تبرعت بكبدها لإنقاذ والدها
تبرعت بكبدها لإنقاذ والدها


بطولات داخل الأسرة المصرية

تبرعت بكبدها لإنقاذ والدها بأسيوط

أخبار الحوادث

السبت، 21 أغسطس 2021 - 10:39 ص

محمد طلعت - مصطفى منير

تواترت في الفترة الأخيرة اخبار عن جرائم أسرية حولها البعض لما يشبه الظاهرة على مواقع التواصل سواء بفعل فاعل أو بجهل المتابعين، وذلك رغم أنها تحدث في أي مكان في العالم وهى حالات فردية شاذة هناك الملايين من الأسر التي يعيش أفرادها حياتهم بكل حب وتضحية من أجل من يحبونهم بل إن في حياة كل منهم بطولة أو تضحية تصلح لأن تتحول لمادة درامية يشاهدها الملايين من البشر، لما يستطيع أن يفعله الحب في النفوس، فالأم يمكن أن تضحي بحياتها من أجل أبنائها، والاب قد يعرض حياته للخطر لينقذ طفلته من موت محقق، والابناء يضحون بأعز ما يملكون إذا كان ذلك ينقذ حياة من يحبون، وفي السطور التالية نسلط الضوء على بعض البطولات الأسرية التي آثر فيها أبطالها من يحبون على أنفسهم حتى ولو كانت النتيجة هى حياتهم نفسها.
 

عاش حياته كلها من اجل أسرته يربي ويكبر أبناءه لكي يراهم كما حلم دائما، عمل ليلا ونهارا من أجلهم، لم يمنعه حر الصيف أو برد الشتاء من القيام بعمله من أجل أطفاله الذين كانوا يكبرون يوما وراء يوم ويزداد فخره بما أنجزه معهم وما سيكونون عليه في المستقبل الذي كان يراه أمام عينيه لأنه لم يعلمهم إلا كل خير فكما كانت بذرته صالحة حصد كل خير منهم؛
كبر الأبناء في نفس الوقت الذي تراجعت فيه صحته وزادت تدهورًا كل يوم عن الآخر، لكن رغم ذلك كان يصر على العمل من أجل أن يكمل رسالته في توفير الجو الملائم لهم لكي يدرسوا وينجحوا في دراستهم حتى وصلت ابنته الصغيرة للجامعة تدرس الإعلام في جامعة أسيوط وحلم حياته أن يراها صحفية أو مذيعة في المستقبل.
الأب الذي كان يجاهد يوميًا من اجل أبنائه لم يعد يستطيع أن يكمل بعد أن أعياه المرض بصورة كبيرة، فأصر أبناؤه على أن يذهبوا به للطبيب الذي أخبرهم أنه يواجه تليفًا في الكبد أدى لفشل كامل في الكبد مع انتشار لخلايا سرطانية داخل ذلك العضو الذي لايستطيع الحياة بدونه.
وهنا جاء الدور على أولاده ليردوا له ما فعله وضحى من اجله سنوات طويلة، وتحديدا من ابنته منة الله التي أصرت على أن تتبرع له بجزء من كبدها حتى تستطيع أن تنقذ أباها، ورغم رفض الاب لذلك خوفًا على ابنته الصغيرة إلا أنها أصرت على ذلك وامام ذلك الإصرار الذي لا يلين بفضل الحب والتنشئة السليمة لمنة الله اقتنع الأب في النهاية ووافق ليتم إجراء الفحوصات اللازمة حتى جاء الموعد الحاسم فطوال 11 ساعة وهى المدة التي استغرقتها منة داخل غرفة العمليات لإجراء الجراحة والتبرع بجزء من كبدها لوالدها كان الجميع يدعو لكي تنجح العملية ويخرج الأب مع ابنته كما دخلا معا وبالفعل نجحت العملية وتم نقل فص الكبد إلى أبيها بنجاح، وهما حاليًا مازالا في المستشفى تحت الرعاية لإجراء فحوصات أخيرة حتى يستطيعا المغادرة معًا بعد أن نجحت العملية لتعود الفتاة إلى دراستها لتحقق حلمها وحلم والدها ويعود الأب ليكمل رسالته السامية في تربية أبنائه على الفطرة السليمة، حقا من زرع حصد.

 

 

الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة