة قاتمة شاملة لمستقبل أفغانستان نفسها، وتوقعوا أن تحقق طالبان مكاسب في ساحة المعركة، وستكافح القوات الحكومية الأفغانية للسيطرة على الأراضي، ومن غير المرجح التوصل إلى اتفاق سلام بينهما، وقد تم الإعلان عن الخطوط العريضة لهذا التقييم في تقرير استخباراتي صدر يوم الثلاثاء الماضي.

 

وقال الجنرال كينيث ماكنزي، قائد القيادة المركزية للجيش الامريكي، في فبراير الماضي "منذ 11 سبتمبر، يظل هدفنا الاستراتيجي في أفغانستان هو حماية الوطن من الهجمات"، مشيرًا إلى تنظيم القاعدة والدولة الإسلامية، ومنعهم من استخدام أفغانستان كقاعدة وملاذ آمن. كما قال "نتفق جميعًا على أن أفضل طريق هو التوصل إلى تسوية سياسية تفاوضية بين الأفغان". 

 

«ضربة للمعسكر الشرقي»
كشف المحلل السياسى والخبيير الاستراتيجي، الدكتور خالد رفعت، عن الوجه الحقيقي لدور حركة طالبان الجديد والتي تدعمه أمريكا برغم الانسحاب من أفغانستان وترك الساحة خالية وإفساح الطريق إلى طالبان تمهيدا لعودتها من جديد، مؤكدا أن الأمر ليس كما يبدو بأن هناك معركة حقيقية دائمة مع امريكا، فالخطة هى تسليم حكم موالي لواشنطن إلى حكم أخر موالي أكثر تطرفا، مشيرا إلى أن أمريكا تحتاج إلى قوة طالبان السنية على الحدود الإيرانية في هذا الوقت مع تشجيع للعناصر المتأسلمة فى الصين.

 

وأضاف أن الدور الجديد التي تقوم به حركة طالبان لا يستطيع القيام به الجيش الأفغاني، حيث أصبحت معقل للمتطرفين لخدمة ضرب الصين وروسيا وإيران وهذه هي الإستراتيجية الجديدة في المنطقة. 

 

وأوضح «رفعت» أن المخابرات الباكستانية هي التي رعت حركة طالبان وأعطتها ملاذا آمنا لأغراض استراتيجية، ولكن إذا أدى حكم طالبان المتجدد إلى عودة عقارب الساعة إلى الوراء ببساطة بالتأكيد ستزداد الاضطرابات المتزايدة في المنطقة وسيكون لها عواقب سلبية بالتأكيد.

 

اقرأ أيضا| الملا برادر الأقرب لرئاسة أفغانستان.. واكتشاف «ثروة معدنية كبيرة»

 

سياسة هجينة
ترى الدكتورة إيمان زهران أستاذ العلاقات الدولية والأمن الإقليمي أن الوضع في أفغانستان أصبح أكثر ضبابية، مؤكدا أن أمريكا تريد خروجا آمنا من كل ملفات الشرق الأوسط ولكن بالرغم من ذلك تظل متمسكة بملف محاربة الارهاب .

 

وأكدت أن تحركات طالبان لا تبشر بسياسات مرنة حيث سادت الفوضى في كافة أرجاء أفغانستان وتخوف الداخل الأفغاني من عودة طالبان مرة أخرى للحكم، مؤكدة أن الإدارة الإمريكية ستدير الملف في أفغانستان برغم الانسحاب بنفس سيناريو ما حدث في العراق بحكومة الكاظمي، فمن يملأ الفراغ الامريكى بعد خروج الأمريكان من العراق ؟ 

 

وأضافت أن أمريكا متمسكة بملف الإرهاب والنية في إعادة سيناريو القاعدة مرة اخرى أو تكوينات جديدة باستخدام نمط جديد وجماعة جديدة تصل للسلطة، مشيرا الى أن طالبان عام 2019 تختلف عن طالبان عام 2021 فهى تنتهج سياسات هجينة باستخدام الأوراق العسكرية لتطويع خدمة أهدافها بالاضافة إلى التحكم في مواردها، بالإضافة الى إستخدام الاستراتيجية العسكرية كأوراق ضغط لتطويع سياستها أو تحلل من السياسات العسكرية وممارسة السياسة الهجينة .

 

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة