يوسف القعيد
يوسف القعيد


يحدث فى مصر الآن

فيصل ندا وداعاً

يوسف القعيد

الخميس، 19 أغسطس 2021 - 06:28 م

 

قابلت فيصل ندا المؤلف المسرحى والإذاعى صاحب الأسلوب المتميز والرؤية الخاصة فى الكتابة للمسرح والسينما والتليفزيون والإذاعة. فى منزل المثقفة المصرية الروائية والكاتبة وصاحبة الصالون الأدبى والفنانة سميحة المانستيرلى. كانت لقاءات عابرة، ولم يكن بيننا سوى التعارف فقط. وقد سعد عندما عرف أننى تابعت أعماله الفنية المتميزة.
وعلمت من سميحة المانستيرلى قبل رحيله أنه دوَّن مذكراته الشخصية. وأعتقد أنها ستكون شهادة على العصر والفنون التى كتب من خلالها رؤية شخصية لمثقف ومبدع أثرى الحياة الفنية بالكثير من أعماله المهمة. والتى ستبقى خالدة وستوفر له مكاناً بين مؤلفى الدراما المسرحية والتليفزيونية والإذاعية.
كان غزير الإنتاج. وإن كان قد تباطأ تحويل أعماله فى سنوات عمره الأخيرة بسبب التغييرات الجوهرية التى طرأت على عملية الإنتاج السينمائى والتليفزيونى والإذاعى. لكنه يبقى واحداً من رواد الكتابة فى هذه الفنون الصعبة. ولد فى حى عابدين بالقاهرة فى 7 أبريل 1940.
وهو خريج المدرسة الإبراهيمية بجاردن سيتى، ثم التحق بكلية التجارة جامعة القاهرة قسم المحاسبة وتخرج منها عام 1963، وأصبح عضواً فى فريق التمثيل بالجامعة. وكان نبوغه مبكراً. وظهرت عليه الأعراض الفنية فى مرحلة أولى من حياته. حيث كان عضواً فى فريق التمثيل بالكلية. وبعد تخرجه التحق بوزارة المالية. إلا أنها لم ترض طموحه الأدبى والفنى. والتى بدأها منذ أن كان بالكلية عبر كتابته لمسرحية مثلها مع زملائه بالكلية.
كان أول مسلسل تليفزيونى من تأليفه: هارب من الأيام. المأخوذ عن الرواية الشهيرة لثروت أباظة. والتى تحولت لفيلم سينمائى من أهم أفلام السينما المصرية. ومن خلال أعماله التى كتبها اشتهر العديد من نجوم الفن مثل عبد الله غيث.
ساهم فيصل ندا فى دفع عجلة الإنتاج السينمائى منذ عام 1968، بعدها عاد مجدداً للتأليف المسرحى عبر مسرحية: من أجل حفنة نساء، والمسرحية الشهيرة: المتزوجون عام 1976 بطولة: سمير غانم، جورج سيدهم، شيرين، نجاح الموجى، وأتبعها بعدة مسرحيات لا تقل عنها أهمية، ثم جذبه التأليف الإذاعى وكعادته أبدع فيه أيضاً عندما قدم المسلسل الكوميدى المعروف: الناجح يرفع إيده.
ومسرحية: أهلاً يا دكتور من المسرحيات التى نجحت جماهيرياً من تأليفه، وكانت المسرحية من بطولة: سمير غانم، جورج سيدهم، دلال عبد العزيز، إيفاً، مجدى كامل، إبراهيم نصر.
عرفت أنه ترك مذكرات مكتوبة، ومن المؤكد أنها ستصبح شهادة مهمة على حال الفن. خاصة الكتابة المسرحية وكتابة السيناريو والحوار للسينما والمسرح والإذاعة فى النصف الثانى من القرن العشرين. والسنوات الأولى من القرن الحادى والعشرين. وأعتقد أن نشرها سيكون حدثاً ثقافياً وفنياً مهماً. خاصة لو تم نشرها فى مصر.
رحم الله فيصل ندا رحمة واسعة بقدر ما أخلص لفنه وكتابته ورسالته التى حاول أن يؤديها بالقدر الذى يرضى ضميره ووجدانه ويجعله يرحل عنا شاعراً أنه أدى مهمته فى الدنيا بأفضل ما يمكن أن يؤديها. فهل نُكرمه بعد رحيله، بعد أن عز عليه التكريم فى حياته؟ وتلك عادة مصرية صميمة أن ننظر فى جهد من يعيش بيننا كما لو كان يقوم بالمطلوب منه. فمتى يتم تكريم فيصل ندا؟!.
 

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة