أنا «قاصر» لاحقوق لى
أنا «قاصر» لاحقوق لى


«أبحث عن حقي».. مأساة من دفتر زواج القاصرات

جودت عيد

الخميس، 19 أغسطس 2021 - 08:52 م

كانت رسالتها مقتضبة.. اكتفت بتضمينها كلمات محددة.. قالت «انا ابحث عن حقى، بعد أن تركنى زوجي، ولم أوثق عقد زواجي،  تزوجت كما يحدث فى الأرياف، وعمرى لم يتجاوز الـ14 عاما«.

وأضافت «اليوم لا أستطيع أن استخرج شهادة ميلاد لابنتى، وأخشى أن تحرم من التعليم والصحة، والخدمات التى تقدمها الحكومة، واعلم أن طريق المحاكم طويل للحصول على حقى من متعة ونفقة وغيرها.

وأشارت »أردت من رسالتى التنبيه على أن زواج القاصرات فى قريتنا بمدينة المنصورة منتشر بشكل كبير،  ويجب أن تضع له الحكومة حدا، وان تكشف للأسر الفقيرة المخاطر التى تعانيها الفتاة التى تتزوج وعمرها لم يتجاوز الـ18 عاما، كما أعانى  أنا اليوم «ابنة المنصورة».

كان أمامى خياران، أن اكتفى بالرد على رسالتها فأقدم لها النصيحة كما أفعل مع بعض القراء، أو استعين برجال القانون والحقوق لتقديم نصيحة وتحذير للأسر التى تقبل أن تضيع حق بناتهم بتزويجهن وعمرهن لم يتجاوز الـ18 عاما.. لذلك اخترت الخيار الثاني، عرضت رسالتها على أهل القانون وخبراء النفس والاجتماع. 

 صعوبات قانونية

بسبب عدم اكتمال السن القانونى للفتاة من أجل الزواج تلجاء الاسر فى الأرياف والمناطق الشعبية - للزواج العرفى وغالباً ما يكتب هذا العقد مأذون لإضفاء شكل على مراسم عقد القران وفى هذه الاثناء يعتقد الحضور إنه زواج رسمي.

بعد إتمام الفتاة سن الثامنة عشرة تقوم بعمل تصادق على عقد زواج، خاصة أنه غالباً ما يكون هناك أطفال أما فى حالة عدم وجود أطفال تتزوج رسمياً باتمامها 18 عاماً.

المتزوجة عرفياً  تتعرض لمخاطر قانونية، حيث إنها لا ترث ولا تحصل على معاش فى حالة وفاة الزوج وليس لها حق فى المطالبة بنفقات وإنما المشرع على سبيل التساهل أباح لها إقامة دعوى إثبات علاقة زوجية دعوى تطليق من زواج عرفى ودعوى إثبات النسب إذا أنكر الزوج الطفل الصغير.

كما يصعب عليها السفر او النزول  فى فندق  بصحبة الزوج.

مشاكل نفسية واجتماعية 

تظهر الآثار النفسية  للزوجة القاصر نتيجة حرمانها من عطف وحنان ورعاية والديها والاستمتاع بمرحلة طفولتها وتُعانى عزلة اجتماعية عن الأهل والأصدقاء فتكن عرضة لاضطراب ما بعد الصدمة والاكتئاب وتقلبات المزاج واضطرابات الأكل والنوم والاضطرابات النفسية بجانب المشاكل الصحية، والإخفاق فى القيام بدور الأمومة لعدم تهيؤها للزواج بعد. 

كل هذه المشاكل تؤثر على نفسية الفتاة القاصر ونفسية المولود فتتعرض لنوبات من الخوف والهلع والتوتر والقلق وتكثر المشاكل الزوجية مما يجعل توقع الطلاق واردًا بقوة.

يترتب على زواج القاصرات أيضا أن الفتاة  تخسر فرصتها فى التعليم والعمل وتدور فى دوائر الأحوال الشخصية لتحصل على حقوقها.

تزداد وفيات الأمهات إلى الضعف إذا حدث الحمل قبل عمر 18 عاما، كما يتعرض مولود الأم الطفلة إلى الولادة قبل الميعاد ونقص الوزن والإعاقة والوفاة.

 د. منى حمدى استشارى الطب النفسى


الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة