الجمعة، 20 أغسطس 2021 - 07:37 م

أقدر الضغط الرهيب على كلا وزيرى التعليم العالى هذا العام، خاصةً بعد إعلان نتيجة الثانوية العامة بشكلها الصادم لكل أولياء الأمور والطلاب بسبب تدنى درجات المجاميع وإن كان ما حدث ظاهرة صحية، وتم فيه «عدل»  هرم المجاميع الذى كان قد تحوّل إلى هرم مقلوب وأعطى انطباعاً لمعظم طلاب الثانوية العامة بأنهم عباقرة، خاصةً من كان منهم يحصل على 95% وحتى 100% وكان يسبب فى نفس الوقت صدمة كبيرة لكل من لم يتمكن من الإلتحاق بأىٍ من كليات ما يطلق عليها كليات القمة ـ ولهذا أصبحت النتيجة الأخيرة قريبة من الواقع الصحيح مثلما يحدث فى العالم كله بعد تغيير شكل الامتحانات، لتكون قائمة على الفهم وليس الحفظ،  وتخصيص نسبة حقيقية للطالب المتميز، بالإضافة إلى نظام «البابل شيت» الذى تضمن مايقرب من 50 سوال فى المادة الواحدة بنظام الاختيار المتعدد،  وكذلك  التصحيح الإلكترونى الجديد الذى سيكون فى مواجهة أى شكوى من عدم دقة الدرجات، وقد لانجد أى حالات لها حق فى تظلمها هذا العام، وبالتالى تغيير شكل امتحان الثانوية العامة شكلاً ومضموناً  ـ لكن أقول للدكتور طارق شوقى وزير التربية والتعليم: ليكن هدفك بعد ذلك هو البحث فى كيفية عودة الطالب والمدرس إلى المدرسة مرة أخرى بعد أن هجرها الطرفان من أجل الدروس الخصوصية التى فشلت هذا العام فى تدريب الطلاب على كيفية تحصيل درجات أكبر ـ أقول هذا حتى تعود للمدرسة هيبتها، وأن تقوم مرة أخرى بدورها الطبيعى فى التربية والتنشئة والتوجيه والتثقيف للطلاب خاصة، أنها وزارة «التربية» قبل كلمة «التعليم».
أما وزير لتعليم العالى د.خالد عبد الغفار فقلبى معه فى توزيع الناجحين هذا العام خاصة من يبحث منهم عن مكان فيما يسمى بكليات القمة والتى سينخفض الحد الأدنى للقبول بها بنسبة قد تقترب من 10% عن العام الماضى وقد تزيد خاصة فى كليات الهندسة، نظراً  لقلة أعداد طلاب شعبة الرياضيات، وقد تنخفض إلى 85% بالجامعات الحكومية وبالتالى إلى 75% بالجامعات الخاصة، ثم تأتى القضية الكبرى فى المعاهد الهندسية وعددها 54 معهداً والتى كان الحد الأدنى للقبول بها حتى العام الماضى 80%، ولذلك سيكون مطلوباً هذا العام النزول بهذا الحد من خلال قرار مجلس شئون المعاهد إلى 75% أو أن نترك القبول بها للعرض والطلب حتى تستوفى الأعداد اللازمة لها حتى تستطيع أن تستمر فى دورها فى العملية التعليمية  وإلا ستغلق هذه المعاهد أبوابها هذا العام وتكون الطامة الكبرى. 
لذا أذكرك بما سبق وأن طلبته منك فى الجلسة الأخيرة بمجلس شئون المعاهد، بأن تعرض على المجلس الأعلى للجامعات اليوم أن يخفض نسبة الانتساب الموجه بالجامعات إلى 25% فقط، كما كانت قبل ذلك، حتى نوفر أعداداً لهذه المعاهد جميعها البالغ عددها 176 معهداً وننقذها من الانهيار المتوقع.