فرفيش كده
فرفيش كده


فرفيش كده | أمريكا اتهزمت يا رجالة

الأخبار

الخميس، 19 أغسطس 2021 - 08:01 م

 

أحمد شعبان

بعد ما حكيتلكوا حكاية الدرفيل هحيكلكوا حكاية الفيل؟.. فيل مين؟... أمريكا يا سيدى، أضخم قوة عسكرية فى العالم، مالها؟. فشلت فى القضاء على حركة طالبان بعد أطول حرب فى تاريخ الولايات المتحدة، وعادت الحركة للسلطة فى أفغانستان بعد 20 عاما.


وإيه اللى يخلى أمريكا تروح أفغانستان أصلا؟.هقولك.. فى 11 سبتمبر 2001، دمر تنظيم القاعدة برجى مركز التجارة العالمى فى نيويورك مما أسقط 3000 قتيل.. طالبان كانت تحكم أفغانستان حينها، ورفضت تسليم زعيم القاعدة أسامة بن لادن من أراضيها.. فقررت أمريكا، اجتياح أفغانستان وإزاحة طالبان من الحكم وده حصل.


وبعد عقدين من الحرب، قررت واشنطن الانسحاب. هنا بدت طالبان كأنها تعلمت من الماضى وأن من يكسب المعركة لا يعنى أنه كسب الحرب. وبدأت خطتها منذ الأول من مايو الماضى مع بدء انسحاب القوات الأمريكية وقوات الناتو من أفغانستان.. وانتهى الحال بالحركة تحتفل فى القصر الرئاسى بعد هروب الرئيس أشرف غنى الذى تخلت عنه واشنطن بعدما شيدت له حصنا من ورق.


وفجأة سمعنا مارشات عسكرية وقرآن.. حصل ايه؟ أذاعوا نبأ الهزيمة.. هنا الـ»بى بى سى.. أمريكا اتهزمت  يارجالة».


هزيمة واشنطن تتمثل فى صورتها التى اهتزت أمام العالم بعد انسحاب غير مدروس. انسحاب واشنطن، كان أشبه بالهزيمة.. وإيه هى خطة  الانسحاب؟.. مفيش خطة!. عشان كده، الرئيس الأمريكى جو بايدن واجه انتقادات لاذعة. 


وفى مشاهد مؤلمة، حاول مواطنون أفغان التشبث بطائرة أمريكية قبل الإقلاع من مطار كابول  للفرار خوفا من العيش تحت سلطة طالبان المتشددة والتى حكمت البلاد بين عامى 1996 و2001.


كل ده سيؤدى إلى تراجع المصداقية الأمريكية دوليا، حتى أن حلفاءها يتسائلون الآن إن كان بإمكانهم الاعتماد عليها مستقبلا.  مش بس كده، حرب أفغانستان أظهرت تخبطا أمريكيا واضحا وده جعل واشنطن محل سخرية.  وطلع بايدن قال إن الانهيار السريع  فى أفغانستان، كان غير متوقع بس هننسحب برضه.
لسه، إيه تاني؟. طالبان سيطرت على أفغانستان فى 10 أيام فقط رغم إنفاق أمريكا مليارات الدولارات لدعم القوات الأفغانية. أنت بتقول إيه؟..

ده كمان الحركة استولت على أسلحة وتجهيزات ومروحيات أمريكية الصنع بدون أن تنفق دولارا واحدا. 


وخرجت واشنطن، التى تحتفل بعد أسابيع بالذكرى الـ20 لأحداث 11 سبتمبر، من حرب أفغانستان، منكسرة بخسائر فادحة بين إنفاق 3 تريليونات دولار ومقتل 2500 من جنودها.


وربما لم تقرأ أمريكا التاريخ جيدا، وتحديدا أدبيات التاريخ البريطانى الذى يذكر بحسرة تفاصيل «الشتاء المهين» عندما أُجبر الإنجليز على الانسحاب من أفغانستان فى عام 1942 بعد احتلال البلاد قبل 3 سنوات.  وغفلت أمريكا تاريخ عدوها اللدود، الدب الروسى. واضطر الاتحاد السوفيتى حينها لمغادرة أفغانستان فى شتاء 1989 بعد 10 سنوات من الاحتلال. 


ولم تتعلم أمريكا الدرس، وغزت أفغانستان وجاء دورها.. «الدور الدور موعودة ياللى عليكى الدور». ونالت واشنطن المصير ذاته لذا اعترف بايدن أن أفغانستان هى «مقبرة الإمبراطوريات».. 


الحقيقة إن انسحاب أمريكا هيترك الساحة لخصوم ولاعبين إقليميين آخرين وأبرزهم روسيا والصين، لزيادة نفوذهم فى آسيا الوسطى، عن طريق علاقات جيدة مع طالبان. 


وطالبان التى تظهر كبطل الآن فى عيون أنصارها، تثير الرعب داخليا وخارجيا بسبب تبنيها فكرا متشددا وإن قالت إنها أصبحت أكثر اعتدالا وأنها لن تستضيف القاعدة مرة أخرى. وهناك مخاوف من أن تصبح أفغانستان مصدرا للهجرة ولأزمة لاجئين جديدة وأرضا خصبة لتصدير المتطرفين وأن يعود هذا البلد معسكرا للإرهابيين. 


شوية حكمة «الحرب خدعة».. وشكرا

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة