ملاك كفر الدوار
ملاك كفر الدوار


أم ملاك كفر الدوار: "صديقة عمرها خانت العيش والملح وقتلت بنتي"

أخبار الحوادث

السبت، 21 أغسطس 2021 - 10:54 ص

حبيبة جمال – سعد زيدان

"احذر من عدوك مرة.. ومن صديقك ألف مرة"، هذه الحكمة تنطبق تماما على الجريمة البشعة التي اهتزت لها أرجاء محافظة البحيرة، وراحت ضحيتها فتاة في منتصف العشرينيات من العمر، وعلى يد من؟!، إنها صديقة عمرها التي قتلتها بدم بارد طمعا في وظيفتها.. خلعت عباءة الأنوثة والصداقة، وارتدت عباءة الشيطان، فخططت لجريمتها ونفذت دون أن يتحرك قلبها.. ودون أن تردعها العشرة.. تلك الجريمة التي مازالت حديث الأهالي.. "أخبار الحوادث" انتقلت لمنزل الضحية لنقل ومعرفة التفاصيل الكاملة، تلك التفاصيل التي تدمي لها القلوب نسردها لكم في السطور التالية.

"صوت صريخ وعويل يدوي في كل مكان.. سيدات اتشحن بالسواد يجلسن في صالة البيت المتواضع  يواسون أسرة نجلاء في مصابهم الأليم.. الأب يجلس حزينا منكسرا على فقدان ابنته العروس.. الأم في حالة ذهول وصدمة حتى كتابة هذه السطور.. منذ أن وقعت عيوننا عليها وهي في عالم آخر تصمت تارة وكأنها تتذكر ذكريات ابنتها معها، وتبكي تارة أخرى وكأنها تدرك أنها لن ترى ابنتها مرة أخرى.. هنا على هذا السرير الذي كانت تنام عليه نجلاء تجلس الأم شاردة الذهن في عالم آخر، الكل يتحدث معها وهي تتكلم بصوت منخفض وكأنها تنادي على ابنتها التي ماتت غدرا.


هكذا كان هو المشهد داخل منزل نجلاء، الحزن يرسم خيوطه على كل ركن في البيت، حاولنا تهدئة الأم لكي تتحدث معنا، فقالت بنبرة صوت يعتليها الحزن: "كانت نورهان من أقرب الأصدقاء لبنتي، دائما ما تقف نجلاء بجوارها، لم تبخل عليها بشيء لدرجة انها اشترت لها هاتف جديد مازالت تدفع أقساطه حتى الآن، عمرها ما تخلت عنها، في الشدة قبل الفرح كانت تساندها، دائما ما تقول لي أن الله عوضها بنورهان، لم تعلم أن الطعنة ستأتي إليها من تلك الفتاة الملعونة".
صمتت قليلا تحاول أن تتماسك ثم استكملت قائلة: "خانت العيش والملح، وقتلت بنتي بدم بارد، قتلتها قبل ما افرح بها، وأراها أمام عيني وهي ترتدي الفستان الأبيض".
"معرفش قتلت بنتي ليه"، اختتمت كلامها بتلك الجملة، ثم دخلت في نوبة من البكاء، عجزنا معها أن نتحدث معها.


محبة للخير
والتقط الأب أطراف الحديث، وقال: "نجلاء كانت نور عيني، بشوشو الوجه، محبة للخير، كانت تشارك في قوافل للأيتام والمحتاجين، كانت مخلصة في عملها، الدكتور يثق فيها لدرجة أنه يترك لها ايراد العيادة بالأسبوع والأسبوعين، حسبي الله ونعم الوكيل في من حرمني منها وقتلها وهي في ريعان شبابها، الكل حزين على بنتي، لدرجة أنه هناك أشخاص بالخارج قاموا بعمل عمرات لها، مش هرتاح غير لما يتعدموا أمام عيني، ولن نأخذ عزاء ابنتنا إلا بعد القصاص".


الكل جلس يتذكر كل المواقف النبيلة التي فعتلها نجلاء، لا أحد عرفها إلا وأحبها، وعندما ماتت تلك الملاك، حزنت محافظة البحيرة بأكملها، والكل أصبح لا يتمنى سوى القصاص العادل، هكذا هو الحال داخل منزل الضحية التي قتلتها صديقة عمرها بسبب الطمع والحقد.
ملاك
والآن دعونا نحكي لكم تفاصيل أكثر عن حياة الضحية التي كانت بمثابة ملاك يسير على الأرض.
نجلاء نعمه الله، فتاة تبلغ من العمر 23 عاما، تعيش مع أسرتها بكفر الدوار، في محافظة البحيرة، مشهود لها بالطيبة وحسن الخلق، يكفي ابتسامتها التي تملأ أي مكان تذهب إليه بهجة وسعادة، محبة لعمل الخير، لم تبخل على أحد بالمساعدة، لم نكن مبالغين حينما نصفها بأنها فتاة مثالية.
منذ صغرها وهي طموحة ومجتهدة، حصلت نجلاء على معهد تمريض، وكانت في السنة النهائية من كلية التجارة.. ارادت أن تحسن من دخلها، وتعتمد على نفسها، فعملت سكرتيرة في إحدى العيادات بمول سفير، كانت ملتزمة لأبعد الحدود، لم يكن لها أي خلافات أو عدوات مع أحد. من أقرب الأصدقاء لها هي نورهان، كانا دائما يقضيان أفضل الأوقات سويا، لديهم ذكريات وأسرار، يتضح ذلك عندما تتصفح صفحتهما الشخصية عبر "الفيس بوك"، لكن الحقيقة كانت مؤلمة للغاية، تلك الصديقة التي ظهرت أمام الجميع بأنها أخت لنجلاء، كانت في الحقيقة هي خنجر مسموم طعنها في قلبها.


جثة
يوم الثلاثاء قبل الماضي، خرجت نجلاء كعادتها كل يوم للعمل داخل العيادة، كان يوم طبيعي في بدايته، لكنه لم ينته كعادته، فالفتاة الجميلة عثروا عليها مقتولة وغارقة وسط بركة من الدماء، في حالة من الصدمة والذهول، الكل يتساءل أي ذنب هذا ارتكبته تلك الفتاة ليتم قتلها بهذه الطريقة؟!
على الفور تم ابلاغ الشرطة، التي انتقلت لمحل البلاغ وتم فرض كردون أمني، ونقلت الجثة للمشرحة، وتشكل فريق بحث لكشف لغز الجريمة، كان الخيط الأول هو تفريغ كاميرات المراقبة، حتى رصدت تلك الكاميرات مقطع فيديو مدته 120 ثانية يوضح دخول شابين المول وخروجهما في وقت معاصر لارتكاب الجريمة، الطرف الثاني كان هو فحص هاتف المجني عليها، ومن خلال رسائل بينها وبين صديقتها نورهان، اتضح اتفاقهما سويا على المقابلة في نفس وقت الجريمة، من هنا كانت الخيوط كلها واضحة، وتمكن رجال المباحث من إلقاء القبض على المتهمين الثلاثة، وكانت المفاجأة أن صديقتها نورهان هي القاتل الحقيقي والمحرض على تلك الجريمة.


اعتراف
وقفت نورهان أمام جهات التحقيق تعترف بتفاصيل ارتكابها تلك الجريمة البشعة، قالت؛ أنه خلال الفترة التي كانت نجلاء تؤدي فيها الامتحانات، طلبت منها أن تعمل مكانها، وبعد الانتهاء من الامتحانات عادت نجلاء لوظيفتها مرة ثانية، لكن كان الحقد والطمع يملأ قلبها، وأرادت أن تحصل على تلك الوظيفة بأي شكل من الأشكال، فاتفقت مع ابن خالتها وصديقه على التخلص من نجلاء وسرقتها، مقابل اعطاء كل منهما مبلغ من المال، لم تبذل نورهان جهدا كبيرا في اقناعهما، يبدو أنهما كانا على الاستعداد بارتكاب جريمة مقابل المال.


يوم الواقعة أرسلت نورهان رسالة لنجلاء تبلغها أنها ستأتي للجلوس معها، وبناء على ما جاء بكاميرات المراقبة أن المتهمين دخلا المول وخرجا منه بعدما وجدوا هناك مرضى داخل العيادة، حتى جاءت نورهان، جلست مع صديقتها وبدأ يتحدثان سويا، وما أن خلت العيادة من المرضى أرسلت رسالة للمتهمين، وحضرا سريعا على اعتبار أنهما مرضى، وعندما حاولا سرقة المال، صرخت نجلاء للاستغاثة، لكن طعنات الغدر كانت أسرع من صرخاتها، ارتمت الفتاة المسكينة على الأرض تنظر لصديقتها تقول لها "الحقيني يا نور.. دافعي عني"، لكن نور كانت انتزعت قلبها ووضعت مكانه قطعة من الحجارة أو أشد منها، وأشارت بأصابعها للتخلص من نجلاء، بالفعل سقطت نجلاء في بركة من الدماء وفروا هاربين، كانوا يعتقدون أنهم سيفلتون من العقاب وبدأ كل منهما ينسج خيوط أحلامه، لكن استيقظوا من أحلامهم على كابوس مفزع ورجال المباحث يدقون بابهم للقبض عليهم بتهمة القتل العمد، ويتم حبسهم 4 أيام ومازالت التحقيقات مستمرة.


حبل المشنقة 
وعن العقوبة المتوقعة، قال أسامة بدوي محامي أسرة المجني عليها: "في البداية لابد أن أشكر كل محامين البحيرة الذين تواصلوا معي لمساندتي في تلك القضية، فشكلنا فريق من المحامين لعودة حق نجلاء ومعي المحامي هيثم عبد العزيز، هذه الجريمة هي جريمة بشعة بكل ما تحمله الكلمة من معان، فكاميرات المراقبة ورسائل بين الضحية والمتهمة هم من كشفوا لغز الجريمة، فالمتهمين الثلاثة يواجهون تهمة القتل العمد مع سبق الإصرار عن طريق الخنق والطعنات، أيضا تهمة السرقة، وقانونا المحرض يأخذ نفس عقوبة الفاعل، ومن المتوقع هو الحكم بالاعدام، ونحن نثق في القضاء المصري أنه سيعيد حق تلك الملاك".

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة